أمام تمسك حركة حماس بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة شرطًا لاستئناف المفاوضات من أجل صفقة تبادل محتجزين جديدة مع إسرائيل، تضيق السبل أمام تل أبيب العازمة حكومتها للحرب على استئناف القتال حتى القضاء على الحركة الفلسطينية، وبينما يؤكد مسؤول إسرائيلي عزم الاحتلال على متابعة العمل لإتمام صفقة لن تؤخرها عطلة عيد الميلاد، تتحدث تقارير أخرى عن خيارات تدرسها تل أبيب لمنح الحصانة لقادة حماس وترحيلهم مقابل إطلاق سراح محتجزيها.
حصانة لقادة حماس لإنهاء الحرب
قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن تل أبيب تدرس خيارًا يقضي بعدم قتل قادة حماس في غزة على رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف، ومنحهما الحصانة وترحيلهما لخارج القطاع إلى دولة أخرى، كجزء من حل يضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين في يد حماس وإنهاء الحرب في غزة.
وذكرت "هيئة البث الإسرائيلية"، نقلًا عن عدة مصادر إسرائيلية لم تسمها، إن القيادة الأمنية والسياسية للاحتلال تناقش مثل هذا الخيار، على الرغم من عدم وجود اقتراح ملموس على الطاولة في هذا الوقت.
واستبعد مصدر في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية أن تضر الخطة المقترحة بالهدف المُعلن المتمثل في تفكيك قيادات حماس وقدارتها العسكرية، وقال آخر إن "ترحيل قيادة حماس إلى الخارج لا يتعارض مع أهداف الحرب".
مصلحة إسرائيل
أكد مايكل هرتسوج، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، اهتمام تل أبيب بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين، ومن مصلحة إسرائيل التوصل إلى اتفاق، مشيرًا بالمقابل لموقف "غير واضح" تتبناه حركة حماس.
وقال "هرتسوج" لإذاعة جيش الاحتلال، اليوم الإثنين، "إن الحكومة الأمريكية تشترك مع إسرائيل في هدف القتال من أجل هزيمة حماس"، وإنها على علم بأن جزءًا من نشاط تل أبيب هو "محاولة التوصل إلى اتفاق".
في سياق متصل، أكد الدبلوماسي الإسرائيلي جهود الولايات المتحدة لإتمام الصفقة بقوله إن الأمريكيين على تواصل مع مصر وقطر، وهم في الصورة تمامًا".
جهود مصرية
وفي السياق ذاته، تواصل القاهرة من جانبها، جهود الحثيثة لوقف إطلاق النار في غزة، وإتمام صفقة لتبادل المحتجزين، إذ استضافت إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لإجراء مباحثات حول الوضع في غزة، فضلا عن استقبالها أيضًا زياد نخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي للتباحث أيضًا عن الأوضاع في القطاع.
هل تؤخر العطلات الصفقة؟
واستبعد سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة أن تؤخر فترة عطلة عيد الميلاد، أي صفقة محتملة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة. وقال هرتسوج: "الأمر لن يتأخر، حتى خلال العطلات، سيتم إنجاز العمل"، مضيفًا أن "من مصلحة إسرائيل التوصل إلى اتفاق"، وأنه ليس على يقين من استعداد الجانب الآخر لذلك.
وتعتقد تل أبيب أن 129 إسرائيليًا بينهم جنود ما زالوا في غزة، من إجمالي 240 شخصًا احتجزتهم الفصائل الفلسطينية في هجوم حماس المباغت على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.
وبدأت هدنة غزة بين حماس وإسرائيل، 24 نوفمبر الماضي، بوساطة مصرية قطرية أمريكية، دامت 7 أيام، تخللها وقف لإطلاق النار من الجانبين، كما جرى خلالها الإفراج عن 110 من المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، مقابل 330 فلسطينيًا من المسجونين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أغلبهم نساء وأطفال.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 22 من المحتجزين لدى حماس، وفقًا لمعلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات المتواجدة في غزة.
وانتشل جيش الاحتلال جثث 8 محتجزين، فيما قتل 3 جنود عن طريق الخطأ، بعد أن استطاعوا الهروب من قبضة حماس.