تفقد إسرائيل يومًا بعد يوم تأييد حلفائها المُطلق لحربها على غزة، التي تتجه نحو شهرها الثالث، وكانت فرنسا آخر تلك الأصوات الناقدة لحكومة جيش الاحتلال.
وانتقدت الحكومة الفرنسية استراتيجية إسرائيل في حرب غزة، التي تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة، بعد نزوح 1.9 مليون شخص من الشمال إلى الجنوب، في ظل المجازر التي تُرتكب في حق المدنيين.
فرنسا تنتقد توسيع إسرائيل لهاجمتها
قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن باريس تشعر بقلق بالغ إزاء إعلان إسرائيل أنها ستكثف وتوسع انتشارها العسكري.
وجددت الخارجية الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وأعربت عن أسفها لسقوط العديد من الضحايا المدنيين في القصف الممنهج لقطاع غزة في الأيام الأخيرة، ويجب على إسرائيل أن تتخذ إجراءات ملموسة لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية.
فرنسا تطالب بوقف فوري
وقبل نحو أسبوع، دعا الرئيس الفرنسي ماكرون، إسرائيل إلى وقف قصف قطاع غزة وعدم قتل المزيد من المدنيين.
وقال "ماكرون" في وقت سابق: "المدنيون والرضع والنساء والمسنون يتعرضون للقصف والقتل، ولا يوجد مبرر لمهاجمة المدنيين، وندعو إسرائيل إلى وقف إطلاق النار".
عناد إسرائيلي
أظهر بنيامين نتنياهو، تمسكه باستمرار القتال العنيف في غزة، حتى تحقيق أهداف الحرب، قائلًا: "سنعمل على تعميق القتال في الأيام المقبلة".
وأبدى نتنياهو رفضه للانتقادات الدولية قائلًا: "إسرائيل تواصل التصرف بما يتفق تمامًا مع القانون الدولي، وتبذل إسرائيل قصارى جهدها لإبقاء عدد الضحايا المدنيين عند أدنى مستوى ممكن".
قطاع غزة.. بيئة معقدة
وبحسب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن الحرب ستستمر لعدة أشهر أخرى، على الرغم من اعترافه بأن القتال في قطاع غزة المكتظ بالسكان ضد الفصائل الفلسطينية هو بيئة "معقدة".
وأضاف: "لذا فإن الحرب ستستمر لعدة أشهر وسنتعامل معها بطرق مختلفة لضمان الحفاظ على النجاح بمرور الوقت، ولا توجد حلول سحرية أو طرق مختصرة لتفكيك حماس، فقط سنواصل قتال متواصل وحازم، سواء استغرق الأمر أسبوعًا أو شهورًا".
هجوم الشمال والجنوب
مع بدء الهجوم البري على قطاع غزة قبل شهرين، كانت هناك هجمات عنيفة، خاصة في القسم الشمالي، ودعا جيش الاحتلال السكان المدنيين إلى الفرار للجنوب، ووسع الجيش الآن هجماته لتشمل القطاع الأوسط والجنوب، ووفقًا للأمم المتحدة فإن نحو 80% من سكان القطاع الساحلي البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في حالة نزوح.
الاستعداد لحرب الاستنزاف
بعد شهرين من بدء الهجوم البري على قطاع غزة، يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتغيير استراتيجيته، إذ ستكون الخطوة التالية تكمن في انسحاب القوات بشكل أساسي إلى منطقة عازلة يبلغ عرضها كيلومتر تقريبًا في قطاع غزة بالقرب من السياج الحدودي مع إسرائيل، بحسب القناة 12 العبرية.
ولم يتم تحديد جدول زمني لها للمرحلة الجديدة، ومن المقرر نشر انتقائي للقوات البرية والبحرية وكذلك القوات الجوية ضد الفصائل الفلسطينية، وإعادة معظم جنود الاحتياط مرة أخرى إلى الحياة اليومية خلال هذه المرحلة، والاعتماد فقط على القوات النظامية.
وتفترض إسرائيل الآن أن الانتصار على الفصائل الفلسطينية لن يكون ممكنًا إلا كجزء من حرب الاستنزاف قد يستغرق هذا عدة أشهر أو حتى سنوات.