الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

47 ألف إصابة في أسبوع.. "الأمراض التنفسية" تجتاح رومانيا وسط "أزمة أطباء"

  • مشاركة :
post-title
مئات الأطفال في رومانيا يعانون أعراض الحمى وصعوبة التنفس والسعال الشديد

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

منذ نهاية عام 2023، أبقت موجة الأنفلونزا والفيروسات العديد من الرومانيين في منازلهم لقضاء العطلات أو في المستشفيات. وفي الأيام الأولى من العام الجديد، ظهر مئات الرومانيين في أقسام وغرف الطوارئ بالمستشفيات، مصابين بمختلف أشكال الأنفلونزا أو الفيروسات، في حين وصل عدد المصابين لـ47 ألف في أسبوع واحد، في الدولة البالغ تعدادها 19 مليون نسمة (في إحصاء 2021).

وتشهد المستشفيات في رومانيا حالات متزايدة من الأطفال الذين يعانون الالتهابات الفيروسية التنفسية المختلفة، واكتظت غرف الطوارئ خلال الأسابيع القليلة الماضية بأطفال يعانون أعراض الحمى وصعوبة التنفس والسعال الشديد، ويتطلب بعضهم دخول المستشفى. بينما يدّعي الأطباء أن هناك عددًا أقل من الأسرة المجانية للأطفال الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى العلاج في المستشفى.

ووفق تقرير بثته "يورونيوز" تستقبل وحدة استقبال الطوارئ بمستشفى "جالاتي"، الواقعة في شرق رومانيا، ما يقرب من 200 طفل يعانون أشكالًا مختلفة من نزلات البرد يوميًا، مشيرًا إلى أن عنابر المستشفى امتلأت بالكامل "ويوجد حاليًا 170 طفلًا، تم تشخيص إصابة معظمهم بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، أو الفيروسات، أو الأنفلونزا، أو الالتهاب الرئوي، أو كوفيد-19".

توصيات الأطباء

في الأسابيع الثلاثة الماضية، تم تشخيص إصابة 500 طفل بالأنفلونزا في مستشفى "سبيتالول جومويو" بالعاصمة. وجاء آخرون مصابين بفيروسات الجهاز التنفسي أو الحصبة. وعلى الرغم من أنه ليس مستشفى طوارئ، إلا أن هناك أيامًا يأتي فيها أكثر من 150 مريضًا إلى غرفة الطوارئ.

ينقل تقرير لقناة stirileprotv الرومانية عن الدكتورة جابرييلا فلاد، أخصائية طب الأطفال، قولها: "نحاول توفير أماكن كل يوم، ولكن من الصعب جدًا العمل مع ممرضة واحدة فقط في كل نوبة عمل، ومن الصعب إجراء ليس فقط العلاجات، ولكن أيضًا إجراء الفحوصات أثناء النوبات"، لافتة إلى أنه لا تعمل سوى 8 ممرضات في قسم الطوارئ.

وقال المدير الطبي للمستشفى: "لقد قمنا بفصل الطوارئ عن الأقسام الأخرى بطريقة تمكننا من التعامل مع هذا التدفق من المرضى. الجميع يعملون ساعات إضافية".

بحسب الأطباء، فإن علامات المرض تظهر على الأطفال بشكل رئيسي في الليل، كما وجهوا نصيحة للآباء بإحضار أطفالهم إلى المستشفى بشكل عاجل إذا لاحظوا ارتفاع في درجة الحرارة، أو صعوبة في التنفس، أو علامات الجفاف.

في الأسابيع الثلاثة الماضية تم تشخيص إصابة 500 طفل بالأنفلونزا في مستشفى "سبيتالول جومويو" بالعاصمة

وللحد من خطر الإصابة بالمرض، أوصى الأطباء بتجنب الأماكن المزدحمة، وممارسة إجراءات النظافة الجيدة، والتطعيم ضد الأنفلونزا، وارتداء الأقنعة الصحية.

وقدمت الدكتورة كارمن دوروب عدة نصائح خلال برنامج News Pass، الذي تقدمه لورا شيرياك، على قناة B1 TV الرومانية، حول ما يجب على الآباء الذين يعاني أطفالهم من أشكال مختلفة من الأنفلونزا أو الفيروسات القيام به خلال هذه الفترة.

وقالت: "الأمر صعب بالتأكيد، لأن العديد من الأطباء ما زالوا في إجازة، ومن ثم فإن الاكتظاظ في غرف الطوارئ أمر مفهوم. ويجب على الأهل بشكل عام الاهتمام بأنه إذا ظهرت على الأطفال أعراض الفيروس. أي الحمى والصداع وقلة الشهية وسيلان الأنف ودمع العين؛ يجب أن يعزلوا ذلك الطفل".

أزمة الأطباء

في الوقت الذي تشهد فيه رومانيا انتشارًا لوباء الحصبة وموجة من الفيروسات التنفسية والإنفلونزا، توقف التوظيف في المستشفيات الحكومية. رغم طلب السلطات المحلية مرارًا توفير ما يقرب من 7000 فرصة عمل.

وفي وقت سابق، صرّح مارسيل سيولاكو رئيس وزراء رومانيا، بأنه في الفترة الحالية، يجب على وزارة الصحة ووزارة التنمية تحديث قوائم المناصب الشاغرة وتقديمها إلى الحكومة بمذكرات جديدة لطرحها، طالبًا من الوزير بولو -وزير المالية- إنجاز الأمر سريعًا.

وبينما تم حظر التوظيف في رومانيا الصيف الماضي "هناك أكثر من 4 آلاف طبيب شاب ممن خضعوا لامتحان التخصص في الخريف الماضي معرضون لخطر البطالة"، كما يقول تقرير القناة الرومانية.

ورغم أن المستشفيات قدمت عدة طلبات في الأشهر الماضية، لكن وزير المالية لم يوافق عليها كلها. ولم تحصل آلاف الوظائف التي طلبتها المستشفيات التابعة للسلطات المحلية على الموافقة.

وأشار تقرير Stirilepro TV إلى أنه الخميس الماضي، أثيرت في جلسة الحكومة مسألة الاحتياج إلى الأطباء المقيمين. لكن "من يجب أن يعطي الضوء الأخضر هو وزير المالية، وهو في إجازة"، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أن غرفة العناية الفائقة في مستشفى جومويو في العاصمة بوخارست "مُعّرضة لخطر الإغلاق بسبب نقص الموظفين". رغم طلب إدارة المستشفى عدة مرات السماح باستقدام أطباء وممرضين. كما تم رفض المذكرات الثلاث المرسلة إلى وزارة المالية التي كانت تهدف إلى فتح أكثر من 6 آلاف وظيفة. خاصة في ذلك الوقت الذي تمتلئ فيه غرف الطوارئ.

يقول التقرير: "نحن نمر بوباء الحصبة، لكننا أيضًا في موسم الأنفلونزا الكامل. ويظهر أحدث تقرير من السلطات أنه في أسبوع واحد كان هناك ما يقرب من 44 ألف إصابة بالجهاز التنفسي و3300 حالة أنفلونزا. ولسوء الحظ، حدثت حالة وفاة أخرى بسبب الأنفلونزا، وبذلك وصلنا إلى 6 حالات".

يضيف: المستشفيات في كل مكان ممتلئة. ويرى أطباء الأطفال أن عدد المرضى سيزداد، وخاصة أن الأطفال سيعودون الأسبوع المقبل إلى المدارس ورياض الأطفال.