الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لا تغرق أبدا.. جزر المالديف تواجه خطر الاختفاء بـ"المدينة العائمة"

  • مشاركة :
post-title
تصميم المدينة العائمة لجزر المالديف - "دير شبيجل"

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

جزر المالديف المعروفة بأنها وجهة سياحية رائعة، هي واحدة من الأماكن المهددة بالغرق، نتيجة الاحترار العالمي، إلا أن المسؤولين هناك لا يخشون من ارتفاع منسوب المياه ولا يفكرون أيضًا في بناء السدود، في ظل الاتجاه لبناء المدينة العائمة، التي لا تغرق أبدًا.

وتستعد جزر المالديف لبناء مدينة على الماء تؤوي 20 ألف شخص، الذي يمكن أن يكون أكبر مشروع في العالم حتى الآن نموذجًا للمدن الأخرى المتأثرة بارتفاع مستوى سطح البحر بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.

وعلى المياه الفيروزية، بالقرب من العاصمة ماليه، تُبنى المدينة العائمة قطعة قطعة، مثل لعبة "الليجو"، فالبيوت والشوارع والملاعب والمدارس والمطاعم عائمة، في أكبر مشروع مشترك بين حكومة جزر المالديف ومطور العقارات الهولندي دوتش دوكلاندز.

خطر اختفاء جزر المالديف

جغرافيًا تُصنف جزر المالديف على أنها أرخبيل يضم أكثر من ألف جزيرة، 80% من مساحة اليابسة تحت مستوى سطح البحر، وفي حال صدق التوقعات وارتفاع منسوب المياه بمقدار متر واحد بحلول عام 2100، فمن الممكن أن تغمر المياه جميع أرخبيل جزر المالديف تقريبًا.

200 ألف نسمة في العاصمة ماليه

وتعد العاصمة ماليه واحدة من أكثر المدن اكتظاظًا بالسكان في العالم، إذ يتكدس 200000 شخص في مساحة تبلغ نحو 8 كيلومترات مربعة، وكلما زادت المياه من الأرض قلت المساحة الحضرية التي لا تزال صالحة للسكن.

مدينة عائمة تشبه الشعاب المرجانية

"نرفض أن نتخلى عن الأمل".. على لسان الرئيس السابق محمد نشيد، لم يستسلم لتهديدات التغيرات المناخية المتسارعة، رافضًا اللجوء إلى الحلول التقليدية، متخيلًا مدينة عائمة تشبه الشعاب المرجانية.

"المدينة التي تطفو لا يمكن غمرها، ولا يمكن أن تغرق، ولم يعد من الممكن كسب هذه المعركة مع حلول تقليدية".. سرعان ما أمن المهندس الهولندي كوين أولثويس، بالمشروع الجديد واصفًا خطته بأنها ستقهر الطبيعة.

ليست للأثرياء.. مَن يقدر على شرائها؟

وترغب حكومة المالديف في أن تكون المدينة في متناول الأشخاص التي تغمر مياه الأمطار غرف معيشتهم، وليس الأثرياء وعلى الأقل تستهدف الطبقة المتوسطة، أنه مشروع للأشخاص العاديين الذين يجب أن يكونوا قادرين على استئجار أو شراء شقق هناك.

ويقال إن تكلفة المنزل تتراوح بين 150 ألف دولار و250 ألف دولار، ويبلغ متوسط الراتب السنوي في جزر المالديف نحو 11000 دولار أمريكي.

مدينة تصعد وتهبط مع الماء

تصميمات المنازل بألوان مميزة، وتقف جميع المباني والأجزاء الفردية على منصات عائمة مترابطة، وتوجد حدائق أو ساحات صغيرة على النقاط المتصلة، وهي متصلة بقاع البحر بواسطة عمود تلسكوبي لضمان قدرة المدينة بأكملها على التحرك صعودًا وهبوطًا مع المد يصل إلى 8 أقدام.

عن طريق السفن يتم إحضار الأحواض الخرسانية المصنوعة في جز المالديف من الماء، لكن في المستقبل سيتم تصنيعها أيضًا في الهند والصين وسريلانكا، ويتم إحضارهم إلى موقع البناء عن طريق السفن، إذ يتم تجميعهم معًا مثل أحجية الصور المقطوعة.

ومن المتوقع أن تستمر عملية بناء المدينة بأكملها 5 سنوات فقط حتى عام 2027، من المتوقع أن ينتقل السكان الأوائل في غضون عام ونصف العام، وهو أسرع بكثير من مشروعات التنمية الحضرية الكبيرة المماثلة على الأرض.

واستقبلت جزر المالديف 1.6 مليون سائح في عام 2022، وبذلك حققت جزر المالديف هدف الحكومة المتمثل في وصول 1.3 مليون سائح قبل شهرين من الموعد المتوقع.