من المنتظر وفقًا للبيانات الرسمية، أن تحافظ جمهورية الصين الشعبية على تفوقها في مجال إنتاج وبناء السفن البحرية، واستمرار توسعها الاستراتيجي للقوة البحرية الخاصة بها، خلال عام 2024، إذ احتلت الصين في عام 2023 ما يمثل أكثر من نصف الإجمالي العالمي في تلك الصناعة الحيوية.
أداء قوي
وكشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية في تقريرها عن الوضع أن إنتاج الصين من صناعة بناء السفن، ارتفع خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2023، بنسبة 12.3 %، كما أن الأرقام تشير إلى استمرار الأداء القوي للقطاعات البحرية المختلفة في الصين، خلال عام 2024، التي تتجه بقوة نحو زيادة إنتاج بناء السفن، بعد استحواذ الشركات الصينية على الطلبات 53.4% من حصة السوق العالمية، بزيادة قدرها 29% على أساس سنوي.
ولا يقتصر امتلاك جمهورية الصين أكبر حصص الإنتاج في العالم من السفن فحسب، بل من المتوقع زيادة صادراتها من تلك الصناعة أيضًا خلال العام الحالي، وفقًا لمراقبي السوق، مشيرين إلى أنه على سبيل المثال تحتفظ شركتان كبيرتان لبناء السفن بطلبيات حتى عام 2027، وتعملان الآن بكامل طاقتهما.
وتفوقت الصين أيضًا على اليونان، التي كانت أكبر مالك للسفن التجارية للعالم - وفقًا لنيوزويك - بإجمالي حمولة 249 مليون طن، بجانب حصة سوقية تبلغ 15%، طبقًا لبيانات شركة كلاركوسنز العملاقة للشحن، إلا أنه في الوقت ذاته ما زالت السفن اليونانية تحمل بضائع أكثر من نظيراتها التي ترفع العلم الصيني.
قوة بحرية هائلة
بالإضافة إلى بناء السفن التجارية، توسعت طموحات الجمهورية الشعبية، من أجل تعزيز ترسانتها البحرية التابعة لجيش التحرير، وأكدت المجلة أن اشتراك بعض أكبر السفن الحكومية الصينية في اشتباكات مع الفلبين ببحر الصين الجنوبي، ومع اليابان في بحر الصين الشرقي، يؤكد استراتيجية بكين لاستخدام قوتها البحرية المتنامية لإجبار جيرانها.
وفي صراعها على النفوذ البحري مع أمريكا، من المتوقع أن ينمو الأسطول البحري الصيني من 395 قطعة بحرية في عام 2025، إلى 435 سفينة قتالية بحلول نهاية العقد، وفي الوقت ذاته سينخفض أسطول البحرية الأمريكية إلى 285 سفينة بحلول عام 2025، ليصل 290 فقط بحلول 2023.
ولكن - كما تقول نيوزويك - فإن الأسطول الأمريكي يظل الأكبر من حيث الحمولة الإجمالية، الذي يضم 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية مقابل 3 سفن حربية صينية فقط تعمل بالطاقة التقليدية، لكن استمرار التفوق الصيني الحالي، ينذر أيضًا بتفوقها على نظيرتها الأمريكية في المستقبل.
مخاوف الغرب
ونقلت المجلة مخاوف عدد من المحللين، الذين أكدوا أنه بحلول العقد المقبل قد تضاهي حاملات الطائرات التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني أو تتفوق على نظيراتها في البحرية الأمريكية من حيث الحجم والمستوى الفني، معتبرين أن استمرار الصين في بناء أسطولها يعد أكبر حشد عسكري في تاريخ وقت السلم.
وأكد المحللون أن أصحاب المصالح الإقليمية المجاورة للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لن يقفوا متفرجين أمام نمو الأسطول الصيني المتزايد، مشددين على أنه مع كل اختراق صيني للتكنولوجيا المتطورة، نفقد القدرة على مواجهتها أكثر في المستقبل، ومن المتوقع في مقابل ذلك، قيام الحكومات في الغرب بمواصلة تشديد الخناق على محاولات بكين للهيمنة على صناعة السفن الحديثة.