وجهت الولايات المتحدة ضربة جديدة للحوثيين في اليمن، بعد قرابة 24 ساعة من غارات مشتركة مع القوات البريطانية، استهدفت مواقع للجماعة في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، في تصعيد عسكرى ينذر بمواجهة أمريكية طويلة الأمد مع خصم حازم يمتلك قدرات عسكرية لا يستهان بها، وفق وسائل الإعلام الأمريكية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤول أمريكى، أن الولايات المتحدة وجهت الضربة الجديدة للحوثيين بشكل منفرد، على عكس الضربات الأولى التي شاركت في تنفيذها دول عدة، واستهدفت ما يقرب من 30 موقعًا للحوثيين.
وقال المسؤول إن الضربات الإضافية التي تم تنفيذها صباح السبت، أصغر بكثير في نطاقها من الليلة السابقة، واستهدفت منشأة رادار يستخدمها الحوثيون.
وليلة الجمعة، قصفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة 28 موقعًا منفصلاً للحوثيين، في محاولة لتعطيل قدرتهم على إطلاق النار على ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر.
وقالت قيادة القوات الجوية الأمريكية، إنها ضربت أكثر من 60 هدفًا للحوثيين في اليمن، بما في ذلك مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الذخيرة وأنظمة الإطلاق ومنشآت الإنتاج وأنظمة رادار الدفاع الجوي.
لكن بعد الضربات الأولى التي قادتها الولايات المتحدة، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا آخر مضادًا للسفن باتجاه سفينة تجارية في خليج عدن جنوبي اليمن.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، إن الغارة التي استهدفت موقع رادار تابع للحوثيين في اليمن، صباح السبت، نفذتها المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني" باستخدام صواريخ توماهوك.
مواجهة طويلة الأمد
وتنذر الضربات الأمريكية الجديدة، بمواجهة طويلة الأمد مع الحوثيين، وفق مجلة"نيوزويك" الأمر يكية، التي نقلت ما قاله نصر الدين عامر، نائب وزير الإعلام في جماعة الحوثي، بعد الضربات الأولى، إن "أي ضربة ضدنا سيتم الرد عليها بكل تأكيد ودون أدنى شك وبكل قوة وإصرار، وستكون المنطقة على حافة التصعيد الذي لا أحد يعلم نهايته".
وذكرت المجلة، أن الضربات الغربية وحدها لن توقف الحوثيين، مشيرة إلى أن الجماعة تمتلك قدرات عسكرية لا يستهان بها، ولديها إصرار على المواجهة.
ونقلت المجلة عن بلال صعب، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن العاصمة، ومدير برنامج الدفاع والأمن التابع له، تعليقه على تهديدات الحوثيين بالانتقام: "ليس لدي أي سبب لعدم تصديقهم، سوف يردون.. إنهم يرون فرصة في مواجهة أقوى دولة في العالم.. يمكننا أن نرى أن الرد الغربي لن ينجح، وله مخاطره، وله عواقبه".
ويرى "صعب" أن حملة طويلة الأمد ضد الجماعة اليمنية يمكن أن تؤدي إلى إضعاف التنظيم، إن لم يكن هزيمته، لكن هذا الأمر يتوقف على مدى التصميم الغربي على الاستمرار في المواجهة، إذ من المتوقع ألا يتوقف الرد الحوثي، ومن ثم فإن الولايات المتحدة وحلفاءها وجدوا أنفسهم في معركة انتقامية، وقال صعب: "لقد وصلنا إلى عش الدبابير، والمواجهة مستمرة بين الضربات الأواشنطن تدخل "عش الدبابير".. هل تردع الضربات الأمريكية الحوثيين؟مريكية والرد من جانب الحوثيين".
وحسب نيوزويك، يتباهى الحوثيين بوجود نحو 20 ألف مقاتل، وترسانة من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، ومن بين الصواريخ الباليستية الحوثية، صاروخ شهاب 3، الذي يصل مداه إلى أكثر من 800 ميل، ونسخة غدار، التي يصل مداها إلى 1200 ميل.
كما يعمل الحوثيون على تعزيز قدراتهم الصاروخية الباليستية المضادة للسفن، ويمكنهم ضرب أهداف تصل إلى ما يزيد عن 500 ميل، وفق "نيوزويك"، التي لفتت أيضًا إلى أن الجماعة أثبتت براعتها وابتكارها في استخدام الطائرات بدون طيار بعيدة المدى، مستخدمة مجموعة من الأنظمة المستوحاة من إيران، بما في ذلك طرازات "قاصف وشاهد ومهاجر".
ونقلت المجلة عن أندرياس كريج، الأستاذ المشارك في كلية الدراسات الأمنية في كلية "كينجز كوليدج" بلندن، إن الضربات الأمريكية لم تردع الحوثيين، وستواصل الجماعة استهداف السفن المارة بالبحر الأحمر، طالما استمر العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال كريج: "ليس هناك الكثير الذي يمكنك القيام به لإجبار الحوثيين على التوقف.. وبعد الضربات الموجهة إليهم، من المرجح أن يتشجع الحوثيون على الاستمرار في المواجهة والرد".