أشار تقرير لمجلة "نيوز ويك" الأمريكية إلى أن أرقام من قتلوا في العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، التي تستعد لدخول عامها الثالث، قد أظهرت أن الجيش الروسي يعوض نسبة كبيرة من خسائر موسكو في الحرب المستمرة عن طريق تجنيد المحكوم عليهم.
وأشار تحقيق مشترك تم تحديثه في 12 يناير، أجرته "بي بي سي" الروسية، و"ميديازونا" - وسيلة أخبار روسية مستقلة - أسماء 41731 عسكريًا روسيًا لقوا حتفهم في الحرب في أوكرانيا منذ فبراير 2022.
وقال التحقيق إن العدد الفعلي للخسائر كان أعلى من الرقم المسجل في عام 2022.
وأكدت "نيوز ويك" أن المتطوعين والسجناء "المجندون" في الشركات العسكرية الروسية الخاصة، بلغ الآن 37% من إجمالي القتلى الروس المؤكدين.
كما تم تجنيد 12% أخرى من القتلى الذين تم تحديدهم بموجب أمر "التعبئة الجزئية"، الذي أصدره الرئيس بوتين في سبتمبر 2022.
وفق التحقيق، قالت بي بي سي الروسية إنها تعرفت حتى الآن على أسماء 7717 سجينًا من المقاطعات الروسية، الذين شاركوا في الحرب وماتوا بأوكرانيا.
وخلص التحقيق إلى أن جثث بعض هؤلاء القتلى "ظلت في ساحات القتال لعدة أشهر".
ممارسات ستالين
يلفت التقرير إلى أن الرئيس الروسي "أعاد في عام 2022 إحياء ممارسة عهد ستالين المتمثلة في دفع القتلة والمدانين إلى ساحة المعركة"، لدعم حربه في أوكرانيا.
يقول: "قام الكرملين بتجنيد عشرات الآلاف من السجناء منذ بداية الحرب لإنشاء فرق "العاصفة- زد/ Storm-Z"، التي تم نشرها لتنفيذ هجمات أمامية - بقيادة المشاة - تكون شديدة الاستنزاف للأجزاء الأكثر خطورة في ساحة المعركة".
وفي ديسمبر 2023 كان العدد الإجمالي للمدانين الذين حصلوا على عفو رئاسي مقابل القتال لمدة 6 أشهر في أوكرانيا يتجاوز 100 ألف.
كما أجرت روسيا وأوكرانيا أول عملية تبادل للسجناء منذ 6 أشهر في 3 يناير، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن 248 عسكريًا عادوا إلى بلادهم في إطار عملية التبادل.
ومن بين هذه المجموعة، تم تجنيد 180 شخصًا - 73% - في السجون من قبل وزارة الدفاع الروسية، حسب مزاعم التقرير.
كما أفاد موقع iStories الإخباري المستقل، أن عودة العديد من السجناء السابقين إلى روسيا "قد تكون بسبب حقيقة أنه من الأسهل إجبار المدانين على العودة إلى الجبهة".
وأشار إلى أنه "من الأسهل السيطرة على السجناء، ويمكن التلاعب بهم، والأهم من ذلك، أنه يمكن إعادتهم إلى الحرب".
خسائر ضخمة
منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اختلفت تقديرات أعداد القتلى، إذ تتجاوز الأرقام في أوكرانيا عادة أرقام حلفائها الغربيين. ونادرًا ما تكشف روسيا معلومات عن عدد القتلى الذين تكبدتهم في الحرب.
في سبتمبر 2022، قال سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، إن 5937 جنديًا قتلوا منذ بدء الحرب. ومنذ ذلك الحين، أعلنت وزارة الدفاع أعداد القتلى ثلاث مرات أخرى، مؤكدة خسارة 162 جنديًا آخرين.
وفي بداية مايو 2023، قال مجلس الأمن القومي الأمريكي إن روسيا تكبدت 100 ألف ضحية، بما في ذلك 20 ألف قتيل منذ ديسمبر 2022 وحده.
وكان الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، قدّر في نوفمبر 2022، أن الأعداد بلغت 100 ألف ضحية خلال الأشهر الثمانية الأولى من الغزو.
وخلص تقييم أجرته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، الذي تم تسريبه في أبريل 2023، إلى أن روسيا تكبدت ما بين 189500 إلى 223000 ضحية، بما في ذلك 35500 إلى 43000 قتيل و154000 إلى 180000 جريح.
ومثل روسيا، تتجنب أوكرانيا إلى حد كبير نشر أرقام القتلى في صفوف قواتها. ومع ذلك، فهي أيضًا كبيرة، كما تشير تقديرات المخابرات الغربية.
وقدر تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية نفسه، أن أوكرانيا خسرت من 124500 إلى 131000 ضحية، بما في ذلك 15500 إلى 17500 قتيل و109000 إلى 113500 جريح.