من المقرر أن يجتمع سفراء أوكرانيا ودول حلف الناتو، الأسبوع المقبل، للحديث حول كيفية تعزيز قدرات الدفاع الجوي في كييف، بعد أن شنت موسكو بعضًا من أعنف هجماتها بالصواريخ والطائرات دون طيار في الحرب بالأيام الأخيرة؛ بحسب دويتشه فيله.
وتحث كييف حلفاءها على تسليم أسرع للدفاعات الجوية، بعد تصاعد الضربات الروسية المستخدم فيها طائرات دون طيار، خلال الأيام الماضية، إذ لقى ما لا يقل عن 32 شخصًا حتفهم، نهاية ديسمبر الماضي، في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها المدن الأوكرانية.
وقال سيرجي ناييف، قائد القوات المشتركة الأوكرانية، إن الدفاعات الجوية المتنقلة في كييف لديها ما يكفي من الذخيرة لمقاومة بعض الهجمات القوية، لكنها ستحتاج بعد ذلك إلى المزيد من المساعدات الغربية.
وأضاف "ناييف" في تصريحات نقلها راديو أوروبا الحرة عن "فرانس برس"، أمس الأربعاء، أن "الوضع الحالي فيما يتعلق بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة لمجموعات الدفاع الجوي المتنقلة هو أن هناك ما يكفي من الذخيرة لمقاومة الهجمات القوية القليلة المقبلة".
الحاجة للدعم
في أواخر العام الماضي، شنت روسيا أكبر هجماتها الصاروخية والطائرات دون طيار منذ الأيام الأولى للغزو، ثم قصفت العاصمة كييف، وخاركيف - ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا - 2 يناير الجاري، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات.
وفي وقت يجف فيه نبع الدعم الأمريكي، ويواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، أزمة في توفير الدعم المطلوب لمواصلة حربه ضد موسكو، وتقول كييف إن الهجمات الأخيرة تؤكد حاجة الحلفاء الغربيين إلى تسريع تسليم معدات الدفاع الجوي والطائرات القتالية دون طيار والصواريخ طويلة المدى.
ونقلت "فرانس برس" عن ديلان وايت، المتحدث باسم الناتو: "سيعقد ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اجتماعًا لمجلس الناتو وأوكرانيا، الأربعاء المقبل".
وأضاف: "الاجتماع سيعقد على مستوى السفراء، وسيعقد بناء على طلب أوكرانيا، في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة وطائرات دون طيار على المدنيين والمدن والبلدات الأوكرانية".
ولفت "وايت" إلى أن "حلفاء الناتو سلموا بالفعل مجموعة واسعة من أنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا، وهم ملتزمون بمواصلة تعزيز دفاعات أوكرانيا".
الدفاع الجوي الأوكراني
تعتمد الدفاعات الجوية الأوكرانية في صد الهجمات الصاروخية الروسية، على أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة التي يصعب تحديد موقعها ويمكن تجميعها وتفكيكها بسرعة، وأهمها بطاريات "باتريوت" ومنظومة "أفينجر" الأمريكية، و"إريس-تي" الألمانية التي تسلمتها كييف، أواخر أغسطس الماضي، التي وصفها الرئيس زيلينسكي بأنها "قوية" وتحتاج إليها بلاده بشدة.
ومنظومة "باتريوت" - التي قامت بصناعتها وتطويرها شركة "رايثيون" الأمريكية - عبارة عن نظام صاروخ أرض - جو، مصمم للحماية من الصواريخ المهاجمة، سواء كانت باليستية أو كروز والطائرات، إضافة إلى المسيرات؛ ويستند أساس عملها الدفاع على المدى البعيد، إذ تستطيع إصابة أهداف جوية على نطاق 160 كيلومترًا، والصواريخ الباليستية على مدى 75 كيلومترًا.
وتتضمن منظومة باتريوت صواريخ وجهاز رادار ومنصة إطلاق صاروخي، بالإضافة إلى وحدة قيادة وتحكم. كما تعتمد على نظام رادار أرضي خاص بها يكشف الهدف ويتتبعه عبر مسح دائرة بقطر 80 كيلومترًا؛ كما تستطيع منظومة باتريوت "باك-3" إطلاق 16 صاروخًا دفعة واحدة.
أما "أفينجر"، فهي منظومة صاروخية للدفاع الجوي قصير المدى، التي توفر حماية متنقلة للوحدات الأرضية ضد الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، والمروحيات، والطائرات دون طيار، وصواريخ كروز. ويمكنها العمل ليلًا ونهارًا وفي كل الظروف الجوية.
ويصل مدى منظومة الدفاع الجوي الألمانية - التي تنتجها شركة ديل دِفِنس- 40 كيلومترًا، وتضم رادارًا يعمل بدوران 360 درجة، ومركز قيادة، وثلاث قاذفات صواريخ محمولة على شاحنات.
ووفق صحيفة "بيلد" الألمانية، يمكن استخدام صواريخ المنظومة لصد الطائرات المقاتلة والمروحيات، وصواريخ كروز والمدفعية الصاروخية، وطائرات كاميكازي الروسية والصواريخ المضادة للرادار والقنابل.