الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع مثولها أمام "العدل الدولية".. هل تتراجع إسرائيل عن مخططات تهجير الفلسطينيين؟

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو وجثث مواطنين فلسطينيين استهدوا في غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

تمثل إسرائيل اليوم الخميس، أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة "الإبادة الجماعية" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بعد الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا، والتي تتألف من 84 صفحة، تحوي عشرات الأدلة والبراهين، على جرائم الاحتلال.

وتزامنًا مع بدء الجلسات العلنية التي حددتها "العدل الدولية"، تراجعت إسرائيل عن مواقفها وخرج مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليؤكد لـ "سي إن إن"، أن تهجير الفلسطينيين لم يكن أبدًا على الطاولة بشكل جدي، وأن هذا المقترح لم يكن جديًا، فيما يتناقض ذلك مع عشرات التصريحات من المسؤولين الإسرائيليين.

واليوم خرج نتنياهو، ليقول إنه لا نية لدى إسرائيل لاحتلال قطاع غزة بشكل دائم، أو تهجير سكانه المدنيين، مضيفًا: "نحارب حماس لا السكان ونفعل ذلك بالتزام كامل بالقانون الدولي".

وتأتي تصريحات نتنياهو في ظل ارتكاب الاحتلال، للعديد من جرائم الحرب بالمخالفة للقانون الدولي، منها قصف المستشفيات واستهداف المدنيين واستهداف الأطقم الطبية والمؤسسات الدولية وحتى الكنائس والمساجد، لتعلن المؤسسات الدولية أنه لا مكان آمنًا في قطاع غزة، إذ لم يسلم أي مكان من القصف حتى الأماكن التي تدعي إسرائيل أنها آمنة.

سيناريو التهجير القسري

ورغم تراجع حكومة الحرب الإسرائيلية، عن تصريحاتها العلنية، في بداية العدوان الغاشم على قطاع غزة، عن تهجير الفلسطينيين، يرى مراقبون أن السيناريو الإسرائيلي بالتهجير القسري، لا يزال قائمًا، بل إنه يمثل الهدف الأكبر لحربها في غزة، بحسب "بي بي سي".

ونقلت "بي بي سي"، عن مراقبين فلسطينيين أن التهجير القسري الجماعي، للفلسطينيين ليس من غزة فقط، ولكن من الضفة الغربية المحتلة، أيضًا، ورغم أن متحدثين باسم جيش الاحتلال أكدوا عدم سعيهم لتهجير السكان من أماكنهم بصورة دائمة، إلا أن المحللين يرون أن خطوات إسرائيل على الأرض من تدمير كل مقومات الحياة، لا تؤدي إلا لخيار واحد، وهو دفع فلسطيني غزة دفعًا، لإجبارهم على الخروج قسرًا أو طوعًا بحثًا عن حياة.

وفي الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون الإسرائيليون نفي موقف الدولة القائمة بالاحتلال السابق، يرى محللون أن الاحتلال يسعى لجعل التهجير القسري "الأمر الواقع"، بمعنى أنها تقتل كل مقومات الحياة داخل القطاع، وتدفع السكان نحو الجنوب، لخلق أزمة إنسانية.

ومنذ أن طرحت إسرائيل سيناريو التهجير في بداية الحرب، قابلها رفض قاطع من مصر والأردن، كما أعلنت أمريكا رفضها لهذا السيناريو، لكنه "رفض معلن"، إذ تشكك مصادر فلسطينية عدة في هذا الرفض وتعتبره بمثابة "تخدير" للأطراف العربية.

ومع استمرار القصف، دعا وزراء إسرائيليون، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى تشجيع هجرة الغزاويين تحت ما أسموه "هجرة طوعية"، وسط انتقادات عربية ودولية.

وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من التهجير الطوعي لسكان غزة، مؤكدة أنه يستدعي موقفًا دوليًا لوقف "الجريمة"، فيما قالت حماس أن ما تصبو إليه إسرائيل "مجرد أحلام".

وفي سبيل تنفيذ إسرائيل لأهدافها المعلنة والخفية، دمرت قطاع غزة بكل مقومات الحياة، من مياه شرب ومنشآت صحية وتعليمية، كما قتلت أكثر من 23 ألف شهيد، و59 ألف مصاب، منذ السابع من أكتوبر.