الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لا خيارات جيدة.. الحوثي يضع بايدن في أزمة

  • مشاركة :
post-title
آثار الضربات البريطانية والأمريكية في اليمن – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بعد التوترات المُتصاعدة بشأن هجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بالمصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر، شن الجيشان الأمريكي والبريطاني موجة من الضربات الجوية ضد الجماعة المدعومة من إيران في اليمن، مستهدفين منشآت عسكرية وإمدادات صاروخية.

في الوقت نفسه، كشفت الضربات عن مجموعة محدودة من الخيارات، السيئة في الغالب، هي المتاحة للولايات المتحدة للتعامل مع الحوثيين، في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لاحتواء الأزمة الإقليمية التي أثارها العدوان الإسرائيلي.

يشير تقرير حديث لـ "فورين بوليسي" إلى أن "شن الضربات يهدد بإثارة تصعيدات أكثر حدة، أو زيادة توريط واشنطن والقوى الإقليمية الأخرى في صراع آخذ في الاتساع". بينما تعهد الحوثيون بالانتقام، ووعدوا بأن الضربات الغربية "لن تمر دون عقاب".

حشد الدعم

بينما ذكر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في بيان يوم الخميس، أنه نتيجة لهجمات الحوثيين، غيرت أكثر من 2000 سفينة مسارها للتحايل على المنطقة. وجدت دراسة أجراها معهد "كيل" للاقتصاد العالمي أن حجم الحاويات التي تعبر البحر الأحمر قد انخفض في ديسمبر إلى حوالي 70% بأقل مما هو متوقع عادة.

قبل الضربات نقل التقرير عن توماس جونو، الأستاذ المساعد في جامعة أوتاوا، قوله إن واشنطن "في وضع سيئ".

وقال جونو، الخميس: "لا توجد خيارات جيدة بشكل واضح للولايات المتحدة في هذه المرحلة؛ لذا، فإن التحدي يكمن في العثور على الخيار الأقل سوءًا للمضي قدمًا".

الآن، بينما يحذر مسؤولون وخبراء أمريكيون من أنه من المتوقع أن تؤدي هذه العمليات إلى تدهور القوة العسكرية للحوثيين، لكن ليس القضاء عليها بالكامل. بل يمكن أن تشجع الحوثيين على المدى القصير على تكثيف هجماتهم ضد إسرائيل والغرب.

وأكد جونو أن قدرة الحوثيين على إيذاء الولايات المتحدة محدودة للغاية "وليس هناك الكثير مما يمكن للحوثيين القيام به بشكل مباشر ضد الأصول الأمريكية".

كما قالت كيرستن فونتنروز، المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي، خلال إدارة ترامب والخبيرة في أمن الشرق الأوسط: "نعتقد -أي الأمريكيين- دائمًا أن الضربات الجوية كافية، ولكنها لم تكن كذلك أبدًا".

وأضافت: "لا أعتقد أن الحوثيين سيتوقفون عن التصعيد بهذه الضربات، لكنهم أيضًا لم يكونوا ليتوقفوا من دونها".

جنود على إحدى البوارج الأمريكية المشاركة في الضربات – وكالات

ويحذر التقرير من أن الضربات يمكن أن تساعد أيضًا في تعزيز "شعبية الحوثيين"، كجزء مما يسمى بمحور المقاومة الإيراني.

يقول: يهدف الحوثيون إلى تسخير هجماتهم ضد ما يعتبرونها سفنًا مرتبطة بإسرائيل؛ لتعزيز شعبيتهم المحلية والإقليمية؛ كما يُظهرون أنفسهم كلاعبين رئيسيين في الشرق الأوسط.

وأكدت "فورين بوليسي" أن هجمات الحوثي في البحر الأحمر "ساعدت بالفعل على حشد المزيد من الدعم، سواء في الداخل أو الخارج".

في المقابل، صورت إدارة بايدن الضربات على أنها "رد فعل دفاعي على الهجمات التي عرضت أفرادًا أمريكيين وبحارة مدنيين للخطر". وقالت إن الضربات لم تُشن إلا بعد "حملة دبلوماسية واسعة النطاق".

جدل قانوني

شهدت جهود واشنطن السابقة لإحباط هجمات الحوثيين قيامها بتعبئة حوالي 20 دولة أخرى لتشكيل قوة عمل دولية، من شأنها أن تساعد في حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، والمعروفة باسم "عملية حارس الازدهار".

مع ذلك، فقد ابتليت هذه الجهود بالارتباك، حيث يتجنب بعض حلفاء الولايات المتحدة الارتباط المباشر بالتحالف، "كما رفضت العديد من الدول الأخرى الكشف عن أسمائهم على الإطلاق" -حسب التقرير- مما يسلط الضوء على مدى صعوبة قيام إدارة بايدن بتجميع القوة.

وأعادت الضربات التي نفذّتها إدارة بايدن بالاشتراك مع حكومة سوناك، إشعال جدل قانوني طويل الأمد حول سُلطات الرئيس الأمريكي في قرارات الحرب دون موافقة مسبقة من الكونجرس، خاصة بين مجموعة صغيرة من المشرعين الديمقراطيين التقدميين.

وكتب النائب الديمقراطي رو خانا -وهو تقدمي من كاليفورنيا- على منصة X (تويتر سابقًا): "يحتاج الرئيس إلى الحضور إلى الكونجرس قبل توجيه ضربة ضد الحوثيين في اليمن، وإشراكنا في صراع آخر في الشرق الأوسط. تلك هي المادة الأولى من الدستور".

وأضاف: "سأدافع عن ذلك بغض النظر عمّا إذا كان هناك ديمقراطي أو جمهوري في البيت الأبيض".