سادت حالة من الجدل، بعد إعلان شتيفين هيبيشترايت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية اعتزام المستشار أولاف شولتس، زيارة العاصمة الصينية، ولقاء الرئيس الصيني شيي جين بينج، الأسبوع المقبل، مصطحبا معه وفدا اقتصاديا كبيرا، خلال الزيارة، التي تعد الأولى منذ توليه مهام منصبه كمستشار لألمانيا، وبحسب "هيبيشترايت" فإن ملف العلاقات بين البلدين، والتعاون الاقتصادي في مقدمة جدول أعمال الزيارة.
وحظيت الزيارة بترقب كبير، من قبل رجال السياسة في ألمانيا وأوروبا، وخاصة بعد أن وافقت الحكومة الألمانية على بيع حصة من ميناء هامبروج لشركة "كوسكو" الصينية بنسبة 24.9%، وهو ما اعتبره البعض مساسا بالبنية التحتية في ألمانيا، ويفتح الباب أمام توسع الصين في أوروبا، وذلك بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
"الديمقراطي الحر": نرفض التوسع في العلاقات مع الصين
من جانبه، قال المتحدث باسم السياسة الخارجية للكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر ، أورلش ليخت، إنه على "شولتس" اتخاذ قرار أكثر صرامة تجاه العلاقات مع الصين، مؤكدا رفضه لبيع حصة من ميناء هامبورج للشركة الصينية، بحسب الصحيفة. وانتقد ليخت موافقة مجلس الوزراء الفيدرالي على السماح لشركة "كوسكو" بشراء حصة ومباشرة أعمالها في ميناء هامبورج، على الرغم من رفض أكثر من 6 وزراء لهذا القرار.
وفي نفس السياق، قال ينهارد بوتيكوفير، عضو حزب الخضر، إن "شولتس" استسلم لرغبة الصينيين وسمح لهم بالعمل في ميناء هامبورج، مضيفا أنه على المستشار الألماني أن يوضح حيثيات اتخاذ هذا القرار، أمام الرأي العام، لأن التقارب بين ألمانيا والصين قد يضر بعلاقتها بحلفائها الآخرين، بحسب الصحيفة الألمانية.
وأضاف "بوتيكوفير" أنه يجب على رئيس الوزراء الألماني، ألا يجعل بلاده تابعة للنظام الصيني، وعدم تكرار الخطأ الذي وقعت فيه ألمانيا بالتقارب مع روسيا قبل 25 عاما، الأمر الذي عرض برلين لأزمة اقتصادية بعد توقف إمداد الغاز الروسي.
"الديمقراطي المسيحي": الزيارة إشارة خاطئة
وأعرب حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أن زيارة رئيس وزراء ألمانيا مع وفد اقتصادي رفيع المستوى، هي إشارة خاطئة للداخل والخارج، في ظل رفض حزبه للسياسة الحالية للنظام الصيني.