أصابت الحرب على غزة، منذ أن دارت رحاها في السابع من أكتوبر الماضي، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، سهامها في الهجرة إلى إسرائيل، بعد أن أظهرت الإحصائيات انخفاض القادمين لدولة الاحتلال بشكل ملحوظ مقارنة بالأوقات السابقة، إلى جانب هروب جماعي خارج إسرائيل، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
أكثر من 2500 يهودي
وهاجر 2662 يهوديًا إلى إسرائيل، منذ عملية "طوفان الأقصى"، وجاءت النسبة الأكبر بنحو 1.635 شخصًا من روسيا، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن غادر 218 شخصًا إلى إسرائيل، فيما هاجر 128 و116 يهوديًا آخرين إلى إسرائيل من أوكرانيا وفرنسا.
انخفاض أعداد
مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، تمثل الأرقام انخفاضًا كبيرًا، بعد أن وصل 16400 شخص في عام 2022، جاء معظمهم من أوكرانيا، وتعزو وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا التراجع إلى إلغاء رحلات الطيران، بالإضافة إلى خلافات سياسية داخلية.
وفي نوفمبر الماضي، وصل 2000 مهاجر يهودي إلى إسرائيل مقارنة بـ4500 مهاجر شهريًا منذ بداية العام.
500 ألف شخص يهربون
من ناحية أخرى أصدرت البيانات الصادرة عن هيئة السكان والهجرة الإسرائيلية أن ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي فروا من إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.
ويقول التقرير إن نحو 470 ألف إسرائيلي غادروا منذ بداية الحرب، وتشير البيانات أيضًا إلى انخفاض كبير، نحو 70%، في عدد اليهود المهاجرين إلى إسرائيل.
800 ألف عاطل
وما يعمّق من جراح إسرائيل، ما أعلنته وزارة العمل الإسرائيلية بأن 764.000 مواطن، أي ما يقرب من خُمس القوى العاملة في إسرائيل، عاطلون عن العمل بسبب عمليات الإخلاء، وإغلاق المدارس التي تتطلب مسؤوليات رعاية الأطفال، أو الاستدعاء للخدمة الاحتياطية.
وكشفت البيانات الواردة من مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي أن واحدة من كل ثلاث شركات أغلقت أبوابها أو تعمل بطاقة 20%.
تواجه أكثر من نصف الشركات خسائر في الإيرادات تتجاوز 50%، وتتكبد المناطق الجنوبية القريبة من غزة العبء الأكبر، حيث إن ثلثي الشركات إما مغلقة أو تعمل "بالحد الأدنى".
قبل اندلاع الحرب في غزة، ارتفع عدد الإسرائيليين المتقدمين للحصول على جوازات سفر أجنبية بسبب الاستياء الواسع النطاق من خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإصلاح القضائي، التي اعتبرها الإسرائيليون العلمانيون تهديدًا لديمقراطيتهم.
إدانة نتنياهو
منذ بداية الحرب، وافق 80% من الإسرائيليين على أن نتنياهو يجب أن يتحمل المسؤولية العامة عن الإخفاقات الاستخباراتية والأمنية التي أدت إلى نجاح عملية حماس، حسبما أظهر استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" العبرية.
وأشار استطلاع للرأي صدر في أبريل الماضي إلى أن غالبية الإسرائيليين كانوا خائفين من مستقبل دولة إسرائيل.