خاض الفنان اللبناني جاد أبو علي أولى تجاربه السينمائية كممثل ومخرج ومؤلف من خلال فيلم "يانال"، الذي يتناول قصة شاب طموح يعاني مرضًا نادرًا ولا يستطيع العلاج في ظل فقدان الدواء وانقطاع الكهرباء بلبنان، وتتغير حياته رأسًا على عقب عندما يقع في حب فتاة تُدعى "هيا".
وأكد جاد أبو علي لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن السبب الرئيسي وراء خوضه أولى تجاربه السينمائية من خلال "يانال"، يرجع إلى حبه واشتياقه الكبير لبلده لبنان، إذ يقول: "كنت أعيش خلال مرحلة الكتابة في مصر، وأشاهد من خلال الأخبار كل العذاب الذي يمر به لبنان وشعبه، كنت أغار على بلدي من عيون الناس، كيف لي أن أقف كفنان إلى جانب وطني؟ هذا هو السؤال الأساسي".
وأضاف: "كنت أرى كل يوم هجرة الشباب اللبناني للخارج، وحلمهم بمغادرة وطنهم الذي أصبح جحيمًا لأحلامهم، فقررت أن أتحدى كل الظروف، وأقوم بالخطوة المجنونة، وأعود إلى لبنان في أسوأ فترة بتاريخه، إذ بدأت كتابة "يانال" في مصر، ونقحته على ضوء البطارية في لبنان تحت ظل أكبر أزمة انعدام للكهرباء في البلد! فكان رسالة الصمود الحقيقية".
رسالة وفاء وأمل
وحول الرسالة التي يسعى الفيلم إلى تقديمها للمشاهد، قال: "يانال هو كل شاب لبناني وعربي وكل إنسان تتحرك داخله الإنسانية، هو رسالة وفاء وأمل وألم وفرح في الوقت نفسه، أردته أن يكون أكبر من رسالة، والحمد لله أنني استطعت تنفيذ هذه الإرادة، فقد أصبح "يانال" حالة خاصة غيرت من عقلية الكثير ممن شاهدوه، وأثرت في حياتهم الشخصية حتى وصل الأمر بالبعض ليقول لي "أدمنت مشاهدة الفيلم" وتفاجأت بأن الكثيرين لم يكتفوا بالمشاهدة الأولى، بعضهم شاهده في السينما أكثر من أربع مرات وهذا ما جعلني عاجزًا عن التعبير وفخور بهذه الخطوة".
وأضاف: "أنا من الأشخاص الذين ينتظرون الصعوبات برحابة صدر، أحب أن تستفزّني الحياة العملية أو الشخصية بصعوباتها وعقباتها، ما يجعلني دومًا أمام اختبار لنفسي بابتكار أساليب جديدة تدهش الجميع بقدرتي على التحمل وتحويل المستحيل إلى نجاح، فهذا العمل لم يولد بسهولة، كل ما فيه كان تحديًا".
وتابع: "كنا في ظل أصعب أزمة كهرباء، وانقطاع البنزين، وانهيار العملة الذي يومًا بعد يوم كان يصدمنا، حتى أنني عدلت جملة في السيناريو تتحدث عن سعر الصرف أكثر من مرة كي أواكب الانهيار بحذافيره، أما من الناحية الإخراجية والتمثيلية فقد كنت كـ"جاد".. خارج الزمن فكنت أعيش الأيام وكأنها ثوانٍ رغم كل ما حملتها من صراعات وتحديات ومشكلات تطرأ فجأة، وضعت أمامها أكثر من خطة عمل مع فريقي لاحتوائها، فكان الإنجاز الكبير أن تكون مدة تصوير الفيلم قياسية جدًا فلم يستغرق أكثر من 18 يومًا".
عودة السينما اللبنانية
وأشار جاد أبو علي إلى أن فيلم "يانال" وضعه في مسؤولية كبيرة تجاه السينما اللبنانية، إذ يقول: "وضعني (يانال) أمام مسؤولية تشرفت بأن أحملها، فأنا أردت من خلال فيلمي الأول أن أثبت للعالم أن اللبناني قادر في أسوأ الظروف على الإبداع، أردت إعطاء كل الشباب أملًا بالبقاء والصمود في لبنان، شعرت وكأن لبنان بأسره ينظر إليّ وينتظرني أن أتصرف".
"لعبة بنات"
وحول تجربته في مسلسل "لعبة بنات"، الذي تدور أحداثه في 8 حلقات، في إطار من الدراما التشويقية، قال: "تجربة مميزة للغاية بالنسبة لي، إذ إنني كنت على تحدٍ بلعب دورين، الدور الأول أصغر بـ10 سنوات من الثاني، فكان العمل على الشخصية مضاعفًا وهنا كانت المتعة في الأداء".
وأضاف: "شخصيتي خلال أحداث العمل هو طالب مدرسة طموح، موسيقي، يحب التمثيل، يعيش صراعًا بين فتاتين، تقوده الأحداث إلى مكان لن يتوقعه أحد، إذ إن العمل مليء بالرعب والأكشن والتشويق".
وعن اعتماد المسلسل على البطولة الشبابية، أكد "هذا ما يزيد من متعة التصوير، كان الطاقم أسرة واحدة، كنا فعليًا كأننا أصدقاء منذ سنوات في مدرسة واحدة، وعشنا تجربة مميزة للغاية على هذا الصعيد، فكانت الأجواء مليئة بالضحك كل أيام التصوير، وأيضا التحدي ولا بد من الاعتماد على طاقات الشباب واستغلال مواهبهم للتعبير عن أنفسهم".