ما بين "التهجير القسري" وإلقاء "قنبلة نووية"، وصولًا إلى البحث عن طريقة أكثر إيلامًا من الموت للتخلص من الفلسطينيين، يستمر مسلسل التصريحات الصهيونية العنصرية من وزراء ومسؤولي دولة الاحتلال، ضد الشعب الأعزل في قطاع غزة، كان آخرها الدعوة علانية بـ"إحراقهم جميعًأ أحياء".
وتستعد إسرائيل للمثول أمام محكمة العدل الدولية غدًا الخميس، في القضية التي رفعتها ضدها دولة جنوب إفريقيا، وتتهمها فيها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في الحرب التي تشنها على قطاع غزة، منذ ما يقرب من 3 أشهر، وتطالب فيها بوقف عاجل للحملة العسكرية على القطاع.
حرق أهالي غزة
نسيم فتوري، نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي وعضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن، جدد دعوته إلى الحل الوحيد للتخلص إسرائيل من عبء الفلسطينيين، وهو إحراق كل غزة بأهلها مرة واحدة، وذلك وفق ما ذكرته القناة الـ13 الإسرائيلية.
تلك الدعوة أطلقها عضو الكنيست المتطرف منذ فترة وأعاد المطالبة بها مرة أخرى، فمنذ شهرين تقريبًا، قال إن الانشغال بالاحتياجات الأساسية والإنترنت لأهالي قطاع غزة يجعلهم لا يتعلمون من الماضي، مؤكدًا أنهم - يقصد الإسرائيليين - إنسانيون للغاية، وحرق أهالي غزة هو الحل، رافضًا إرسال الوقود والماء للفلسطينيين المحاصرين.
المتطرف إلياهو
ايضًأ وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو المتطرف، دائمًا ما يطلق تصريحات همجية ضد الشعب الفلسطيني، كان منها مطالبته بإلقاء قنبلة نووية على قطاع كغزة كأحد الحلول التي ينبغي العمل بها، كما اتهم الوزير الصهيوني الفلسطينيين بأنهم نازيون، وذلك عندما سئل عن مدى أهمية إرسال المساعدات للمدنيين.
ورفض الوزير المتطرف تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين وصفهم بالنازيين، مشيرًا إلى أنه لا يوجد شيء اسمه مدنيون غير متورطين في غزة، كما طالب الجيش بإيجاد طرق مؤلمة أكثر من الموت للمواطنين في قطاع غزة، وذلك في محاولة لكسر معنوياتهم وهزيمتهم، كما فعلت الولايات المتحدة مع اليابان.
وحثَّ الوزير المتطرف الجيش على إيلام الفلسطينيين من خلال حرق الأرض وتدمير بيوتهم وكسر الحلم القومي بدولة فلسطينية مستقلة، من خلال التهجير الطوعي، ضاربًا مثلاً بالهجرات التطوعية خلال الربيع العربي إلى ألمانيا، خلال أحداث سوريا.
الهجرة الطوعية
وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بدوره استمر في إطلاق تصريحاته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، ونفى تأكيدات وزير الخارجية الأمريكي بعدم تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أنهم يعملون على فتح ممرات الهجرة الطوعية للاجئين، كما فعل المجتمع الدولي مع الأوكرانيين.
وعلى الرغم من الإدانات العديدة من جميع أنحاء العالم بشأن قضية هجرة أهالي غزة، إلا أن الوزير المتطرف، وفقًا لما نشرته القناة 13 الإسرائيلية، أكد أنهم يتصرفون وفق المصلحة بخصوص القضايا المتعلقة بوجود إسرائيل، متوعدًأ بتسخير كل القوات لتدمير المقاومة، وعدم نقل شيكل واحد للسلطة الفلسطينية.
خسائر فادحة
يذكر أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بلغت أكثر من 90 يومًا، وأدت إلى استشهاد ما يقرب من 25 ألف شخص، من بينهم 11 ألف طفلًا، و6 آلاف امرأة، والغالبية العظمى منهم مدنيون، ووفقًا للتقديرات الجديدة فإن ما يقرب من نصف مليون شخص أصيبوا بجروح نتيجة الصراع، بجانب ما يزيد على مليون ونصف المليون المليون لاجئ في جنوب القطاع.