الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد اغتيال العاروري.. هل يحدث ما تحاول واشنطن منعه؟

  • مشاركة :
post-title
الموقع الذي شهد اغتيال العاروري جنوب بيروت

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، في ضربة إسرائيلية استهدفت مقر مكتبه بالضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، عزز المخاوف من اتساع نطاق الحرب على غزة، في وقت يُكثف جيش الاحتلال هجماته على جنوب لبنان وسوريا، مُتحديًا الجهود الأمريكية للحيلولة دون حدوث هذا السيناريو.

ولم يعلن جيش الاحتلال مسؤوليته عن الضربة التي نفذت بطائرة مسيّرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، غير أن شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أكدت أن إسرائيل نفذت الهجوم، الذى أدى إلى استشهاد العاروري في بيروت، حسبما قال مسؤول أمريكي.

واشنطن تؤكد وقوف إسرائيل وراء اغتيال العاروري

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مسؤول دفاعي أمريكي، أمس الثلاثاء، إن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال العاروري. وقال المسؤول إنه لم يتم إبلاغ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعملية مُسبقًا.

وقالت "سي. إن. إن" إن العاروري أكبر مسؤول في حماس تغتاله قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء الحرب على غزة، 7 أكتوبر الماضي.

وأضافت الشبكة، أنه رغم عدم إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال العاروري، فإنه يثير احتمالات توسيع نطاق الحرب على غزة، كون العملية تم تنفيذها في ضاحية بيروت الجنوبية.

واعتبر حزب الله اللبناني "اغتيال العاروري اعتداءً خطيرًا على لبنان، ولن يمر أبدًا دون رد وعقاب".

الرد المحتمل من حزب الله

ويرى محللون أن اغتيال العاروري سيفرض على حزب الله ردًا، لكنه سيكون محدودًا جدًا، لأن الجماعة اللبنانية مُقتنعة بأن الاحتلال يريد جرها إلى الحرب، خاصة مع التطورات الجديدة التي صاحبت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي تمثلت في انسحاب بعض الألوية والتحضير للمرحلة الثالثة.

ويبدو أن إسرائيل تخطط للجبهة الشمالية، إذ أعلن مسؤول إسرائيلي أن بعض القوات المنسحبة ستستعد لجبهة ثانية محتملة في لبنان، بينما تستمر المواجهات شبه اليومية في الجنوب.

وأضاف المسؤول أن بعض القوات التي انسحبت من غزة في الجنوب ستكون مستعدة للخدمة على الحدود الشمالية مع لبنان، إذ يتبادل حزب الله اللبناني إطلاق النار مع إسرائيل، منذ 3 أشهر، وفقًا لوكالة "رويترز".

التصعيد في جنوب لبنان

ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، 7 أكتوبر الماضي، تشهد المنطقة الحدودية مع جنوب لبنان، تصعيدًا عسكريًا متزايدًا بين إسرائيل وحزب الله.

ويتبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار بشكل منتظم مع حزب الله، لكن الجهود الأمريكية حالت، حتى الآن، دون نشوب حرب إقليمية أوسع، وفقًا لصحيفة "وول ستريت" الأمريكية.

وتشير الصحيفة إلى أن أي تصعيد بين إسرائيل وحزب الله، سيأتي بمخاطر على الجانبين، موضحة أن حزب الله اللبناني يضم عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين علاوة على ترسانة صواريخ، ليكون بذلك خصمًا أكثر قوة من حماس ذات التسليح الخفيف نسبيًا.

وذكرت الصحيفة، أنه خلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، قصفت إسرائيل لبنان بشدة، بما في ذلك مطار بيروت وغيره من البنيات التحتية المدنية، في حين أمطر حزب الله إسرائيل بالصواريخ.

الضغوط الأمريكية لمنع الحرب

وتضغط الإدارة الأمريكية على كل من إسرائيل ولبنان لاحتواء القتال؛ لمنع نشوب حرب إقليمية أوسع يمكن أن تشمل حزب الله.

وكشفت "وول ستريت جورنال"، قبل أكثر من أسبوع، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، حث نتنياهو، أكتوبر الماضي، على وقف ضربة استباقية، كان يخطط لها ضد حزب الله في لبنان، بعد أيام من 7 أكتوبر، وحذره من أن مثل هذا الهجوم قد يُشعل حربًا إقليمية أوسع.

وذكرت الصحيفة، أنه منذ السابع من أكتوبر، ظل التركيز الرئيسي لإدارة بايدن على محاولة منع أي تصعيد على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.

وكشفت أن عاموس هوشستاين، مسؤول البيت الأبيض، الذي يقود الجهود لتهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تنقل مرارًا بين واشنطن وبيروت وإسرائيل في محاولة لمنع توسع الصراع.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس والجماعات الأخرى في المنطقة "تزيد" أيضًا من المخاطر التي تواجهها القوات العسكرية الأمريكية المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة.

وجاء اغتيال العاروري، أمس الثلاثاء، في نفس اليوم الذي حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إسرائيل على تجنب التصعيد "خاصة في لبنان"، بحسب بيان للرئاسة الفرنسية.

إسرائيل نفذت 2700 عملية اغتيال

وسبق أن أشارت "وول ستريت" إلى أن إسرائيل تستعد لحملة اغتيالات ضد قادة "حماس" في جميع أنحاء العالم، قد تستمر لسنوات عدة، عقب انتهاء الحرب على غزة.

وتتمتع إسرائيل بخبرة واسعة في تنفيذ الاغتيالات بجميع أنحاء العالم، إذ نفذت أكثر من 2700 عملية من هذا النوع من الحرب العالمية الثانية، حسب ما ذكر تقرير "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن كتاب "انهض واقتل أولًا" للصحفي رونين بيرجمان.