الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أعطال بالجملة.. شبكة التدفئة "تُجمِّد" الروس في منازلهم

  • مشاركة :
post-title
مطبخ ميداني ونقطة تدفئة في بودولسك بمنطقة موسكو - وكالة تاس

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في أعقاب العملية العسكرية الروسية واسعة النطاق في أوكرانيا، أصدر الروس تحذيرات شديدة بشأن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على واردات الغاز، زاعمين أن أوروبا "سوف تتجمد" إذا لم تتمكن من الوصول إلى الغاز الروسي.

ومع ذلك، والحرب على مشارف عامها الثالث، يبدو أن التدفئة في أوروبا مستقرة، بينما يسارع المسؤولون الروس إلى إيجاد حلول لأزمة التدفئة.

فرغم فخر روسيا ببنيتها التحتية الضخمة للطاقة وأنظمة التدفئة التي تناسب درجات الحرارة القاسية، لكن الموجة الأخيرة من الأعطال دفعت العديد من مواطنيها في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك موسكو وضواحيها، لمواجهة أحد أقسى فصول الشتاء منذ عقود.

انهيار التدفئة

بدأت موجة الانهيارات لنظم التدفئة الروسية في ديسمبر الماضي عندما أصيب ما لا يقل عن 16 شخصًا بحروق في مدينة نيجني نوفجورود جراء انفجار أنبوب تدفئة ضخم. حيث أدى هذا إلى انقطاع التدفئة عن أكثر من 3000 شخص. وفقًا لقناة إخبارية محلية على تطبيق تيليجرام.

وقبل يوم واحد فقط من حادثة نيجني نوفجورود، تعطلت منظومة تدفئة في مدينة أوريول.

ووفق تقرير لشبكة DW الألمانية، وقع الانهيار الأشد في منطقة كليموفسك الواقعة على بعد 50 كيلومترًا فقط من العاصمة موسكو، في 4 يناير، عندما انخفضت درجة الحرارة إلى -34 درجة مئوية، وهي أبرد موجة تشهدها المنطقة منذ 40 عامًا على الأقل.

في نفس اليوم، تعطلت محطة التدفئة في كليموفسك، وترك نحو 20 ألف شخص بدون تدفئة في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة. وظل الآلاف منهم معزولين عن شبكة التدفئة لعدة أيام.

وفق الشبكة الإخبارية الألمانية، استغرق الأمر من حاكم منطقة موسكو، أندريه فوروبيوف، ثلاثة أيام لإصدار بيان رسمي بشأن انهيار كليموفسك، وإلقاء اللوم على أصحاب منشأة التدفئة المملوكة للقطاع الخاص. وقال إن السلطات بدأت تحقيقًا.

ويبدو أن هذه القضية لفتت انتباه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أمر فوروبيوف بتأميم منشأة التدفئة.

ويلفت التقرير إلى أن تأخر الاستجابة الحكومية "جاء بسبب الموقع الحساس لمنشأة التدفئة، فهي تعمل داخل مصنع ذخيرة نشط". وكانت مثل هذه الترتيبات بين الصناعة العسكرية والبنية التحتية المدنية شائعة نسبيًا في الحقبة السوفييتية.

عمال المرافق يقومون بإصلاح مصدر تدفئة رئيسي في نوفوسيبيرسك - وكالة تاس

وقد تمت خصخصة مصنع الذخيرة في عام 2001، وتشير تقارير غير مؤكدة في وسائل الإعلام الروسية إلى أن مديري المصنع كانوا يتمتعون بعلاقات من الدرجة الأولى في قمة الكرملين.

أما مدير المصنع، إيجور كوشنيكوف، هو عقيد سابق في وكالة الاستخبارات الروسية FSB، بحسب تقارير إعلامية.

وفي مايو 2023، تولى كوشنيكوف إدارة المصنع خلفًا لإيجور روديكا، الذي يقال إنه أحد حراس بوتين الشخصيين السابقين.

وقال المحققون الفيدراليون الروس الأسبوع الماضي إنهم اعتقلوا كوشنيكوف ومدير غرفة الغلايات في المنشأة، ألكسندر تشيكوف.

بنية سوفيتية متهالكة

رغم أن بعض الحوادث المرتبطة بالتدفئة تحدث كل شتاء في روسيا، إلا أن هذا الموسم شهد انقطاعات متتالية في التدفئة في مدن متعددة، من نوفوسيبيرسك في سيبيريا، إلى موسكو وسانت بطرسبرج، إلى منطقة كالينينجراد الغربية.

ويحذر الخبراء من أن شبكة التدفئة في روسيا تعاني من سوء الصيانة بعد أن عفا عليها الزمن، خاصة في المناطق التي زادت كثافتها السكانية بشكل كبير منذ العصر السوفييتي.

وحتى الآن، لا تزال بعض أجزاء البلاد تستخدم أنابيب فولاذية عمرها عقود، أي أكثر بكثير من عمرها المتوقع البالغ 25 عامًا، وفقًا لصحيفة The Bell الروسية.

وتشير الأرقام الرسمية التي أوردتها الصحيفة إلى أن حوالي 3% من شبكة التدفئة والمياه والصرف الصحي يتم تصنيفها على أنها في حالة "طوارئ" كل عام. ومع ذلك، يتم تحديث 1% إلى 2% فقط، ما يؤدي إلى آلاف الأعطال.

وفي الآونة الأخيرة، بدأ الكرملين في الاضطلاع بدور مباشر أكثر في إدارة شبكة التدفئة. فبينما ما يقرب من 40% من شبكة التدفئة العامة بحاجة ماسة إلى الاستبدال، تعتزم الحكومة الروسية استثمار 150 مليار روبل (1.68 مليار دولار) في العامين المقبلين لتحديث النظام.