أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الإثنين، عزمها إرسال 20 ألف جندي للخدمة بأنحاء أوروبا، في واحدة من أكبر عمليات الانتشار لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بالإضافة إلى سفن حربية وطائرات مقاتلة.
وتأتي خطوة بريطانيا، في إطار سعي حلف الناتو لتعزيز عدد قواته الجاهزة للقتال، بعد بدء روسيا في حربها على أوكرانيا، قبل عامين تقريبًا، فيما يستمر الغرب في دعم كييف بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والإنسانية ما ينذر بحرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق بين روسيا والغرب.
وفي تعليقه على إرسال 20 ألف جندي بريطاني، قال جرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني، إن التدريبات التي تُقام تحت اسم مناورة "المُدافع الصامد 24"، توحد قوات بريطانيا العسكرية مع نظرائهم من 30 دولة في الناتو، ما يوفر طمأنينة حيوية ضد ما وصفه بـ"خطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وأوضح "شابس" أن مهمة الناتو الجديدة قد تكون الأكبر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لمواجهة تهديدات بوتين، من خلال القدرات العسكرية للدول الأعضاء.
وأوضحت وكالة "رويترز"، أن عملية نشر الجنود البريطانيين ستشمل نشر 16 ألف جندي من الجيش البريطاني في أوروبا الشرقية، خلال الفترة من فبراير إلى يونيو، ومجموعة حاملة طائرات وطائرات هجومية من طراز F35B Lightning وطائرات مراقبة.
وتتزامن مناورة المُدافع الصامد للعام الجاري لحلف شمال الأطلسي، مع الذكرى 75 لتأسيس الحلف العسكري الغربي.
وأوضح "شابس"، في مقتطفات من خطاب نشرته وزارة الدفاع البريطانية، من المقرر أن يلقيه خلال وقت لاحق اليوم، في لانكستر، أن هذا الانتشار يُعد أحد أكبر عمليات الانتشار للحلف منذ نهاية الحرب الباردة.
أضخم مناورات عسكرية
ويجري "الناتو" أضخم مناورات عسكرية في إطار الحلف منذ انقضاء الحرب الباردة، وهي "المُدافع الصامد"، بهدف إظهار قدراته أمام روسيا.
ومن المقرر إجراء "المُدافع الصامد"، خلال شهري فبراير ومارس 2024، في ألمانيا وبولندا ودول البلطيق، بمشاركة ما لا يقل عن 41 ألف جندي، وأكثر من 50 سفينة، كما ستشهد بين 500 و700 طلعة جوية، بحسب روب باور، رئيس اللجنة العسكرية بالحلف.
وفي تصريحات سابقة، خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش المؤتمر السنوي لرؤساء الأركان العامة للحلف، الذي استضافته النرويج، سبتمبر الماضي، أوضح "باور" أن الحلف سيجري أضخم مناورات له منذ الحرب البادرة، بمشاركة أعضاء الحلف إلى جانب السويد التي لا تزال تنتظر موافقة تركيا والمجر على انضمامها.
وفي يونيو 2022، نفذ الحلف ما وصفها بـ"أكبر مناورة جوية في تاريخه" تحت اسم "إير ديفندر 23"، بمشاركة نحو 250 طائرة عسكرية من 25 دولة، ونحو 10 آلاف جندي، واستضافتها ألمانيا وجمهورية التشيك وإستونيا ولاتفيا.
موقف روسيا
ترى روسيا أن مناورات حلف شمال الأطلسي، في بحر البلطيق تحول المنطقة إلى ساحة للمواجهة الجيوسياسية، وبحسب ماريا زاخاروفا، تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ترى موسكو أن المناورات تحول بحر البلطيق الذي كان ينعم بالسلام إلى منطقة أخرى من المواجهة الجيوسياسية.
مخطط سري
نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرًا عن "خطة سرية" لمهاجمة روسيا لحلف شمال الأطلسي، وهو ما سخرت منه المتحدثة باسم الخارجية الروسية، اليوم الإثنين، قائلة إن التقرير يمكن وصفه بأنه "توقعات الأبراج لمواليد برج الحوت".
وفي منشور عبر قناتها الرسمية بتطبيق تليجرام، قالت زاخاروفا: "قرأت (الخطة السرية) الألمانية التي تسربت إلى مكتب معلومات (بيلد)"، مضيفة بسخرية أن "الخطة" تعتبر "توقعات قوية لبرج الحوت".
ونشرت الصحيفة الألمانية ما قالت إنه وثيقة سرية، حول استعدادات ألمانيا لصدام عسكري محتمل بين الناتو وروسيا.
وقالت الصحيفة، إن وثيقة سرية للجيش الألماني، أوضحت استعداد ألمانيا لحرب بين الناتو وروسيا، يمكن أن تبدأ في صيف عام 2025، مضيفة أن الموقع الأكثر احتمالًا للاصطدام سيكون ممر سووالكي، الذي يربط كالينينجراد الروسية مع بيلاروسيا عبر ليتوانيا.
وأكدت روسيا مرارًا، أنها لا تشكل تهديدًا لأي من دول الناتو، إلا أنها لا تتجاهل أي إجراءات قد تشكل خطرًا على مصالحها.