"لن نعود أبدًا، ومصير الوطن الأم يوحدنا جميعًا".. بهذه الكلمات حسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستقبل الصراع "الروسي الأوكراني" خلال عام 2024، وذلك ضمن خطابه السنوي الخاص باحتفالات العام الجديد الذي خاطب فيه الشعب الروسي عن مستقبل البلاد، واستراتيجية الكرملين خلال السنة المقبلة.
استمرار القتال
جاء خطاب الرئيس الروسي، في الوقت الذي تعرضت فيه مدينة خاركيف، شمال شرق أوكرانيا، لهجمات بطائرات بدون طيار، وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها استهدفت "مراكز صنع القرار والمنشآت العسكرية" ردًا على الهجوم غير المسبوق على مدينة بيلجورود الروسية، الذي بسببه اتهمت روسيا أوكرانيا خلال اجتماع طارئ بمجلس الأمن بممارسة الإرهاب واستخدام الذخائر العنقودية في الهجوم، طبقًا لما نشرته sputnik globe الإنجليزية.
كما أعلنت أوكرانيا من خلال خدمة الطوارئ الحكومية أنها عثرت على 23 جثة تحت الأنقاض الناجمة عن هجوم الجمعة الماضي، وأضافت أنه تم إنقاذ ثمانية أشخاص آخرين، ذلك بجانب وفاة 39 شخصًا لقوا حتفهم في جميع أنحاء أوكرانيا نتيجة الضربات المستمرة في مختلف أماكن القتال بين الجيشين.
الشعب الروسي
وشدد الرئيس الروسي في خطابه على أهمية الاتحاد الشعبي والحكومي، في العمل والأفكار والقتال، التي وفقًا له أظهرت أهم سمات الشعب الروسي وهي التضامن والرحمة والثبات، لافتًا أن روسيا خلال عام 2023 دافعت بكل قوة عن مصالحها وأمنها، وطالب الجميع بالمضي قدمًا في 2024 وصنع المستقبل.
كان خطاب الرئيس الروسي - كما أشارت لوموند الفرنسية- رسالة غير مباشرة للشعب الروسي، من خلال إلقائه للخطاب ومن خلفه، الخلفية التقليدية للكرملين، التي تشير إلى الوحدة، بخلاف العام الماضي الذي ظهر محاطًا بجنود يرتدون الزي العسكري، معلنًا بأن 2024 سيكون عام "العائلة".
دعم الجنود
وأكد بوتين أن روسيا التي تمر "بمرحلة تاريخية" ستكون "أقوى" العام المقبل، وشدد على أن الشيء الرئيسي الذي يوحد الروس هو مصير الوطن والفهم العميق للأهمية القصوى للمرحلة التاريخية، التي تمر بها روسيا، والأهداف واسعة النطاق التي يواجهها المجتمع، والمسؤولية الهائلة للوطن الأم التي يشعر بها كل روسي.
أما العسكريون المشاركون في العملية العسكرية، فقد وجّه الرئيس الروسي رسالة خاصة لهم، تشجعهم على مواصلة القتال، والفخر الذي من المفترض أن يشعروا به لدفاعهم عن الأمة، حيث قال: "قلوبنا معكم.. نحن فخورون بكم، و معجبون بشجاعتكم، لا شك في أنكم الآن تشعرون بالدعم القوي والصادق من ملايين المواطنين الروس".
رسالة لأوكرانيا
ورغم عدم ذكره للحرب في أوكرانيا مباشرة، إلا أنه وفقًا لـsputnik globe، فلقد كانت رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أوكرانيا وزعمائها وحتى شعبها، كانت في أن روسيا لن تتراجع أو تستسلم أبدًا، ولا توجد قوة يمكنها أن تفرقها أو توقف تطورها.. "لقد أثبتنا أننا قادرون على حل أصعب المهام"، وهو ما يعني استمرار الحرب خلال 2024.
جرائم حرب
رسالة أخرى وجهتها روسيا إلى أوكرانيا، باستمرار الحرب بل وراح لأبعد من ذلك وهي محاسبة كل المتورطين في جرائم الحرب، وكانت الرسالة على لسان وزير الخارجية الروسي، خلال تصريحاته لـsputnik، التي حذّر فيها المسؤولين الأوكرانيين المتهمين بارتكاب جرائم حرب، بأنهم سيحاكمون ويعاقبون وفقًا للقانون.
وحول مصير النظام الأوكراني، إذا ما حسمت روسيا الصراع وحققت أهدافها العسكرية كاملة، فلفت إلى أن التحقيق بالفعل في جرائم الحكومة في كييف جارٍ بالفعل، حيث تقوم هيئات إنفاذ القانون بتسجيل وتوثيق الوقائع التي ترتكبها القوات الأوكرانية، وسيتم تقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة.
وكشف وزير الخارجية الروسي، عن تحقيق لجنة التحقيق الروسية في أكثر من 4000 قضية جنائية مرفوعة ضد ما يقرب من 900 شخص، بما في ذلك قادة ما وصفهم بـ"النازيين الجدد"، بجانب أفراد أجهزة الأمن الأوكرانية، بخلاف المرتزقة، بالإضافة إلى "ممثلي القيادة العسكرية والسياسية في أوكرانيا"، وبعضهم متهم غيابيًا وتم وضعه على قائمة المطلوبين الدولية.