احتفالًا بالعام الجديد في شنغهاي، دعت سفيرة إسرائيل في الصين رواد الأعمال إلى تعزيز الاستثمار في بلدها، وخاصة في القطاعات الناشئة، بما في ذلك تكنولوجيا الأغذية، حتى في ظل تصاعد الأزمة في قطاع غزة وتهديد العلاقات الثنائية.
ومنذ بدء الحرب التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قطاع غزة، يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من ركود كبير نظرًا للإنفاق الكبير الذي يتبعه الجيش لاستكمال الحرب.
وبالفعل أشار حكومة الاحتلال إلى تزايد الخسائر الاقتصادية بعد قرابة 3 أشهر من التعبئة، مع عدم وجود نهاية محددة لوقف القتال. حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
تشجيع الاستثمار الصيني
وفي تصريحات لا تعبر عن الواقع، قالت إيريت بن آبا فيتالي، سفيرة إسرائيل لدى بكين، في تجمع مع الدبلوماسيين الإسرائيليين والمجتمع الأعمال ووسائل الإعلام في مركز الابتكار الصيني الإسرائيلي، يوم الثلاثاء: "اقتصادنا متين للغاية.. نأمل أن تواصل جميع الشركات الصينية التي تشارك في الاستثمار أو التجارة أو أي نوع من الأنشطة الاقتصادية في إسرائيل القيام بذلك".
وشجعت الشركات الصينية على الاستثمار أكثر في قطاعات، منها تكنولوجيا الأغذية والطاقة وتكنولوجيا المناخ وعلوم الحياة، بعد أن وافقت سلطة الابتكار على ميزانية لعام 2024 تركز بقوة على تلك المجالات في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقاً لما قالته فيتالي.
وأضافت: "نحن مهتمون جدًا بالتعاون مع الصين في جميع التكنولوجيات الناشئة.. بالنسبة للصين، قد لا تكون إسرائيل سوقًا كبيرًا جدًا، ولكن في هذه الأيام أي سوق هو جيد".
روابط اقتصادية قوية
وعلى الرغم من جائحة كوفيد-19، قالت "فيتالي"، إن عام 2022 كان الأفضل للتجارة الثنائية بين الصين وإسرائيل، إذ بلغ حجمها الإجمالي 25.45 مليار دولار أمريكي، بزيادة 11.6% عن العام السابق. وتعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري لإسرائيل بعد الولايات المتحدة.
وسبق ذلك عقد من تعميق الروابط الاقتصادية، ولا سيما مع تصاعد الاستثمار الصيني المباشر في التكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية في إسرائيل.
وقالت فيتالي إن بلدها تنفق 5.6% من الناتج المحلي الإجمالي على البحث والتطوير، أي ضعف المتوسط لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ويعود حجم التجارة إلى حد كبير إلى واردات إسرائيل من السلع الصينية، والتي ازدادت أكثر من مرتين من 7.6 مليار دولار أمريكي في عام 2013 إلى 16.5 مليار دولار أمريكي في عام 2022، وفقًا لبيانات الحكومة الصينية.
دعم فلسطين
وجاءت هذه التصريحات في وقت تأثرت فيه العلاقات بسبب الحرب، عندما رفضت بكين إدانة "الفصائل الفلسطينية"، وطالبت بحل الدولتين، وهو ما اعتبرته تل أبيب تنصل من مسؤوليتها كدولة كبرى.
وأصبحت الصين أكثر انخراطًا في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، بسبب مبادرة الحزام والطريق واتفاقيات التجارة والبنية التحتية الأخرى، مستغلة تدهور العلاقات مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة. حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وتسعى بكين منذ فترة طويلة إلى اتخاذ موقف متوازن بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية، من خلال دعم قيام دولة فلسطينية، مع الحفاظ على علاقات اقتصادية قوية مع إسرائيل.
لكن عدم إدانة الصين "حماس"، وانتقادها إسرائيل بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، بالإضافة إلى بعض الخطاب المعادي لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، زاد من التوترات بين بكين وتل أبيب.
وقالت فيتالي إن إسرائيل تواجه أصعب أوقاتها، مضيفة: "نريد من الصين أن تدعم إسرائيل، ولكن للأسف، إذا نظرنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي في الصين في الأسابيع القليلة الماضية، كانت تنتقدها بشدة".