شدد زعيم حزب العمال البريطاني، السير كير ستارمر، في مقال نشرته صحيفة "الإندبندنت"، على دعمه للضربات التي شنتها بلاده بالتعاون مع الولايات المتحدة في اليمن.
وطالب "ستارمر" جماعة الحوثيين، التي وصفها بـ "المتمردين المدعومين من إيران"، بوقف هجماتهم على المصالح الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر. واصفًا إيران بأنها "راعية للإرهاب".
ودافع زعيم حزب العمال عن قراره بتقديم دعم قوي لرئيس الوزراء، ريشي سوناك، لإرسال القوات البريطانية "للعمل ضد المسلحين الحوثيين، والعمل من أجل المصلحة الوطنية".
وبدا أنه أعطى الضوء الأخضر لمزيد من العمل العسكري الأمريكي والبريطاني قائلًا: "يجب أن نحتفظ بالمرونة للرد بالسرعة اللازمة على التهديدات".
وفي إشارة إلى أنه لن يتهرب من القيام بعمل عسكري مماثل إذا أصبح رئيسًا للوزراء، حذّر ستارمر "أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الضرر ببريطانيا، ومهاجمة مصالحها، وتهديد شعبها"، بأنهم "يجب ألا يساورهم شك في مدى خطورة عزم بلادنا على الرد على عدوانهم".
مع هذا، كرر الزعيم العمالي دعوته لرئيس الوزراء لشرح تصرفاته للنواب في البرلمان يوم غدٍ الاثنين.
ضد الانتقادات
يأتي مقال ستارمر الداعم لخصمه المحافظ سوناك، بعد تعرضه لانتقادات من قبل اليساريين المقربين من سلفه، جيريمي كوربين، لتأييده الغارات الجوية. فيما عارض "كوربين" -وهو منتقد قوي لحلف شمال الأطلسي- مرارًا وتكرارًا التدخل العسكري من قبل الدول الغربية.
كما سبق أن رفض الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، وصف حركة حماس بأنها منظمة إرهابية في مقابلة تلفزيونية في نوفمبر الماضي.
كما اتهمت وزيرة الداخلية السابقة في حكومة الظل، ديان أبوت -التي تعمل الآن كنائبة برلمانية مستقلة- السير العمالي بالتراجع عن تعهده في حملته القيادية ضد كوربين.
وزعمت أن السير كير قال إنه "لن يدعم الحرب إلا إذا كانت قانونية، وكان لها هدف قابل للتطبيق ووافق عليها البرلمان".
وأكدت "أبوت" أن الضربات في اليمن لا تحتوي على أي من هذه العناصر "ومع ذلك فهو -تقصد ستارمر- يدعمها".
ورغم أن كير لم يذكر سلفه في زعامة حزب العمال بالاسم في مقالته لصحيفة الإندبندنت، لكنه أكد أنه "اتخذ نهجًا مختلفًا تمامًا في الأمور العسكرية".
وقال إن غارات الحوثيين على السفن "يجب أن تتوقف" ومن "الصواب أن تلعب بريطانيا دورها" في إنهائها.
وأضاف كير بوضوح: "تحت قيادتي، لم يتراجع حزب العمال أبدًا عن التزامه بالدفاع عن بريطانيا وقيادتها على الساحة الدولية".
اتهام إيران
وسط الانتقادات الموجهة لسوناك لسماحه بشن ضربات دون استشارة النواب، قال كير إنه يفهم أنه "على بريطانيا الرد بالسرعة اللازمة على التهديدات".
لكنه دعا سوناك إلى الإدلاء ببيان في مجلس العموم يوم غد الاثنين "لطمأنة الجمهور، وكذلك شرح كيف سنحمي المصالح البريطانية، ونتفادى خطر التصعيد".
وبينما تجمع الآلاف في مدن عبر بريطانيا وأوروبا للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والضربات التي قصفت اليمن، كتب كير قائلًا إن القيام بعمل عسكري "هو أخطر قرار يواجه أي حكومة".
وأضاف: "إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، تهدد أحد أهم طرق التجارة في العالم، وتعرض حياة المدنيين والعسكريين البريطانيين للخطر. يجب أن يتوقفوا، ومن الصواب أن تلعب بريطانيا دورها، إلى جانب حلفائنا، في ردع هذه الهجمات".
وحث زعيم حزب العمال بريطانيا على السعي إلى حل دبلوماسي للأزمة لتحقيق "السلام والأمن الإقليمي".
لكنه، في الوقت نفسه، اتهم في مقاله إيران بـ "لعب دور مزعزع للاستقرار".
وقال: "إلى جانب العمل العسكري الأساسي، يجب على المملكة المتحدة مواصلة اتباع المسار الدبلوماسي -في الأمم المتحدة ومن خلال مناقشاتنا مع الفاعلين الإقليميين- الذي يقلل من خطر حدوث مزيد من التصعيد الخطير للصراع. ويواصل النظام الإيراني لعب دور مزعزع للاستقرار في المنطقة، باعتباره راعيًا للإرهاب".
هكذا، كرر كلمات كير ما سبق وأن قاله وزير الخارجية ديفيد كاميرون، الذي شدد على أن الضربات "بعثت رسالة واضحة للغاية إلى الحوثيين. وأيضًا إلى إيران".
وكان كاميرون قد ذكر في مقابلة مع شبكة NBCأن هذا التصعيد سببه "الحوثيون".
وقال: "هذا الإجراء رد على ذلك لإرسال رسالة واضحة للغاية، مفادها أنه إذا تصرفت بهذه الطريقة، فلن تكون هناك مجرد تحذيرات، بل ستكون هناك عواقب".