الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"قد تعرض نفسها للخطر".. إيران تحذر الدول من الانضمام للضربات على اليمن

  • مشاركة :
post-title
السفير أمير سعيد عرافاني - الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

اتهم السفير أمير سعيد عرافاني، الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا بـ"إعلان الحرب على الشعب اليمني"، بعد ليلتين من الغارات الجوية المشتركة التي استهدفت مواقع لجماعة أنصار الله الحوثيين.

وفي مقابلة حصرية مع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، قال "عرافاني" إن "أي دولة تشارك في هذا العدوان العسكري أو الأعمال العدائية اللاحقة قد تعرّض نفسها لخطر محتمل".

موضحًا أن "هذا العدوان العسكري يشير إلى نجاح الضغط الذي يمارسه النظام الإسرائيلي على واشنطن، لجر الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة، وتفاقم امتداد الصراعات إلى أجزاء أخرى من المنطقة".

توريط أمريكا

يحافظ الحوثيون منذ فترة طويلة على علاقات وثيقة مع طهران، وردًا على العدوان الإسرائيلي على غزة، شرعوا في مهاجمة عدد من السفن في البحر الأحمر.

يؤكد المندوب الإيراني في الأمم المتحدة أنه، على الرغم من فشل النظام الإسرائيلي في تحقيق أغلب أهدافه المعلنة في حرب غزة، فإنه يسعى إلى أزمة أوسع نطاقًا من الصراع في القطاع، وذلك "لتسهيل خروجه من المستنقع الحالي وحفظ ماء الوجه".

وأعرب عرافاني عن رؤيته بأن المطالب الإسرائيلية من واشنطن تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد التماس الأسلحة والاستخبارات والدعم المالي والسياسي "بدلًا من ذلك، يشمل الرغبة في المشاركة المباشرة في الحرب".

يقول: "يرى النظام الإسرائيلي أن الصراعات في غزة ولبنان وسوريا تقع ضمن اختصاصه، في حين أن الحروب في العراق واليمن سترتبط بالولايات المتحدة".

وأضاف: "تشير الأدلة الدامغة إلى أن تل أبيب ناورت بشكل فعّال لإشراك الولايات المتحدة في هذه الصراعات، بما يتماشى مع مصالحها الخاصة".

وردًا على سؤال "نيوزويك" حول هل سيؤدي العمل العسكري الأمريكي البريطاني إلى "تحسين الوضع الأمني للشحن التجاري في منطقة البحر الأحمر وفي الشرق الأوسط؟" أجاب عرافاني: "هناك حكمة مأثورة تؤكد أنه لا يمكن غسل الدم إلا بالدم".

وقال: "ترتبط المخاوف الأمنية المحيطة بالبحر الأحمر، بشكل معقد، بتطورات الحرب في غزة".

خطر محتمل

يشير المندوب الإيراني في حواره إلى أنه "في وضع أظهرت فيه الآليات الدولية افتقارها إلى الإرادة والقدرة على وقف الجرائم المستمرة في غزة، ومع حقيقة أن المنطقة تخضع لحصار صارم، مع حرمان شعب غزة من الإمدادات الأساسية مثل الوقود والغذاء غزة، تتكشف أزمة إنسانية حادة".

لذلك "واستجابة لهذا الظرف العصيب، تولت حركة أنصار الله في اليمن، مدفوعة بشعور بالواجب الإنساني، دور الدفاع عن الأمة الفلسطينية المضطهدة. وأعلنت أن جميع خطوط الشحن في الممر المائي للبحر الأحمر آمنة، باستثناء السفن المرتبطة بإسرائيل أو العاملة في نقل البضائع من وإلى إسرائيل"، كما يقول.

حشود من اليمنيين يتظاهرون في أعقاب الهجمات الأمريكية والبريطانية – وكالات

وأكد: "يضع هذا التصريح أنصار الله في اليمن كمؤيد للمبادئ الإنسانية، ويسعى للدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم".

وشدد عرافاني أنه "في ضوء العدوان الأخير وكنتيجة مرتقبة، فمن المتوقع أن أي دولة تشارك في هذا العدوان العسكري -أو الأعمال العدائية اللاحقة- قد تعرّض نفسها لخطر محتمل، أو أن تعتبرها حركة أنصار الله هدفًا عملياتيًا مبررًا".

8 سنوات من الحصار

لفترة طويلة، انتشرت اتهامات غربية حول الدعم الإيراني للحوثيين. سواء من خلال التدريب العسكري أو إمدادات الأسلحة أو أشكال الدعم الأخرى.

مراوغًا، لم يُصرّح "عرافاني" عن وجهة نظر إيران حول الهجوم الأمريكي البريطاني على الحوثيين، بل قال: نعتبر قرار حظر الأسلحة المفروض على اليمن ظالمًا وظالمًا.

وأضاف: على الرغم من تحفظاتنا حول عدالة هذا القرار، إلا أننا نعترف بمسؤوليتنا كدولة عضو في الأمم المتحدة وتلتزم بأحكامها.

وأكد: "على مدى السنوات الثماني الماضية، عانى الحوثي من حصار شامل، شمل البر والجو والبحر. وعلى الرغم من مواجهة هذا الحظر والحصار الذي طال أمده، فقد أظهر اليمن مرونة من خلال الاعتماد على قدراته الداخلية".

واستشهد بأنه في أعقاب الضربات الغربية "خرج ملايين اليمنيين إلى الشوارع في غضون ساعات قليلة، للتعبير عن دعمهم الثابت لسياسة حكومتهم، معربين في الوقت نفسه عن ازدرائهم لأمريكا وإسرائيل".

وأكد: بالنظر إلى هذا العرض الكبير للدعم، فمن المتوقع ألا تدرك جماعات المقاومة الأخرى ضرورة تقديم المساعدة العملياتية لأنصار الله في هذا المنعطف الحرج.