الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"لا مكان آمنا في غزة".. الاحتلال يقصف ملاجئ النازحين

  • مشاركة :
post-title
رجل ينعى أقاربه الذين استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي على مخيم المغازي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، طال المخيمات والملاجئ المكدسة بالنازحين في جنوب القطاع.

وأصبح معظم سكان القطاع يعانون انعدام الصرف الصحي والحرمان من الطعام والمياه النظيفة، إذ نزح نحو مليوني شخص إلى جنوب غزة هربًا من العدوان الإسرائيلي.

1.7 مليون شخص في ملاجئ الجنوب

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، إن 1.7 مليون شخص الآن في ملاجئ بالجنوب، منهم مئات الآلاف من الأشخاص الذين لا يستطيعون البقاء داخل جدرانها، من كثرة اكتظاظها، وينامون في الشوارع.

والجمعة الماضي، أمر جيش الاحتلال سكان منطقة في وسط غزة بالتوجه جنوبًا. وكان يسكن هذه المنطقة قبل الحرب 90 ألف شخص، وزاد عليهم 60 ألفًا نزحوا من الشمال، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وبالرغم من اضطرار المدنيين إلى تنفيذ أوامر النزوح الإسرائيلية، فإن القيام بذلك لم يجلب الأمان، إذ يستمر القصف في كل مكان تقريبًا، بما في ذلك الجنوب والمناطق التي طلب من الناس الانتقال إليها.

وتقدر "الأونروا" أن ما لا يقل عن 300 نازح استشهدوا في ملاجئها بجميع أنحاء قطاع غزة منذ بداية الحرب على غزة، وأصيب أكثر من ألف شخص آخرين، وقالت إنه "يتم إجبار العائلات على الانتقال بشكل متكرر بحثًا عن الأمان".

وفي الأيام الأولى من الحرب، كان معظم سكان قطاع غزة النازحين لا يزالون في الشمال. وفي 13 أكتوبر، أمر جيش الاحتلال جميع سكان شمال غزة بالإخلاء، فامتلئت الملاجئ في الجنوب.

وفي أوائل ديسمبر الجاري، أمر جيش الاحتلال بمزيد من عمليات الإخلاء، ما أجبر المزيد من السكان على النزوح إلى دير البلح وسط القطاع، ورفح في الجنوب.

وباتت منطقة رفح هي الأكثر اكتظاظًا وكثافة في غزة حاليًا، وفقًا لمسؤولين في الأمم المتحدة. وتظهر البيانات أن ملاجئ الأمم المتحدة في مدينة رفح الفلسطينية تستضيف في المتوسط أكثر من 15 ألف شخص مسجل في كل منها، على الرغم من أن معظم الملاجئ مصممة لاستيعاب ألفي شخص فقط.

العدوان على ملاجئ النازحين

وقال مسؤولو منظمات الإغاثة إن المنطقة غير مجهزة لتقديم الخدمات الأساسية للنازحين، كما تعمل مستشفياتها الثلاثة بشكل جزئي فقط، ويعيش الأشخاص في الملاجئ في ظروف صعبة للغاية مع القليل من الطعام والماء. ويتشارك ما يقرب من 500 شخص في المتوسط مرحاضًا واحدًا.

وأدى العدوان الإسرائيلي، 17 ديسمبر، إلى إصابة ثلاثة أطفال في مدرسة بخان يونس، وقالت "الأونروا" إن ضربات وقعت بالقرب من ملجأ آخر بخان يونس في ذلك اليوم، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة عدد آخر.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية مركبات عسكرية إسرائيلية متمركزة على بعد بنايات قليلة من ثلاثة ملاجئ تم إخلاؤها في خان يونس، بحسب "نيويورك تايمز"، التي أشارت أيضًا إلى أن تحليل الصور أظهر تعرض الملاجئ للقصف المباشر في بعض الحالات.

وفي المجمل، أصيبت 58 منشأة مختلفة تابعة للأونروا إصابة مباشرة فيما تعرضت 65 منشأة مختلفة لأضرار جانبية، بحسب أحدث تقرير نشرته الوكالة، 22 ديسمبر الجاري، على موقعها الإلكتروني.

ومن الصعب إحصاء أولئك الذين بقوا في الشمال، إذ تم تقييد الوصول إليهم. وتشير تقديرات أولية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن ما يصل 500 ألف شخص ربما بقوا هناك حتى أوائل ديسمبر.

وأمس الثلاثاء، قصفت قوات الاحتلال مخيمات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، وتحدث السكان هناك عن قصف وغارات جوية ليلية هزت مخيمات النصيرات والمغازي والبريج، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

وتتكون هذه المخيمات من بنايات يقيم فيها الفلسطينيون، الذين تم تهجيرهم خلال النكبة الأولى في عام 1948، وهي الآن مكتظة باللاجئين الذين فروا من الشمال.

ومنذ بداية العدوان على غزة، استُشهد أكثر من 20600 مدنى في غزة، ثلثاهم من النساء والأطفال، بحسب السلطات الصحية في القطاع.

ودون وقف العدوان، يتوقع مسؤولو الإغاثة أن يواجه سكان غزة المشردون في الجنوب نزوحًا متكررًا خلال الأسابيع المقبلة، بحسب "نيويورك تايمز". وترجح الصحيفة أن يتم تهجير أولئك الذين لم يفروا بعد من منازلهم مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

وعلى الرغم من الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، قال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أول أمس الإثنين، إن الحرب على غزة ليس على وشك الانتهاء.

وأكد هرتسي هاليفي، رئيس الأركان الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أن جيش الاحتلال يوسع عملياته في جنوب ووسط غزة، مشيرًا إلى أن الحرب ستستمر عدة أشهر أخرى.