الصحافة الأوروبية، وخاصة الألمانية منها، تتحدث عن ورقة سرية لدى الجيش الألماني تم تسريبها حول تخطيطه للاستعداد لصراع مسلح محتمل مع روسيا في وقت يبدو النظام العالمي هشًا على نحو متزايد.
خطر التصعيد
الوثيقة المعنونة بـ"وثيقة سرية للاستخدام الرسمي حصرًا" وأسفل من التنبيه جاء عنوان آخر هو "الدفاع عن الحلف الأطلسي 2025"، هذه الوثيقة سربتها صحيفة "بيلد" الألمانية، ونقلت عنها مواد سرية الطابع لوزارة الدفاع الألمانية، تشير إلى أن الجيش الألماني يستعد لخوض حرب ضد الجيش الروسي، وتؤكد مدى خطورة الوضع الجيوسياسي الحالي، والسيناريو الذي يمكن من خلاله أن يؤدي إلى تصعيد بين الناتو وروسيا في وقت مبكر من شهر فبراير من هذا العام.
الجنود في حالة تأهب
تفاصيل السيناريو محدد بـ"شكل مخيف"، حسب وصف الصحيفة، حيث سيبدأ التصعيد في غضون أسابيع قليلة، وقريبًا سيدخل عشرات الآلاف من الجنود الألمان المعركة، حيث تصف الوثيقة كيف سيتصرف بوتين وما الخطوات التي يتعين على الناتو اتخاذها للدفاع عن نفسه بشكل فعّال.
وذكرت الوثيقة السرية، أن قائد قوات الناتو، سيوعز في "ساعة الصفر" بنقل 300 ألف عسكري، من بينهم 30 ألف ألماني، إلى الجناح الشرقي.
دور الجيش الألماني
القوات المسلحة الألمانية، التي كانت تركز ذات يوم على مهام حفظ السلام والدفاع، تواجه الآن حقيقة مفادها أن الحرب لم تعد من مخلفات الأيام الماضية، ويعد التوجه الاستراتيجي للقوات المسلحة واستعدادها أمرًا بالغ الأهمية للأمن القومي ويتطلب مراجعة نقدية وإمكانية إعادة التنظيم.
وتشرح الوثيقة كيف يتم الدفاع عن الدولة الألمانية خطوة بخطوة، وشهرًا بعد شهر وكيف ينبغي لحلف شمال الأطلسي أن يرد، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تندلع حرب في صيف عام 2025، تتويجًا لسلسلة من التطورات الناجمة عن تعبئة الجيش الروسي 200 ألف جندي في فبراير المقبل.
موعد هزيمة أوكرانيا
وتوقعت الوثيقة أن يشن الكرملين هجومًا واسع النطاق في أوكرانيا، على خلفية عدم كفاية الدعم الغربي، حيث ستتعرض القوات الأوكرانية حينها للهزيمة بحلول يونيو 2024، وبعد ذلك، ستنفذ روسيا هجمات إلكترونية وأشكالًا أخرى من الحرب الهجين في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
وبعد ذلك، وبحسب الوثيقة، ستبدأ في دول البلطيق مواجهات إثنية، ما سيجبر موسكو على نقل القوات والصواريخ متوسطة المدى إلى كالينينجراد لضرب ممر سووالكي (الذي يربط كالينينجراد مع بيلاروس عبر ليتوانيا)، ليستعد بعدها حلف شمال الأطلسي لمهاجمة المنطقة، وستعقد موسكو اجتماعًا استثنائيًا لمجلس الأمن الدولي للتنديد بخطط الناتو لمهاجمة الأراضي الروسية.
اجتماع للناتو
في الوقت ذاته، حسب توقعات الوثيقة، سيعقد المجلس الأطلسي اجتماعًا استثنائيًا في يناير 2025، بعد أن تقوم بولندا ودول البلطيق بإبلاغ دول الناتو الأخرى بـ"التهديد المتزايد من روسيا"، وفي مارس من العام نفسه سيرسل الكرملين قوات إضافية إلى دول البلطيق وبيلاروسيا، لمواصلة إثارة شبح عدوان حلف الأطلسي ضدها، وفي هذه المرحلة ستنشر روسيا في بيلاروسيا فرقتين مدرعتين، واحدة مشاة ميكانيكية.
مايو 2025
وحسب توقعات الوثيقة السرية، فإنه في مايو 2025 سيوافق حلف شمال الأطلسي على "تدابير ردع" لمنع العدوان الروسي على ممر سووالكي من الأراضي البيلاروسية وكالينينجراد.
واختتمت الصحيفة الألمانية بسؤال حول فعالية ردع الناتو للقوات الروسية، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الألمانية لم ترغب في التعليق بمزيد من التفصيل على الوثيقة، قالت: إن "أخذ جميع السيناريوهات بعين الاعتبار، حتى تلك المستبعدة للغاية، هو جزء من العمل العسكري اليومي، وخاصة في التدريب".