الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لماذا يخشى "الناتو" فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية في أمريكا؟

  • مشاركة :
post-title
ترامب وبايدن

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

لا يقتصر الخوف من فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على الديمقراطيين وحدهم، بل يتجاوز الأمر حدود الولايات المتحدة الأمريكية، ليسبب رعبًا لدى دول الناتو، للحد الذي خرج فيه عدد من الوزراء البريطانيين للتأكيد على مواجهة المملكة لمخاطر أمنية، إذا فاز ترامب بالانتخابات المقبلة.

سفيران سابقان في واشنطن ووزير دبلوماسي سابق، أكدوا أن بريطانيا عليها الاستعداد للتأقلم بخطة عمل، إذا فاز ترامب وأنهى الدعم الأمريكي لأوكرانيا وانسحب من الناتو، بحسب صحيفة "الإندبندنت".

يخشى أعضاء الناتو، أن يدير الرئيس الأمريكي السابق ظهره لحلف الناتو، بعدما قال في وقت سابق إنه "عفا عليه الزمن"، كما يخشوا أن يترك أوكرانيا دون دعم إذا سعى لاسترضاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

خوف الناتو، من أن يؤدي فوز ترامب بالرئاسة إلى انسحاب أمريكا من الحلف، تحدث عنه جيمس ستافريديس، القائد السابق لحلف شمال الأطلسي، الذي قال إن هناك مخاوف كبيرة في أوروبا، من أن تؤدي رئاسة ترامب لانسحاب أمريكا الفعلي من الحلف.

خوف أوروبي

وكشف تقرير لـ"نيويورك تايمز" خوف أوروبا من انهيار الحلف، حال وصول ترامب للحكم، رغم أنه على مدار 74 عامًا كان الحلف أهم تحالف عسكري في أمريكا، باعتبار أنه يعزز تأثير الولايات المتحدة من خلال توحيد الدول على جانبي المحيط الأطلسي في تعهد بالدفاع عن بعضها.

إلا أن ترامب قال بوضوح، إنه يرى الحلف عبئًا على الموارد الأمريكية، وفي كتابه الصادر عام 2000، بعنوان "أمريكا التي نستحقها"، كتب ترامب إن الانسحاب من أوروبا من شأنه أن يوفر ملايين الدولارات سنويًا، وعندما كان رئيسًا هدد بانسحاب الولايات المتحدة من الحلف.

ويعني انسحاب أمريكا من الحلف تحطيم صورته في العالم، إذ تنفق على الدفاع أكثر من شركائها مجتمعين، وبوجودها فقط يصنّف الحلف بالأقوى في التاريخ، وتشير صحيفة "واشنطن بوست"، إلى أن الانسحاب من الناتو كارثة استراتيجية ليس فقط للحلفاء بل لأمريكا نفسها.

وفي خطوة استباقية ونتيجة لتهديدات ترامب السابقة، تبنى مجلس الشيوخ تشريعًا جديدًا في الشهر الماضي، يقضي بمنع أي رئيس من الانسحاب من الناتو في غياب تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ أو قانون صادر عن الكونجرس.

جملة غامضة

ومع ذلك وبينما يسعى ترامب للعودة للبيت الأبيض، لم يكشف الكثير من نواياه هذه المرة، فيما يحتوي موقع حملته على الإنترنت على جملة واحدة غامضة: "يتعين علينا أن ننهي العملية التي بدأناها في ظل إدارتي لإعادة تقييم هدف الناتو ومهمة الناتو بشكل أساسي"، فيما يرفض هو وفريقه الخوض في التفاصيل.

وأدى هذا الغموض إلى قدر هائل من عدم اليقين والقلق بين الحلفاء الأوروبيين والمؤيدين الأمريكيين للدور التقليدي الذي تلعبه البلاد في السياسة الخارجية.

وفي تقرير سابق لـ "الجارديان" البريطانية، قالت إن التحديات التي ينظر إليها الحلف، أبرزها عودة ترامب للبيت الأبيض، ما يعني احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من الحلف، ما سيجعله أمام أزمة أمنية وعسكرية كبيرة.

وكشفت مجلة "فروين بوليسي"، أن شركاء واشنطن يشعرون بالقلق من إمكانية عودة ترامب، خاصة أنهم غير مستعدين لمواجهة احتمال انسحاب أمريكا من حلف الناتو، وحتى إن لم يفعل ترامب ذلك، فإن التهديد بخروج الولايات المتحدة سيخلق مستوى من عدم الاستقرار والاضطراب، من شأنه أن يقلل بشكل كبير من الدعم الذي يوفره الحلف للأعضاء.

تأسيس الناتو

وتأسس الناتو بعد الحرب العالمية الثانية للحفاظ على السلام في أوروبا والعمل كحصن ضد الاتحاد السوفييتي، وتطور الناتو ليصبح أداة تعمل من خلالها الولايات المتحدة مع حلفائها في القضايا العسكرية حول العالم.

الغرض الأساسي لإنشاء حلف الناتو، يتمثل جوهره في بند الدفاع الجماعي، المعروف باسم المادة الخامسة، والذي ينص على أن الهجوم المسلح على أي عضو "يعتبر هجومًا ضدهم جميعًا"، وهو أمر ذو أهمية بالنسبة للأعضاء الجدد مثل بولندا، ودول البلطيق التي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي وما زالت تخشى روسيا.

أما بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، في حال عودة الرئيس الأمريكي السابق، والتي قد تمثل ضربة قاصمة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وفي رسالة جديدة نشرها ترامب الأربعاء الماضي، حذر من خطورة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ووصف الأمر بـ"الخطير".

وفي تصريح سابق، قال ترامب، إن "الترسانة الأمريكية " فارغة، وكذا خزينة الدولة، وإن الولايات المتحدة تدفع لأوكرانيا أكثر من دول الناتو الأخرى.