يعاني سكان غزة أوضاعًا مأساوية جرّاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، التي تجاوزت الــ100 يوم، وتسببت في إبعاد الأطفال عن حقهم الآدمي في التعليم، بعد استهداف جيش الاحتلال للبنى التحتية، وتدمير المستشفيات، والمدراس على حد سواء.
ومع تدمير جيش الاحتلال شمال غزة، والإجهاز على أحلام سكانه، وإجبار الأحياء منهم إلى النزوح نحو الجنوب، الذي لم يسلم من المجازر، أصبح حلم الدراسة بعيد المنال لدى أطفال غزة.
وفي أحدث جرائم الاحتلال ضد التعليم، اقتحمت قوات جيش الاحتلال، حرم جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، واعتقلت 25 طالبًا، وهو الاقتحام الأول للجامعة منذ حصارها عام 1992.
وقال رائد الدبعي، نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون المجتمعية، إن قوات الاحتلال اقتحمت حرم الجامعة القديم عبر إحدى البوابات، واحتجزت أفراد أمن الجامعة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وفي حصيلة غير نهائية للعدوان الإسرائيلي على غزة، منذ 101 يوم، في حرب عدوانية على القطاع، أسفرت عن 24320 شهيدًا، أكثر من 7100 منهم نساء، وأكثر من 10400 منهم أطفال، كما تجاوز عدد المفقودين تحت الأنقاض 10 آلاف شخص، بالإضافة إلى 64 ألف مصاب.
مجازر ضد طلاب غزة
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، في السابع من أكتوبر العام الماضي، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، استُشهد 4156 طالبًا و7818 أصيبوا بجروح، بحسب تقرير حديث صادر عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
ولم يسلم أطفال الضفة الغربية من عنف الاحتلال بعد أن استُشهد 37 طالبًا وأصيب 282 آخرون، إضافة إلى اعتقال 85.
استشهاد واعتقال المعلمين
وإلى جانب الطلاب والأطفال، استُشهد 221 مُعلمًا وإداريًا، وأصيب 703 بجروح في قطاع غزة، كما أصيب 5 بجروح، واعتقال أكثر من 71 في الضفة.
تدمير المدارس
ومع استهداف جيش الاحتلال للبنى التحتية، تعرضت 278 مدرسة حكومية، و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" للقصف والتخريب في قطاع غزة.
وأدى ذلك إلى تعرض 83 منها لإضرار بالغة، و7 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 38 مدرسة في الضفة للاقتحام والتخريب.
وطال الاستهداف الإسرائيلي للمدارس 90% من الأبنية المدرسية والتربية الحكومية التي تعرضت لأضرار مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى 29% من الأبنية المدرسية لا يمكن تشغيلها لتعرضها لهدم كلي أو أضرار بالغة، وأن 133 مدرسة حكومية تم استخدامها كمراكز للإيواء في قطاع غزة.
مأساة التعليم العالي
ولم يتغير الحال بالنسبة إلى التعليم العالي، بعد العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، الذي تسبب في مئات الشهداء، بمن فيهم طلاب وعاملون في مؤسسات التعليم العالي.
واستنكرت "التعليم العالي" الاستهداف المباشر بالقصف لمباني ومرافق جامعتي الإسلامية والأزهر في قطاع غزة، ما تسبب في أضرار جسيمة بالبنية التحتية للجامعتين.
دعوات لحماية الطلاب
وأمام تلك المجاز، دعت وزارة التعليم العالي الفلسطينية كل المؤسسات والمنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية الدولية لتحمل مسؤولياتها، والتدخل الفوري والعاجل، والعمل الجاد لحماية طلبة المؤسسات التعليمية والعاملين فيها من هذه الاعتداءات المتواصلة، حرصًا على حق الطلاب الفلسطينيين بالتعليم في ظل بيئة آمنة، والتدخل للحد من سياسات الاحتلال العنصرية، والوقوف أمام اعتداءاته التعسفية والخطيرة والمتواصلة بحق مؤسسات التعليم العالي والشعب الفلسطيني عمومًا.