وجد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، ضالته في كيفية تسخير الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا التي ألحت في طلبها المتزايد من المال والسلاح مع اقتراب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من استكمال عامها الثاني، في ظل التصعيد الميداني بين قوات البلدين طاغيًا على مشهد هذا الصراع في حين يبدو مسار الحل السياسي متعثرًا حتى الآن.
"كاميرون" طرح ما أسماه "مبررات قانونية وأخلاقية وسياسية" للنظر في استخدام تلك الأصول لإعادة إعمار أوكرانيا، مشددًا على أهمية تسخير الدعم الاقتصادي لصالح الشعب الأوكراني، على حد قوله، وهو ما اعتبره البعض مخرجا قانونيا سيحظى بقبول لدى الدول الداعمة لكييف.
وزير الخارجية البريطاني الذي تفتق ذهنه لتلك الحيلة التي يضرب بها عصفورين بحجر واحد، الأول هو الاستفادة من أموال روسيا المجمدة لدى الغرب، والثانى هو كف الدول الداعمة لكييف عن تحمل عناء التمويل للحرب ولو لفترة وجيزة.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن كاميرون رؤيته في أن الدول المؤيدة لأوكرانيا يمكنها الاستفادة من قوتها الاقتصادية التي تتفوق على اقتصاد روسيا بمرات عدة، مؤكدًا أنه ينبغي للعالم أن يتغير مع التغيرات الجارية، وأن يبتكر سبلًا مختلفة لدعم كييف في هذه الظروف الصعبة.
وأكد "كاميرون"، في كلمته خلال منتدى "دافوس"، أنه مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تغير العالم، و"علينا أن نتغير معه وندرك أننا نعيش في عالم أكثر خطورة وعدم يقين وصعوبة"، داعيًا إلى الاستعداد للتفكير بطريقة مبتكرة حول كيفية استخدام هذه الموارد لمساعدة أوكرانيا.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة الدول الصناعية السبع جمدت احتياطيات البنك المركزي الروسي بعد اندلاع الحرب في فبراير 2022، في الوقت الذي تزايدت مطالب كييف بمصادرة الأصول وإنفاقها على إعادة الإعمار.
وفي سياق متصل، حذرت بياتا يافورتشيك، الاقتصادية الرئيسية في البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، من أنه بدون تدفقات مستمرة من الدعم المالي من الخارج، هناك احتمال أن تضطر حكومة أوكرانيا إلى طباعة النقود لدفع فواتيرها، بحسب الصحيفة البريطانية.
أما على الجانب الأخلاقي، فقال "كاميرون" إن الحجة واضحة وقوية للغاية، ففي النهاية، ستضطر روسيا إلى دفع تعويضات على "غزوها غير القانوني" -على حد زعمه- لذلك لماذا لا ننفق بعض المال الآن بدلًا من الانتظار حتى نهاية الحرب وحدوث كل المرافعات القانونية حول التعويضات.
وفي الوقت نفسه، أهمل كاميرون المخاوف من أن هذا التحرك يمكن أن يغير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى المراكز المالية، ويؤدي إلى نزوح جماعي للاحتياطيات الوطنية من البنوك الغربية.
وأكد كاميرون أنه يعمل بجد كبير على هذه القضية، وكذلك بقية دول السبع الكبار، وأنه واثق من إحراز تقدم.
في المقابل، حثّ بيل براودر، الرئيس التنفيذي لشركة "هيرميتاج كابيتال مانجمنت" –أحد منتقدي للكرملين منذ فترة طويلة- صانعي السياسات على التحرك بسرعة نظرًا لاحتمال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
وقال "براودر"، في "أوكرانيا هاوس" بمنتدى دافوس: "لقد قال دونالد ترامب إنه سيحل أزمة أوكرانيا في يوم واحد.. ماذا يعني ذلك؟ سيقطع تمويل أوكرانيا".
وأضاف: "أنا أجادل، متجاوزًا كل هذه المجاملات، بأن مصادرة 350 مليار دولار هي تأمين ضد دونالد ترامب، ويجب القيام بذلك قبل الانتخابات الأمريكية، حتى إذا حدث ذلك، يمكن لأوكرانيا الاستمرار في الدفاع عن نفسها والفوز بالحرب".