الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اللبناني جاد أبو علي: تحديت الزمان في "العازبة".. والجنون سر الممثل المحترف

  • مشاركة :
post-title
الفنان اللبناني جاد أبو علي

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

- شهادات النجوم المصريين عني مسؤولية كبيرة.. وفخور بالحضارة والتاريخ الفني لمصر
- كل دور أجسده قطعة مني ولا يوجد أغلى من عمري لأهديه إلى أعمالي

تجارب فنية عديدة محمّلة بالطموح والرغبة في تحقيق الانتشار على مستوى الوطن العربي وأحلام يسعى إلى تنفيذها الفنان اللبناني جاد أبو علي، الذي يواصل البحث عن أعمال فنية تعبر عن جنونه التمثيلي، كما وصف ذلك خلال حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، والسعي في تجسيد شخصيات عدة، إذ يتعامل مع كل شخصية وعمل وكأنها قطعة منه يحاول إبراز ملامحها ونسج خيوطها بشكل مميز يترك بصمة واضحة ومؤثرة لدى الجمهور.

يخوض "جاد" خلال الفترة المقبلة أكثر من تجربة فنية بين لبنان ومصر محققًا التنوع الذي يسعي إليه بالوجود على المستوى السينمائي والتلفزيوني، ليستكمل مسيرته الفنية التي رغم صغرها لكنها باتت مؤثرة وملحوظة، الأمر الذي دفع عددًا من النجوم المصريين بينهم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب للإشادة به وموهبته، وفي السطور المقبلة يتحدث جاد أبو علي عن تفاصيل أعماله الجيدة والتحديات التي واجهها وكيفية استعداده لها وتفاصيل أخرى.

تجنب التكرار

يخوض الفنان اللبناني الشاب جاد أبو علي، تجربة جديدة ومميزة بالنسبة له من خلال مسلسل "العازبة " (8 حلقات)، وحول فكرة حماسه لتقديم العمل، يقول في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية": "أحرص دائمًا عند اختيار أي دور في حياتي المهنية كممثل، أن أشعر أنه يقدّم لي أولًا قبل المشاهد، فهو تجربة جديدة وتحدٍ بعيدًا عن التكرار، وتكون الفرصة مناسبة أمامي لإبراز الشخصية التي سأجسدها بطريقة مختلفة".

تابع قائلًا: "في مسلسل bachelorette أو "العازبة" كان التحدي الجديد بالنسبة لي هو تجسيد شخصيتين يفصل بينهما مدة زمنية أكثر من عشر سنين، ما جعلني متحمسًا للغاية للمشاركة في هذه المغامرة الفنية".

وحول تفاصيل شخصيته في المسلسل والتحديات التي واجهته فيها، خاصة أنها قريبة من شخصيته في الواقع، يقول: "هي عبارة عن فنان طموح وعازف يسعى وراء أحلامه قبل أن تقوده الظروف إلى أماكن ومواقف لم يكن يتخيّلها، ويبدأ حينها صراعه في مواجهة الحقيقة، وكان لا بد من بناء شخصية مختلفة عنّي في الواقع، خاصةً أن الشخصية تشبهني إلى حد كبير، وفي حين يظن البعض أن تشابه شخصية الدور، لشخصية الممثل الأساسية، تساعده على أداء الدور بشكل مُتقن، لكنني أرفض هذا الأسلوب تمامًا، فهو فَخ يوقع الممثل في لعبة التكرار، ونصل لنتيجة كارثية على الصعيد المهني، ونرى الممثل بشخصية واحدة مُكرّرة على مدار السنين والأعمال".

ويضيف: "التحدي الذي واجهني في هذا العمل كان في اختلاف الأزمنة بين الشخصيتين، فهناك زمن أصغر بعشر سنين، أي أيام المدرسة، والآخر هو الزمن الحالي، ومن الأشياء الأساسية التي لا بُد من العمل عليها هو الشكل والستايل الخاص بكل زمن، لكن الأهم من ذلك هو عُمق الشخصية، فكان التركيز على إيجاد شخصيتين، ولكل شخصية صوتها المميز بها وتاريخها الخاص، وطريقة تعاطيها مع المحيط بشكل مُختلف، فنحن كبشر قد يمرّ علينا سنة واحدة تنقلب بها شخصيتنا وتصرفاتنا رأسًا على عقب.. فكيف إذا كانت عشر سنين؟!.

رسالة صادمة

يقدم مسلسل "العازبة" رسالة مميزة للجمهور والعمل على تقديم وجبة درامية متكاملة تجمع بين التشويق والأثارة بجانب تقديم رسالة معينة، حيث يقول جاد أبو علي حول ذلك: "مخرج العمل وكاتبه بودي صفير عمل على نسج رسالة مميزة وصادمة للعمل بكل دقة وإبداع، وأفضّل أن يكتشفها المشاهد بنفسه دون أن أفضحها، فالمسلسل مليء بالصدمات والإثارة والتشويق، بإطار رومنسي ورعب في الوقت نفسه، وهذا ما يميّزه".

وحول أن العمل ينتمي إلى فئة المسلسلات القصيرة، إذ تدور أحداثه في ٨ حلقات، يتطرق جاد إلى فكرة انتشار هذه النوعية من الأعمال، حيث يقول: "لكل نوع من المسلسلات جمهوره الخاص، ولكن في ظل التطور السريع الذي تشهده البشرية، والتوجّه بكل المجالات للسرعة وتوفير الوقت على المُستهلك، من خلال الابتكارات التي تُسهّل حياة الفرد، فقد بات جيل الشباب والذي يشكّل أكبر نسبة من المشاهدين، يفضّل متابعة المنصات الرقمية التي تزداد انتشارًا، واستفادت جدًا من ظروف جائحة كورونا لتجذب المشتركين وتتوسّع أكثر، بعد أن غيّرت كل المعادلات التقليدية".

ويضيف: "بالنهاية المنتج هدفه الربح، والربح الأكبر هو في استهداف أكبر نسبة من المشاهدين، لذلك سيتوجّه لإنتاج الأعمال القصيرة أكثر، وهو ما نشهده وسنشهده في السنوات المقبلة، وهو شيء جيّد ويزيد من كمية الأعمال وبالتالي المنافسة، وستزيد من تطوّر جودة الأعمال العربية، لتضعنا في صف الأعمال العالمية، باختصار إنها مرحلة انتقالية، بدأت فوضوية ولكن ها هي اليوم تتطور وتصبح أكثر نضوجًا واحترافية".

عودة الثنائي

بعد غياب لسنوات طويلة عن تعاون الثنائي "ستيفاني عطا الله"، و"جاد أبو علي"، يعودان سويًا لتقديم هذه التجربة، ويقول: "ممثّلة مجنونة، والجنون هو السرّ الأساسي للممثل المُحترف، بحيث لا يمكن لأحد أن يتوقّع كيف سيؤدي الدور، وهذا أجمل قاسم مشترك بيننا، لا حدود، لا توقّعات مسبقة، لا تكرار، لا كليشيه، والأهم لا أحد يستطيع السيطرة على طاقة الممثل المجنون، ومن هنا تكمن نقطة القوة، أمّا بالنسبة لأول تعاون بيننا فقد كان منذ 8 سنوات تقريبًا وكنت أنا الجلاد وهي الضحية، وأما اليوم فنحن الاثنان ضحايا في هذا المسلسل".

ستيفاني عطا الله
حسن المصري

يخوض اللبناني، تجربة مصرية من خلال مشاركته مع الفنان المصري أحمد حاتم في فيلم "حسن المصري"، المقرر طرحه خلال الفترة المقبلة، وحول سبب حماسه لخوض هذه التجربة، يقول: "ما جذبني في هذا العمل هو سياقه القتالي الأكشن، وهو ما وضعني أمام شخصية تحتاج لجهد جسدي مُتقن، إضافة للطابع السايكو للشخصية، وجرت تدريبات خاصة عالية الاحترافية تجهيزًا للمشاهد القتالية حتى تظهر بشكل واقعي حقيقي، أمّا تجاربي المميّزة السابقة مع المخرج الكبير سمير حبشي، فلها وقعها الخاص دائمًا، فقد أسّسَت لتخاطر فكري غريب جدًا بين مخرج وممثل، فهو يعلم تمامًا كيف يستفزّني دون كلام، وفجأةً أرى نفسي في حالة من الهلوسة التمثيليّة أثناء تأدية الدور أمام كاميرته، بينما الفنان أحمد حاتم، فقد انتقلت علاقتي به من الزمالة للأخوّة بعد هذا العمل، فهو من الممثلين النادرين بطيبتهم، ويفرح بصدق لنجاح الشريك الآخر في العمل، وهذا ما ولّد كيميا خاصة معه في مشاهد العمل".

ويضيف: "أسعى دومًا لأن يظهر الممثل أمامي بأروع صورة، واكتشفت تلك الصفة به أيضًا، فلم يرضَ كلانا إلّا بإعطاء أقصى طاقتنا لإنجاح المشاهد التي تجمعنا، حتى لو كان ذلك على حساب الأضرار الجسدية التي تحمّلناها.

ويؤكد جاد أبو علي فخره بالمشاركة المصرية لأكثر من مرة، وكيفية تأثير هذه التجارب على مشواره الفني، ويقول: "لديَّ اليوم تجربتان مميزتان في السينما المصرية التي أفتخر بانضمامي لها، والثالثة قريبًا بإذن الله، ومما لا شك فيه أن السينما المصرية خاصةً والإنتاج الفني عامةً هو مدرسة كبيرة للممثل العربي، وهي بمثابة هوليوود العرب، بالإضافة لكونها الخطوة الأكبر التي يفتخر بها أي فنان عربي في مسيرته الفنية، والأهم أن مصر بلد الخير.. وقد رأيت هذا الخير".

ويضيف: "تلقيت شهاداتٍ كبيرة من عمالقة الفن المصري، أوّلهم القديرة سميحة أيّوب التي خصّتني بشهادة أعتبرها من أهم الإنجازات، كما شرّفتني بدعوتها لي وأصرّت على بقائي في مصر بين أهلي، كذلك الفنانة الكبيرة سميرة عبد العزيز، والفنانة القديرة ليلى طاهر التي خصّتني بشهادة أعتز بها، ونقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي، الذي كان بمثابة الأب الروحي منذ اليوم الأول، الذي غمرني بطيبته ودعمه، وكل ذلك كان بمثابة مسؤولية كبيرة لي، وشكّل لديّ شعورًا كبيرًا بالحب والانتماء الصادق للشعب المصري الطيب، الذي أشاهد كل يوم نظراته المُحبة في كل مكان أوجد فيه، فأنا أحبّ هذا البلد وشعبه وفخورٌ بحضارته وتاريخه الفنّي المُشرّف، تمامًا كحبّي ووفائي لوطني الحبيب لبنان، وللعالم العربي الذي أنتمي إليه ".

أحمد حاتم
المعيار الأساسي

وحول المعيار الأساسي الذي يختار به أعماله الفنية، يقول: المساحة المُتاحة للجنون كل دور أقوم به هو قطعة منّي ومن عُمري، فالممثل يمضي جزءًا كبيرًا من عمره أمام وخلف الكاميرا، ويعيش عمره مرتين، الأولى عادي والأخرى مُصوّر، وبما أن الوقت والعمر هو أغلى ما يملكه الإنسان، أحب أن أهدي أغلى ما عندي، للأدوار التي تستحق عُمري، مهما كلّف ذلك من تضحية وصبر وتأنٍ".

ويضيف: "لا توجد شخصية معيّنة، فبنظري الممثل هو المسؤول الأوّل عن صنع وتطوير أيا كانت الشخصية، وقيادتها بالمسار الخاص به، فهو من يجذب الشخصية نحوه وليس العكس".

عنصر المفاجأة

لدى الفنان اللبناني الشاب، طموح وشغف للتمثيل بشكل كبير للغاية، وحول خططه الفنية المستقبلية، يقول: "أعتمد دومًا على عنصر المفاجأة الذي يميّز أسلوب عملي ويجعلني عند حُسن ظن كل من يحبّني بفضل الله، لذلك أخطط لمفاجآت كثيرة على أكثر من صعيد".

ويضيف: "أما أعمالي الجديدة فهي فيلمي الجديد "يانال" الذي وضعت فيه الكثير من تجاربي الشخصية ويتضمن سرًا كبيرًا سيكتشفه الجمهور، وفيلم last meteor وهو من أضخم الإنتاجات التي أدخلتني إلى عالم الخيال العلمي الهوليوودي، الذي يفوق كل التوقعات بالاحترافية العالمية التي تم تنفيذه بها، فقد استغرق حتى الآن أكثر من عامين ونصف العام".