أسلوب فريد تميزت به النجمة اللبنانية جوليا قصار، انطلاقًا من حرصها على انتقاء الأدوار؛ لتحجز لنفسها مكانًا مهمًا في السينما والمسرح والتليفزيون، إذ أصبحت أحد أبرز الممثلات في لبنان والوطن العربي، وتحوز على العديد من الجوائز خلال مسيرتها الفنية الطويلة، وما زالت تطمح للمزيد وتقديم أفضل ما لديها، وتخوض حاليًا تجربة جديدة من خلال مسلسل "عرابة بيروت"، التي تُظهر لنا العاصمة اللبنانية بيروت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وتلقب بيروت بباريس الشرق الأوسط؛ بسبب نواديها الليلية والحياة هناك حيث تبدأ القصص ليلًا.
تؤكد اللبنانية جوليا قصار، خلال حوارها لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، أن حماسها الكبير لخوض تجربة مسلسل "عرابة بيروت"، يرجع إلى عدة عوامل، منها النص والشخصية، إذ تقول: "النص مكتوب بشكل جيد للغاية والقصة تتناول الحياة الليلية لحقبة الخمسينيات والستينيات في بيروت، وهذا الأمر كان بالنسبة لي محمسًا، بجانب أن الشخصية التي أقدمها هي عرابة بيروت، وهذا الدور كان مركبًا ومعقدًا وبه العديد من التفاصيل التي تجذب أي ممثل لتقديمه، وأيضًا وجود المخرج فيليب أسمر، فهو شخص محب لعمله ومجتهد ولديه إمكانيات مميزة، وكنت أتمنى العمل معه، وكذلك جميع طاقم العمل".
وتضيف: "شخصيتي في المسلسل، كما ذكرت مركبة ومليئة بالتفاصيل؛ لذا تطلبت جهدًا كبيرًا حتى تقدم بشكلها الصحيح، فهي امرأة متسلطة ولها نفوذ، وتحب السيطرة على من حولها وتدير ناديًا ليليًا في بيروت يجتمع فيه كل نوادر المجتمع، وتتمتع بعلاقات مميزة مع كل بنت في النادي، ورغم قوتها وجبروتها إلا أن نقطة ضعفها هي ابنتها التي تخشى عليها من أي مكروه وتحاول دائمًا الحفاظ عليها، وهذه الشخصية عملت على كل نواحيها النفسية، وكذلك الشكلية من حيث اللوك في ملابسها ومكياجها الخاص".
تحدٍ على كل الأصعدة
تُشير جوليا قصار إلى أن مسلسل "عرابة بيروت"، كان مليئًا بالتحديات والصعوبات على جميع الأصعدة، إذ تقول: "العمل كان صعبًا للغاية على صعيد الديكور والملابس والشخصيات المركبة ولوك كل الممثلين، سواءً الرجال أو النساء، وحرص المخرج على تقديم صورة حرفية ومتقنة عن بيروت في الستينيات والخمسينيات، ورغم هذه الصعوبة إلا أن كواليس العمل كانت من أرقى وأجمل الكواليس وممتعة للغاية".
وتضيف: "المسلسل يتناول عدة موضوعات منها السلطة والفساد التي قد تؤدي إلى حياة صاخبة وراء بريق من الاستعراضات الجميلة، فهناك قصص مضحكة وأخرى تبكي وتحرق القلب، وهذه القصص تجعلنا نفكر في إنسانيتنا".
الجودة أهم من الانتشار
لدى الفنانة اللبنانية معايير خاصة في اختيار الدور المقدم لها؛ لذا تحرص على الانتقاء وتقديم عمل مميز يضيف لها في مسيرتها الفنية، إذ تقول: "دائمًا ما يجذبني الدور المكتوب بشكل ذكي ومتقن للغاية، سواءً كان دراميًا أو كوميديًا، وأن يكون مختلفًا عمّا قدمته من قبل، وكان لي الحظ الكبير في التعاون مع كبار المخرجين بالمسرح والسينما والتليفزيون، وأيضًا مع شباب مبدعين لديهم أفكار مختلفة يطمحون دائمًا لتقديم الأفضل".
وتضيف: "إذا أردت أن أوصف مسيرتي بكلمة فهي انتقاء، لا سيما أنني أخذت المهنة عن حب وسعيت لتقديم أفضل ما عندي بغض النظر عن التواجد والانتشار؛ لذا خطواتي متأنية في اختيار ما يقدم لي ومن وجهة نظري الممثل الناجح هو من يمارس المهنة عن حب وشغف ويبحث عن إعطاء أفضل ما عنده ويثابر ويبحث كثيرًا ويتعلم على مدار حياته كلها، وهذه نصيحتي للجيل الجديد وهو جيل مقدام ويحب المغامرة ويسعى لتحقيق حلمه".
واختتمت حديثها بأنها تنتظر حاليًا آراء الجمهور حول دورها في مسلسل "عرابة بيروت"، بجانب وجود أفلام سينمائية متوقفة على التمويل والإنتاج، كما أنها تخوض الإخراج المسرحي في خطوة جديدة لها في مسيرتها الفنية.