الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ياسين التهامي.. مبتهل مصري طاف الأرض بالذكر

  • مشاركة :
post-title
ياسين التهامي

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

تغمض عينيك وتقف هائمًا تترنح يمينًا ويسارًا، تشعر بأنك حلقت في السماء لا تسمع شيئًا من حولك سوى المديح.. "ولي في الهوى آلمان، آلم أبثه وآخر في طي الضلوع مستور"، تلمس الكلمات قلبك فتذوب عشقًا، ويرتفع صوتك ويتعالى وأنت في شجن تردد الكلمات "قصرت عليك العمر وهو قصير، وغلبت فيك الشوق وهو قدير، وأنشأت في صدري لحسنك دولة، لها الحب جندٌ والولاء سفير"، ويستمر المنشد في تنويع قصائده ما بين ابن الفارض والحلاج، يعلو صوته وتكاد أنت من فرط الجمال تذوب، وتستمر الرحلة مع شيخ المنشدين ياسين التهامي، الذي يقف هائمًا ممسكًا بسبحته ويذهب بالمحبين في رحلة تكاد فيها أن تلمس السماء بروحك.

نسبح مع الشيخ ياسين التهامي، ابن محافظة أسيوط "جنوب مصر"، احتفالًا بذكرى ميلاده التي تتوافق اليوم 6 ديسمبر، لنغوص في أسرار وراء هذا المنشد الذي حوّل الأرض لحلقة ذكر بابتهالاته.

مقامات بالفطرة

لم يدرس ياسين التهامي الموسيقى، وعلى الرغم من ذلك تقدم وهو يقف هائمًا ليُنشد مقامات منضبطة، ويحكي عن هذا ويقول في أحد لقاءاته المتلفزة: "الموهبة من عند الله فمنذ أن كنت طفلًا وأنا أحب الموسيقى وأتذوقها ومستمع جيد جدًا، وكان لدي هواية العزف، وحاولت أن أُعلم نفسي وتعلمت، ومع الممارسة والمستوى العلمي البسيط تمكنت".

قصائد صعبة

ينتمي ياسين التهامي لعائلة تحب الإنشاد، والعلم أيضًا فأغلب عائلته تدرس في الأزهر، وهو أيضًا التحق به، لكن حينما يسأله أحد عن السبب وراء عدم استكمال تعليمه في الأزهر، يقول إنه بسبب ظروف خاصة، لكن هذا لم يؤثر على الشيخ ياسين التهامي في شيء، الذي ثقف نفسه بنفسه، وغنى قصائد صعبة في كلماتها، واستطاع من خلالها الوصول بإحساسة إلى كل من يسمعه.

عشق لأم كلثوم

يعشق الشيخ ياسين التهامي صوت كوكب الشرق أم كلثوم وتربى على أغانيها، لكنه على الرغم من هذا يرفض الغناء لها ويكشف عن أسبابه في أحد لقاءاته المتلفزة، قائلًا: "أستمع إليها وأحبها لكن الغناء لها منطقة لا يجب الاقتراب منها لأنه لا مثيل لها، وإذا ما قدمت يومًا أغنية دينية غنتها أم كلثوم تكون بطريقتي الخاصة بعيدًا عنها، كما أن لدي مكتبة موسيقية لها منذ عام 1918".

الموالد

أنشد الشيخ ياسين التهامي، قصائده في دول أوروبا وجاب بها الأرض، وحينما سمعه الأجانب تعجبوا من الإحساس الروحي الذي يصل إليهم رغم عدم فهم بعضهم للكلمات، وعملوا دراسة عن تلك الحالة، وعن ذلك يؤكد "ياسين" أن ما يحدث سببه التواصل بالإحساس، فالحالة التي أعيش فيها تصل لكل مستمع.

رغم وقوف "ياسين" على كل تلك المسارح إلا أنه يحب الإنشاد في موالد مثل "الإمام الحسين، والسيدة زينب، والسيد البدوي"، قائلًا: "أنشد فيها بشيء من الهيام والشجن ولها روحانية خاصة، حيث يكون هناك انسجام بين القائل والمتلقي، وأجده بين مريدي الموالد"، ويرفض الشيخ ياسين التهامي أن يطلق على محبيه جمهور فهو يسميهم المريدين.

اهتمام بالإنشاد

يحزن الشيخ ياسين التهامي لأنه يرى أن الإنشاد الديني لا يأخذ حقه حاليًا، حيث يقول: "أتمنى أن يكون لدينا منشدون، وأن نعود لسابق عهدنا، فكان لدينا الكثير من المنشدين الكبار، وأتمنى أن يهتم الإعلام بحفلات المنشدين، وينقل الحفلات الخاصة، وألا يعتمد على الحفلات الكبيرة فقط".

غناء التترات

الحالة الكبيرة التي يقدمها الشيخ ياسين التهامي، جعلته كبير المنشدين، وجعلت كل من يقدم عملًا قريبًا من الابتهالات والحالة الصوفية يبحث عن صوته، ورغم ذلك كان لا يضع صوته على أي تتر حتى عام 2015، حيث ظهر لمحبيه على التليفزيون من خلال تتر المسلسل المصري "مولانا العاشق" ليغني: "دنيا تسالي اتركيني سأقوى على هذا العباد.. دار كرب وابتلاء أم دي دنيا الاسم الصواب ملعونة كل ما فيكي سراب".