في ظل الخلافات الدبلوماسية التي تواجه العلاقات بين الهند وجزر المالديف – والتي تعتبرها الهند جزءًا من نفوذها – منحت "ماليه" تصريحًا لسفينة صينية للرسو في مينائها، وهو ما اعتبرته نيودلهي تهديدًا لنفوذها.
أهداف الزيارة
في خطوة قد تزيد من استياء الهند التي تتورط مع الأرخبيل الصغير في خلاف دبلوماسي، بحسب وكالة الأنباء"أسوشيتد برس"، قالت الحكومة المالديفية أمس الثلاثاء، إنها منحت تصريحًا لسفينة صينية للرسو في مينائها، مشيرة إلى أن سفينة البحث العلمي الصينية "شيانج يانج هونج "3 متجهة إلى المالديف. ولم تذكر موعد الوصول.
وقال بيان للوزارة إن "الحكومة الصينية تقدمت بطلب دبلوماسي إلى الحكومة المالديفية، للحصول على التصاريح اللازمة لإجراء زيارة مينائية". وأضاف أن السفينة لن تجري أي أبحاث أثناء رسوها في ميناء "ماليه".
وأكد البيان، أن "المالديف كانت دائمًا وجهة ترحيبية لسفن البلدان الصديقة، وتواصل استضافة السفن المدنية والعسكرية التي تقوم بزيارات مينائية لأغراض سلمية".
وتأتي زيارة السفينة في ظل خلاف دبلوماسي بين المالديف وجارتها العملاقة الهند. ولم يصدر أي تعليق فوري من الحكومة الهندية.
علاقات متوترة
بدأ الخلاف عندما نشر ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي لنفسه وهو يمشي ويغوص في "لاكشادويب"، أرخبيل هندي يبدو مطابقًا تقريبًا لجزر المالديف. وتعتقد الحكومة الهندية أن شواطئ "لاكشادويب" الرملية البيضاء لديها إمكانات غير مستغلة للسياحة.
لكن بعض المالديفيين اعتبروها خطوة من "مودي" لجذب السياح بعيدًا عن شواطئها ومنتجعاتها الجزرية الشهيرة. ونشر ثلاثة نواب وزراء تعليقات مسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد "مودي"، ما أثار دعوات في الهند لمقاطعة المالديف.
وتعمق الخلاف عندما زار الرئيس المالديفي محمد مويزو الصين، الخصم الإقليمي للهند على حد تعبير وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس". وبعد عودته، حدد خططًا لتخليص أمته الصغيرة من الاعتماد على الهند فيما يتعلق بالمرافق الصحية والأدوية واستيراد الضروريات.
علاقات قوية مع الصين
قال الرئيس محمد مويزو، إن الزوار الصينيين للمالديف كانوا في المقدمة قبل جائحة كوفيد-19 وأنه سيتم اتخاذ خطوات لمضاعفة أعدادهم.
وقال أيضًا في إشارة ضمنية إلى الهند أن حجم بلاده الصغير لا يعطي أي دولة أخرى ترخيصًا لمضايقته، مضيفًا أن الصين تحترم سيادة المالديف الإقليمية بحزم.
حرب النفوذ
وتتنافس الهند والصين على النفوذ في المالديف كجزء من منافستهما للسيطرة على المحيط الهندي. وتعتبر الهند، أقرب جار للمالديف، أن البلاد تقع في مجال نفوذها. وفي الوقت نفسه، قامت الصين بضم المالديف كشريك لها في مبادرة "الحزام والطريق"، التي تهدف إلى بناء موانئ وطرق سريعة لتوسيع التجارة عبر آسيا وإفريقيا وأوروبا.
وتم انتخاب "مويزو" الموالي للصين في نوفمبر على أساس برنامج انتخابي تعهد خلاله بطرد العسكريين الهنود المتمركزين في المالديف. وبعد عودته من الصين، اقترح عقد اجتماع مع المسؤولين الهنود لسحب القوات بحلول منتصف مارس.
ويقال إن هناك ما لا يقل عن 75 فردًا عسكريًا هنديًا متمركزين في المالديف، واتهم "مويزو" سلفه بالتنازل عن السيادة الوطنية بالسماح للأفراد الهنود بالوجود على الجزر المالديفية.