تحذير خطير أطلقه حزب الخضر الألماني، على لسان السياسي المخضرم سيباستيان شيفر، الذي كشف فيه عن مشكلة كبيرة تواجه القوات الأوكرانية على الأرض، تتمثل في نقص قطع غيار الأسلحة الثقيلة التي توردها الدول الغربية إلى أوكرانيا، خاصة دبابات ليوبارد 1 و2 والمركبات القتالية، التي سلمتها الدول الأوروبية لكييف.
200 مليار دولار دعم
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، دعمت الولايات المتحدة الأمريكية بجانب 53 دولة أخرى، الجيش الأوكراني، بما يقرب من 200 مليار دولار، بجانب 1600 قطعة من الأسلحة الصاروخية والمدفعية، وأكثر من 200 نظام مضاد للطائرات، ونحو 5220 مركبة مدرعة، بخلاف 23 ألف طائرة دون طيار، وفق بيان الجيش الروسي.
وحصلت أوكرانيا على 500 مركبة فضائية، تابعة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، منها 70 قمرًا صناعيًا للاستطلاع والباقي عبارة عن مركبات مزدوجة، وما يصل 20 ألف محطة فضائية تابعة لنظام ستار لينك للأقمار الصناعية، وما مجموعه 13 ألفًا و500 مقاتل أجنبي معظمهم من أوروبا.
كابوس لوجيستي
ونقل موقع سبوتنيك بالإنجليزية، عن محللين في العلاقات الدولية، إن حالة الأسلحة الأوكرانية في الحرب الدائرة الآن على الأرض، تمثل كابوسًا لوجيستيًا، مشددين على أن الكثير من المعدات العسكرية التي حصلت عليها قوات كييف لم تكن تعمل في المقام الأول.
وكشف التقييم العسكري الألماني الداخلي الأخير، عن مشكلات خاصة في ترسانتها العسكرية، إذ حدد التقييم وجود أجزاء كبيرة من المعدات الثقيلة في حالة سيئة جدًا، وهو ما فسر معه المحللون لسبوتنيك الإنجليزية، تدمير جميع مركبات المشاة القتالية الألمانية البالغ عددها 18 قطعة.
كما تعطلت 102 مركبة قتال مدرعة ألمانية من أصل 142 قطعة تم إرسالها للمشاركة في الحرب الروسية الأوكرانية، وطبقًا للمحللين فإن 41 قطعة من أصل 61 مدفع هاوتزر ذاتي الدفع، كان جاهزًا للعمل والباقي في حالة سيئة، وذلك الأمر دفع النظام الأوكراني إلى تفكيك دبابات الفهود التي لا تزال لديها بعض قطع الغيار الخاصة بها.
جيش بالوكالة
ومن المعروف أن الجيوش خلال الصراعات تحاول استعادة المعدات المدمرة والمتضررة من ساحة المعركة بهدف إصلاحها، إلا أنه في الوضع الأوكراني - كما يشير المحللون - فإن نقص قطع الغيار والمرافق الخاصة بالإصلاح جعل المهمة صعبة، وهو ما حدث مع دبابات ليوبارد الألمانية، التي تم استهدافها من قبل الدفاعات الروسية، وأصبحت منتشرة في حالة دمار على طول ساحة المعركة.
يأتي السبب وراء ذلك، محاولة الغرب إنشاء جيش بالوكالة يعتمد كليًا، وفقًا للمحليين، على خليط من المعدات المختلفة والعتيقة في كثير من الأحيان ووضعها في مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي، الذي يقوم بإنتاج وتصنيع أسلحته ومعداته وقطع غيارها بنفسه، ما جعل الخسائر في صفوف الجيش الأوكراني فادحة.