الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"دوفدفان".. نقل وحدة النخبة الإسرائيلية من غزة إلى الضفة لمواجهة انفجار محتمل

  • مشاركة :
post-title
أحد أفراد وحدة "دوفدفان" خلال عملية اعتقال

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن جيش الاحتلال أخرج وحدة "دوفدفان" المعروفة باسم "وحدة المستعربين" النخبوية من قطاع غزة ونقلها إلى الضفة الغربية، في خطوة استباقية لمواجهة التصعيد المتوقع هناك.

وبحسب ما تشير الصحيفة العبرية، تعتبر وحدة "دوفدفان" من أخطر الوحدات القتالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ تتولى مهام مكافحة الإرهاب وتنفيذ عمليات الاغتيالات والاعتقالات داخل الأراضي الفلسطينية، موضحة أن الوحدة دفعت ثمنًا باهظًا في الحروب الأخيرة على غزة، إذ فقدت 10 من أفرادها بينهم ضباط.

وتأتي خطوة سحب الوحدة من غزة في الوقت الذي يحذر فيه جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك" من احتمال تصاعد التوتر في الضفة الغربية، على خلفية منع دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، وكذلك رفض الحكومة الإسرائيلية تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية.

ما هي دوفدفان؟

وتعود بداية تأسيس وحدة "دوفدفان" إلى عام 1987 على يد الجنرال إيهود باراك، استعدادًا لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت بعد أشهر.

ومنذ ذلك الحين، شارك أفراد الوحدة في العديد من العمليات العسكرية الخطرة داخل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك اغتيالات واعتقالات قادة فلسطينيين بارزين.

كما عززت الوحدة وجودها بشكل كبير بعد توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 وانسحاب قوات الاحتلال من المدن الفلسطينية، إذ أصبح دورها أكثر أهمية في ملاحقة المقاومة الفلسطينية، ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، تحولت الوحدة إلى أداة رئيسية لقمع حركة المقاومة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتعمل عناصر الوحدة وسط التجمعات السكانية الفلسطينية، لذا من الضروري أن يكونوا من ذوي الملامح الشرقية، إذ لا يثيرون حولهم الشكوك عندما يقومون بعمليات التنكر في أثناء توجههم لتنفيذ المهام الموكلة لهم، لذا تستعين الوحدة بخبراء في عمليات الماكياج والتخفي للعمل على مدار الساعة مع عناصر هذه المجموعة.

ويحرص عناصرها بشكل خاص على التنكر في زي تجار خضار فلسطينيين يرتدون اللباس الشعبي الفلسطيني، ويتنقلون في مرسيدس، وهي السيارة التي يستخدمها التجار الفلسطينيون، وغيرها من السيارات الشائعة في فلسطين.

تنشط هذه الوحدة الخاصة في جمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفذ عمليات دهم واعتقال خاصة في أرجاء الضفة المحتلة، ومن أهم المهمات المكلفة بها تنفيذ عمليات اغتيال، وإحباط أي هجمات أو عمليات فلسطينية مسلحة.

الكشف عن السرية

ورغم أن وجود الوحدة ظل سريًا لسنوات طويلة، إلا أنه تم الكشف عنها في العام 1988، على يد بعض الصحفيين الإسرائيليين، ما أدى إلى تعليق اعتماداتهم الصحفية، في محاولة لإخفاء هوية الوحدة وأنشطتها.

وتشير الصحيفة العبرية الى أن المشاركة المكثفة للوحدة في الحروب الأخيرة على غزة جعلت وجودها معروفًا الآن، ويرى المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن انسحاب الوحدة من غزة سيؤدي إلى إضعاف قدراتهم القتالية هناك بشكل كبير، ويعد بمثابة تخلٍّ عن قوة كبيرة جدًا في القتال بقطاع غزة.

وفي ظل مؤشرات تحذيرية من احتمال تفجر الأوضاع في الضفة الغربية، ارتأى جيش الاحتلال الإسرائيلي بحسب ما أشارت هآرتس، سحب نخبة قواته من غزة ونقلها إلى مواجهة الانتفاضة المحتملة هناك، في قرار يعكس القلق الأمني المتزايد داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة، 7 أكتوبر الماضي، كثف جيش الاحتلال عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات للمدن والبلدات والمخيمات، مخلفًا 352 شهيدًا ونحو 4 آلاف مُصاب، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.