الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الصواعق الروسية".. كيف تدمر "القنابل الانزلاقية" المواقع الأوكرانية المحصنة؟

  • مشاركة :
post-title
قنبلة روسية انزلاقية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية النقاب عن سلاح روسي جديد، يدفع الموت والدمار إلى أوكرانيا. القنابل الانزلاقية، كما يطلق عليها، ذخائر مدمرة تنهال على المواقع الأوكرانية المحصنة من الجو، فتقتلعها من جذورها في الأرض. تصفها قوات الدفاع بـ"أبواب الجحيم" لشدة دمارها وحجم الخراب الذي تحدثه.

تدمير التحصينات الأوكرانية

ذكرت الصحيفة الأمريكية نقلًا عن القوات الأوكرانية أن الجيش الروسي يستخدم بشكل متزايد "القنابل الانزلاقية"؛ لتدمير التحصينات الأوكرانية القوية، والتي يعود بعضها إلى عام 2014 عندما اندلعت الأعمال العدائية لأول مرة في دونباس.

وقال جنود الخطوط الأمامية الأوكرانيون للصحيفة إنهم اعتادوا على الهجمات المدفعية المستمرة، إلا أنهم عانوا منذ الربيع من "القوة المدمرة الإضافية" للقنابل الانزلاقية التي أسقطتها الطائرات الحربية الروسية. وأضافوا أن الأسلحة، التي تحتوي على ما يصل إلى نصف طن من المتفجرات، قادرة على تدمير المخابئ الأوكرانية تحت الأرض.

عزَّزت روسيا تسليح قواتها الجوية بالقنابل الانزلاقية، روسية الصُّنع، وأدخلتها لساحة المعارك في أوكرانيا، بتحميلها على مقاتلات "سو-34"، إذ إنها ذخائر من شأنها إصابة الأهداف بدقة عالية.

قنابل مجنحة

وأطلق على هذه القنابل الجديدة المجنحة لقب "الصواعق الروسية"، نظرًا لشدّة الانفجارات التي تُحدثها حال الارتطام بأهدافها.

في حين أنه من غير الواضح ما هو نوع القنبلة المحدد الذي كان يشير إليه، فقد أبلغت وزارة الدفاع الروسية في الأسابيع الأخيرة عن نشر قنابل FAB-500 مجهزة بوحدة انزلاق وتصحيح ضد الدفاعات الأوكرانية. ويقدر الخبراء العسكريون الروس ووسائل الإعلام الغربية مدى القنابل بنحو 40 كيلومترًا، على الرغم من أن الرقم قد يختلف.

أبواب الجحيم

وقارن أحد الجنود الأوكرانيين ضربات القنابل الانزلاقية بـ "أبواب الجحيم". وقال لصحيفة نيويورك تايمز: "كانوا يرسلونها اثنتين اثنتين اثنتين، الثمانية في ساعة… يبدو الأمر وكأن طائرة تنزل عليك".

وفي مقابلة مع صحيفة ديلي تلجراف في شهر مايو، اعترف المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إجنات، بأن القنابل الانزلاقية تشكل "تهديدًا خطيرًا للغاية". ووصف السلاح بأنه خيار أرخص مقارنة بأنواع الصواريخ المختلفة. وقال: "يمكننا في بعض الأحيان اعتراض صواريخ S-300، لكن هذه القنابل تمثل مشكلة".

وقال أعضاء الخدمة الأوكرانية لصحيفة نيويورك تايمز إن التواجد بالقرب من خط المواجهة "لم يكن بهذه الخطورة من قبل". وأشاروا إلى أن قوات موسكو تستخدم الآن على نطاق واسع الطائرات بدون طيار من منظور الشخص الأول (FPV) لمطاردة الأهداف أو تنسيق الضربات المدفعية. وقالت الصحيفة إن هذا أعاق بشكل كبير قدرة القوات الأوكرانية على المناورة، حيث يتعين عليها الآن التحرك سيرًا على الأقدام أو الاختباء في الملاجئ.

وزعم جنود كييف أنهم كانوا أول من بدأ باستخدام هذا التكتيك، لكن روسيا سرعان ما حذت حذوهم. وقال أحد أعضاء الخدمة: "انطباعي هو أن روسيا مهتمة بالطائرات بدون طيار على مستوى الدولة". واشتكى من أن أوكرانيا، في المقابل، يتعين عليها الاعتماد على برامج المانحين، وحث الحكومة في كييف على تكثيف جهودها في هذا المجال.