الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيارة "شي" إلى السعودية.. "ثلاث قمم" مرتقبة تعزز العلاقات الصينية-العربية

  • مشاركة :
post-title
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الصيني شي جين بينج - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يتوجه الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة من المتوقع أن تبدأ بعد غد الثلاثاء، يعقد خلالها ثلاث قمم، واحدة صينية سعودية، والثانية صينية خليجية، والثالثة صينية عربية.

وذكرت "رويترز"، نقلًا عن دبلوماسيين في المنطقة، أن الرئيس الصيني سيحظى باستقبال فخم، يعكس أهمية الزيارة، والعلاقات الصينية العربية المتنامية.

وتستضيف الرياض القمة الصينية العربية، يوم الخميس المقبل 9 ديسمبر الجاري، ومن المتوقع أن تشهد مباحثات حول أزمة الطاقة والغذاء، والحرب الروسية الأوكرانية، وإيجاد سبل لتعزيز التنمية المشتركة ضمن مبادرة "التنمية العالمية"، التي أطلقها الرئيس الصيني بعد مبادرة "الحزام والطريق"، وبناء المجتمع الصيني العربي ذي المصير المشترك.

توقيع عشرات الاتفاقيات في القمة الصينية- العربية

كما من المتوقع أن يوقع الوفد الصيني عشرات الاتفاقيات مع السعودية ودول عربية أخرى، تشمل الطاقة والأمن والاستثمارات، وذلك وفق ما ذكرت "رويترز" نقلًا عن دبلوماسيين.

ولفتت تقارير أخرى إلى أن القمة الصينية-العربية ستشهد التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في مختلف المجالات، منها الطاقة، الطاقة المتجددة، البُنى التحتية والعسكرية، التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتجارة الرقمية، والفضاء والأقمار الاصطناعية، الصحة، السيارات الكهربائية وغيرها.

وكذلك، الاتفاق على زيادة الاستثمارات الصينية في العالم العربي والاستثمارات العربية في الصين، والعمل على ربط مبادرة "الحزام والطريق" برؤية السعودية 2030، ورؤية مصر 2030، ورؤية الكويت 2035، ورؤية قطر الوطنية 2030 ورؤية عمان 2040، وغيرها من الخطط لتحقيق التنمية وتعزيز الاقتصاد الوطني.

كما توقعت تقارير أن تستكمل أو يتم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول الخليج، والتي كانت محور المباحثات التي أجراها الزعماء الخليجيون، عندما زاروا بكين أوائل هذه العام.

وسيكون ملف الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط حاضرًا ضمن المباحثات بين الجانبين، وحاولت الصين مرارًا عرض وساطتها لحل الخلافات بين دول المنطقة. 

ومن المحتمل أن تستكمل بكين مساعيها للسير بـ"مبادرة السلام الصينية" التي تتألف من 5 نقاط، والتي تشمل الدعوة إلى الاحترام المتبادل، والالتزام بالعدالة والإنصاف، وتحقيق عدم انتشار الأسلحة النووية، العمل على تحقيق الأمن الجماعي، وتسريع وتيرة التنمية والتعاون، ورعاية مباحثات إسرائيلية فلسطينية.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الصينية العربية قد تعززت خلال السنوات الأخيرة، ووصلت إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع 4 دول عربية، كما أن 20 دولة عربية انضمت إلى "مبادرة الحزام والطريق".

زيارة الرئيس الصيني الرياض تعزز العلاقات بين الجانبين

ومن شأن زيارة الرئيس الصيني وعقد القمم الثلاث، أن تدفع بالعلاقات بين الجانبين إلى الأمام، خاصة أن الصين بدأت ترفع قيود فيروس كورونا، والتي أثرت سلبًا على اقتصادها. ولأن بكين تحتاج إلى إعادة تنمية اقتصادها، وبالتالي سيزداد طلبها على الطاقة و حاجتها إلى الأسواق الأجنبية، بالإضافة إلى تطلعاتها لزيادة استثماراتها في الخارج.

وتولي الصين أهمية كبيرة للمنطقة العربية، نظرًا لموقعها الاستراتيجي وغناها بمصادر الطاقة وأسواقها الكبيرة، فالصين حاليًا هي أكبر شريك تجاري للدول العربية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 330 مليار دولار أمريكي عام 2021، بعد أن كان نحو 36.7 مليار دولار عام 2004. وبلغت استثمارات الصين في الدول العربية 213.9 مليار دولار خلال 2021 بعد أن كانت 196.9 مليار دولار عام 2020.

ونوهت "رويترز" بأن السعودية تعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين، مشيرة إلى أن الرياض تعد أكبر مورد للنفط للصين. 

ولفتت الوكالة إلى أن بكين تضغط أيضًا لاستخدام عملتها "اليوان" في التجارة بدلًا من الدولار الأمريكي. وسبق أن هددت الرياض بالتخلي عن بعض تعاملات النفط بالدولار.

وتستثمر السعودية بشكل كبير في البنية التحتية الجديدة والمشروعات العملاقة في السياحة والمبادرات مثل منطقة "نيوم" التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، فيما يمثل ربحًا كبيرًا لشركات البناء الصينية، وفق "رويترز".

وذكرت الوكالة إن دول الخليج، تستخدم تكنولوجيا الجيل الخامس الصينية، واستثمارات بكين في البنية التحتية الحساسة مثل الموانئ.