الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيلينسكي يبحث عن "دعم صيني".. وبكين تتجاهل

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد العلاقات الدولية في الوقت الراهن تحولات جذرية تتمحور حول الصراع الروسي الأوكراني، ودور القوى الكبرى فيه، ومن بين الأحداث المهمة التي تدل على ذلك محاولة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي البحث عن دعم صيني أكبر لموقف بلاده من الحرب.

وطلب "زيلينسكي" عقد اجتماع مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج خلال زيارتهما الأخيرة سويسرا، إلا إن هذا الطلب رفضته بكين.

موقف صيني معقد

ويسلط هذا الحدث الضوء على تعقيدات الموقف الصيني تجاه النزاع الحالي بين روسيا وأوكرانيا، ويطرح تساؤلات حول مدى استعداد الصين للعب دور أكبر في عملية السلام.

وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن "لي" رفض طلبًا من زيلينسكي لعقد اجتماع على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا الأسبوع.

وقبل ذلك بعدة أيام، قال رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني أندريه ييرماك إن المحادثات مع الصين ستكون ضرورية لدفع "خطة السلام" المثيرة للجدل في كييف.

وقال مسؤول أمريكي كبير لـ"بوليتيكو" إن "بكين رفضت طلب كييف لعقد اجتماع في وقت ما خلال قمة دافوس"، في حين قال مسؤول آخر إن الصين استبعدت أي "لقاءات دبلوماسية" مع أوكرانيا بناءً على طلب روسيا.

وزعم مسؤول أوكراني أنه لم يتم التخطيط لعقد لقاء بين "لي" وزيلينسكي على الإطلاق، بينما رفضت الحكومة الصينية التعليق.

وتمثل أنباء هذا التجاهل الواضح انتكاسة للرئيس الأوكراني، بعد أن اجتمع مبعوثون من 83 دولة في منتجع جبال الألب يوم الأحد، لمناقشة اقتراح كييف المكون من 10 نقاط لإنهاء الصراع مع روسيا، ولم ترسل الصين ممثلا إلى المحادثات التي انتهت دون إصدار بيان مشترك.

وفي حديثه للصحفيين بعد انتهاء المناقشة، قال "يرماك"، إن كييف "ستجد طرقًا للعمل مع الصين" بشأن "خطة السلام"، قبل أن يقترح أن يجتمع زيلينسكي ولي خلال القمة السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، التي بدأت في اليوم التالي.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن "زيلينسكي" و"لي" كان لديهما "فرصة كبيرة" للتحدث هذا الأسبوع، إلا إنه مع ذلك عاد زيلينسكي إلى أوكرانيا يوم الثلاثاء بعد أن ألقى خطبة هاجم فيها روسيا، وطالب بمزيد من الأسلحة والذخيرة من داعميه الغربيين، في حين ركز "لي" خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي على القضايا الاقتصادية، مصورًا الصين على أنها وجهة مربحة للاستثمار الأجنبي.

خطة السلام الأوكرانية

تقترح "خطة السلام" التي طرحها زيلينسكي أن تدفع روسيا تعويضات، وتسليم مسؤوليها لمواجهة محاكم جرائم الحرب، واستعادة حدود أوكرانيا عام 1991.

ورفض الكرملين هذه الفكرة ووصفها بأنها "سخيفة"، وأشار إليها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الشهر الماضي، باعتبارها حيلة دعائية و"من نسج خيال مريض".

كما انتقد وزير الخارجية السويسري إجناسيو كاسيس، الذي ترأس مناقشة خطة السلام الأوكرانية، إذ أشار في حديثه للصحفيين على هامش الاجتماع، إنه "يجب إشراك روسيا" لكي تنجح أي محادثات لإنهاء الصراع، مؤكدًا أنه "لن يكون هناك سلام دون كلمة روسيا".

وقدمت الصين خارطة طريق السلام الخاصة بها المكونة من 12 نقطة في أوائل العام الماضي، داعية إلى وقف إطلاق النار، ومحادثات السلام، والتخلي عن "عقلية الحرب الباردة"، وإنهاء العقوبات، في حين تعمل على تعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي وسلاسل التوريد الدولية، وهو ما رحبت به موسكو، لكن كييف استقبلتها بشكل سيئ، وسرعان ما رفضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها.