مساء الثلاثاء الماضي، اغتالت دولة الاحتلال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت، ما أشعل جبهة الشمال، وكأول تبعات هذه العملية، أطلق حزب الله وابلًا من الصواريخ على قاعدة ميرون للمراقبة الجوية، الأمر الذي أدى إلى تراجع الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار.
وأعلن حزب الله، استهدافه قاعدة ميرون الإسرائيلية، بـ62 صاروخًا كـ"رد أولي"، على اغتيال العاروري، فيما قال جيش الاحتلال إن 40 صاروخًا أُطلقت من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، وأنه استهدف القائمين بالعملية.
حزب الله قال في بيانه، الذي أوردته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، إن قاعدة ميرون تقع على قمة جبل الجرمق، وهي أعلى قمة جبل في فلسطين المحتلة، وتعد مركزًا للإدارة والمراقبة والتحكم الجوي الوحيد ولا بديل رئيسيًا عنها، وهي واحدة من قاعدتين أساسيتين في كامل الكيان المحتل إلى جانب متسبيه رامون جنوبًا.
وشهد جنوب لبنان تصعيدًا ملحوظًا أمس الجمعة، مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات والقصف المتبادل، كما أن المدفعية الإسرائيلية قصفت صباح اليوم أطراف بلدان حانين ورميش ويارون وعيترون ومحيبيب وحولا.
وفي خطاب سابق، حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الاحتلال من تنفيذ أي اغتيالات داخل لبنان وتعهد بالرد عليها، وبعد عملية اغتيال القيادي في حركة حماس، أكد أنها لن تمر دون عقاب، ودون رد.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، يتبادل حزب الله، إطلاق النار مع إسرائيل عبر حدود لبنان، إلا أن اغتيال العاروري تسبب في المزيد من التوتر في المنطقة.
تراجع الشيكل
ووصلت تبعات اغتيال العاروري، إلى "الشيكل"، إذ كشف موقع "جلوبس" العبري، أن الشيكل ضعف في الأسبوع الأول من العام الحالي، بسبب الأوضاع المحلية إضافة إلى التصعيد على الحدود الشمالية، ما أدى إلى إضعاف عملة الاحتلال.
وضعف الشيكل في الأسبوع الأول من 2024، وقال رافي جوزلان، إن الأحداث التي أثرت على السوق بينها أن الحدود الشمالية أصبحت متوترة للغاية، بعد اغتيال نائب زعيم حماس صالح العاروري، إذ أدى التصعيد على الجبهة الشمالية إلى رد فعل في جميع الأسواق، وضعف الشيكل وهوت سوق الأوراق المالية الإسرائيلية.
وبحسب جوزلان، ستظل الأمور الأمنية مصدر قلق للأسواق في الكيان المحتل، إذ إن قطاع الدفاع هو أحد العناصر الرئيسية التي تؤثر على السوق الإسرائيلية، مؤكدًا أن نقاش "اليوم التالي للحرب"، لا يتعلق فقط بالبيئة الجيوسياسية فحسب، بل أيضًا بالجانب السياسي، إذ تضيف الحرب حالة "انعدام اليقين" التي تؤثر على الأسواق والشيكل في المستقبل.
زيارة بلينكن
وبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، زيارة للشرق الأوسط، بزيارة إلى تركيا اليوم السبت، في ظل مخاوف اتساع الحرب الإسرائيلية واحتمال تحولها إلى صراع أوسع، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وتأتي زيارة بلينكن الرابعة، وسط تطورات مثيرة للقلق، شمال إسرائيل وفي البحر الأحمر، ما وضع ضغوطًا شديدة على جهود أمريكا لمنع اندلاع صراع إقليمي في ظل تزايد الانتقادات الدولية للحرب الإسرائيلية على غزة.
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي إلى 22600 شهيد و57910 مصابين، بينهم أكثر من 9730 طفلًا و6830 إمرأة، بالإضافة إلى 7000 مفقود، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة بغزة، أمس الجمعة.