الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المأساة الإنسانية تتفاقم.. كيف تعوق إسرائيل وصول المساعدات إلى غزة؟

  • مشاركة :
post-title
عبور المساعدات من معبر رفح المصري إلى قطاع غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

باتت عملية تسليم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تحديًا صعبًا ومعقدًا، حسبما أفاد تقرير لصحيفة "واشنطن سويت" الأمريكية، مشيرًا إلى أن العملية تتطلب تفتيشًا إسرائيليًا دقيقًا لكل شحنة، في حين تنذر الأمم المتحدة بخطر المجاعة، وتحذر من الوضع الإنساني المتردي في القطاع.

المشهد الإنساني في غزة

تقديرات برنامج الغذاء العالمي تشير إلى أن 93% من سكان قطاع غزة يعانون من الجوع بشكل يهدد حياتهم، وتتفشى الأمراض بسرعة، إذ تتنبأ منظمة الصحة العالمية بارتفاع أعداد الوفيات نتيجة للمرض والجوع في الأشهر المقبلة، متجاوزة عدد الضحايا في الحروب السابقة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسؤولية الكبيرة لعرقلة عملية تسليم المساعدات تقع على عاتق الدولة القائمة بالاحتلال، فالتفتيش الإسرائيلي من الجانب الآخر يجعل العملية معقدة وتأخذ وقتًا طويلًا.

تفاصيل عملية التسليم

أوضحت الصحيفة الأمريكية، نقلًا عن وكالات الإغاثة، أن العوامل الرئيسية التي تعوق تسليم المساعدات، اللازمة لإنقاذ حياة سكان غزة، تقع بالكامل تحت سيطرة إسرائيل، إذ تمر المساعدات التي تتدفق إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، بعد الفحص المصري الأوّلي، ينقل سائقو الشاحنات المصريون حمولتهم عبر "طريق صحراوي وعر" وصولًا إلى معبر العوجة، وتعتبرها الوكالات الإغاثية مرحلة معقدة وتستغرق وقتًا طويلًا، فيما ترفض السلطات الإسرائيلية بعض العناصر الحيوية مثل المشارط الجراحية ومعدات تنقية الماء، مما يؤدي إلى تأخير عملية التسليم.

وأوضحت "واشنطن بوست" أن إسرائيل تقيّد عمليات تسليم الوقود، زاعمةً أن حماس ستسرقه لإطلاق صواريخها. كما اتهم المسؤولون الإسرائيليون الأمم المتحدة -دون دليل- بأنها تغض الطرف عن استيلاء حماس على المساعدات على نطاقٍ واسع.

عند رفض دخول عنصر واحد في الشاحنة، يتعيّن إعادة عملية تفتيش حمولة الشاحنة بالكامل، وهو الأمر الذي قد يستغرق عدة أسابيع. وتعود الحمولات المقبولة بعد ذلك إلى معبر رفح، وفقًا للصحيفة.

التأثير على الحياة اليومية في غزة

يعاني السكان في غزة من نقص حاد في الإمدادات الأساسية، حيث يتناول تسعة أشخاص من كل 10 وجبة واحدة فقط في اليوم، وتظهر مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي حشودًا تتجه نحو المساعدات مع دوي إطلاق نار، مما يعكس حاجة السكان الماسة إلى الإمدادات.

وتؤكد الوكالات الإغاثية أن الحرب نفسها تشكل عقبة كبيرة أمام تسليم المساعدات، إذ يعجز العاملون عن ضمان سلامة موظفيهم وأسرهم، فيما أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى خسائر كبيرة بحياة الموظفين في غزة، مما يجعل التحدي أكبر وأكثر تعقيدًا.

ومنذ 7 أكتوبر يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الدامي على قطاع غزة، مخلفا حتى الأربعاء 17 يناير 24 ألفًا و448 شهيدًا و61 ألفًا و504 مصابين، وتسببت بنزوح نحو 1.9 مليون شخص، ما يمثل أكثر من 85% من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.