بين تهديدات من أن "مصير زعيم كوريا الشمالية سيكون الهلاك" وتصعيد باستخدام الأسلحة النووية، جاءت نهاية عام 2023 بين الكوريتين (الشمالية والجنوبية) بتصعيد خطير يعتقد البعض أنه قد يصل إلى حد الحرب، بعد ما تصاعدت التوترات بين سول وبيونج يانج لتصل إلى درجة غير مسبوقة بين البلدين منذ انتهاء الحرب بينهما في الفترة من 1950 إلى 1953.
لا للتوحيد
وبالحديث عن تصاعد التوترات بين الكوريتين، أعلن زعيم كوريا الشمالية "كيم جونج أون" وبشكل واضح أنه لم يعد يسعى للوحدة مع سول. وأفادت وسائل الإعلام الرسمية بأن "كيم" قال، إن بيونج يانج لم تعد تهدف إلى الوحدة، التي كانت تتشاركها الكوريتان منذ فترة طويلة (ما قبل الحرب بينهما)، حيث يظل البلدان في حالة حرب وفقًا للقانون الدولي منذ انتهاء النزاع بينهما في الفترة من 1950 إلى 1953. حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن "كيم" قوله: "يجب ألا نقع مرة أخرى في الخطأ بالنظر إليهم على أنهم شريك للمصالحة والوحدة، حيث أعلنت كوريا الجنوبية أننا عدوها الرئيسي".
وقال الزعيم الكوري الشمالي: "العلاقات بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية لم تعد تلك بين أفراد من نفس الأمة"، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الكوريتين تطورت إلى علاقة بين دولتين في حالة حرب.
وتعهد كيم جونج أون في وقت سابق باستخدام الأسلحة النووية ضد جارته الجنوبية في حالة الاستمرار في تهديد بيونج يانج بالتعاون مع واشنطن. في حين حذّرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، زعيم جارتها الشمالية، كيم جونج أون، من اتخاذ قرار باستخدام أسلحة نووية ضد سول. وأكدت الوزارة، في بيان لها، أن أي عمل من هذا القبيل يعني أن "مصير زعيم كوريا الشمالية سيكون الهلاك"، حسب ما ذكرت "رويترز".
تعزيز القدرة النووية
وفي ظل سياسة "كيم" المستمرة في تطوير الترسانة العسكرية وخاصة الأسلحة النووية، كشف وزير الدفاع الكوري الجنوبي قبيل نهاية 2023، إن مفاعل الماء الخفيف في المجمع النووي الكوري الشمالي من المرجح أن يبدأ تشغيله رسميًا بحلول الصيف المقبل، مضيفًا أن المفاعل الآن في المرحلة التجريبية. حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب".
وقبيل أيام قليلة، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن كوريا الشمالية بدأت في تشغيل مفاعلها النووي الذي يعمل بالماء الخفيف في مجمع "يونجبيون" النووي.
وتنتج كوريا الشمالية منذ فترة طويلة "البلوتونيوم" الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة من مفاعلها المعروف على نطاق واسع الذي تبلغ طاقته 5 ميجاوات في "يونجبيون". ويقول المراقبون إن سعة المفاعل الأكبر قد تسمح له بإنتاج المزيد من "البلوتونيوم". وتمتلك "يونجبيون" أيضًا منشأة لتخصيب اليورانيوم.
وقالت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في فيينا أمس السبت: "إن تشغيل كوريا الشمالية محطة جديدة للطاقة النووية تعمل بالماء الخفيف يثير مخاوف جدية"، مؤكدة أن البرامج النووية والصاروخية غير القانونية لبيونج يانج لا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين.
تحركات عسكرية
وذكرت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية أن الزعيم كيم جونج أون، أمر الجيش وصناعة الذخيرة وقطاع الأسلحة النووية بتسريع الاستعدادات للحرب، لصد ما وصفها بـ"تحركات مواجهة" غير مسبوقة من جانب الولايات المتحدة، وفقًا لما نقلته "رويترز".
وقالت كوريا الشمالية، إنها تعتزم إطلاق 3 أقمار صناعية إضافية للاستطلاع العسكري في عام 2024، مشيرة إلى أن ذلك يُعد أحد أهداف سياستها للعام المقبل، من أجل تعزيز قدرات الجيش ومراقبة قوات العدو، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
وجاء في تقرير الوكالة أنه بناء على تجربة إطلاق وتشغيل أول قمر صناعي للاستطلاع بنجاح في عام 2023، جرى إعلان مهمة إطلاق 3 أقمار استطلاع إضافية في 2024، لتعزيز تطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء بقوة.