ماجدة الرومي.. لبنانية ملأت العالم بصوتها، معبّرة عن أوجاعها وهمومها التي اختلطت مع كل الوطن العربي، حتى تشعر وهى تقف على المسرح تغني بأنها جزء من الوطن الذي تغني فيه، فهي الروح البريئة التي وهبت فنها للشعوب، وفي يوم مولودها لا تحتفل ماجدة لأنها لا تجد السعادة التي تبحث عنها ولا السلام، فقلبها موجوع بالمجازر التي تحدث في فلسطين وعلى الأطفال والرجال والنساء التي تتقطع أشلاؤهم نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي.
دائمًا ما تحرص "الرومي" على دعم كل قضايا الوطن العربي العادلة، فهي دائمًا المتحدثة عن أوجاع بيروت وغيرها، لذلك انتفضت من الوجع على المجازر التي تراها، وحرصت أن تكتب عبر وسائل التواصل الإجتماعي رسالة دعم لهذا الشعب الآبى وقالت: "ونبقى لأنّ فلسطين للأبد ستبقى ستبقى لنا، بِشُهدائها كَفَّنا الأرض، دَمُهم أرضٌ تَعودُ لنا، يا أعداءَ السماء والأرض، شئتم أم أبيتم، قتلتم أم أجرمتم أم دنّستم أرضنا، القدسُ ستبقى عربية وفلسطينُ لنا".
لا تترك "ماجدة" مناسبة إلا وتدعم القضية الفلسطينية، وتحرص في حفلاتها وجولاتها في العالم أن تتغني عن ذلك البلد، فهى التي قالت: "فلسطين يا أمي ويا روحي فلسطين بيكفيكِ جروحِ فلسطين ماتذلي وماتهوني فلسطين يا دوا لجروحي فلسطين كرمالك بنقاتل والأحرار ع ترابك قوافل شعبك صار بأعلى المنازل بالرايات لوحي يما لوحي"، وهى من قالت على مسارح العالم "ستبقى القدس عربية".
هذا الجمال والحب والتضامن مع الخير والسلام الذي نستمتع به في الأغاني التي تحكي عن هموم الوطن نابع من قلب حرص أن يخلص نفسه من كل الشوائب، فهى تقول في لقاء متلفز: "أنا أحب الحب، وشغفي الدائم أن أُخلّص نفسي من كل الشوائب، فأنا لا أجد وسيلة أو معنى في الحياة سوى الحب، ومفهوم الفن عندي هو الحب وهو مرتبط بالخالق ارتباطًا مباشرًا مادام يحمل كل جمال بالكون".
ماجدة الرومي ابنة بيروت البسيطة التي ولدت عام 1956 تربت في بيئة هيّأتها لتكون مطربة عظيمة مليئة بإحساس هذا العالم، حيث تقول في لقاء متلفز: "تربيت في بيت فني كبير، فوالدي هو الموسيقار الكبير حليم الرومي وكان هناك مطربون كثيرون يأتون إلى بيتنا، وتشرّبت هذا الجو من طفولتي، ولم يكن هذا هو العامل الوحيد، فبيتنا كان في وسط البراري، وكنت أتلقى الفن والإبداع من الداخل والخارج".
تعاونت ماجدة الرومي مع كبار الشعراء والملحنين، إذ غنت من كلمات نزار قباني ومحمود درويش، وعن ذلك تقول: "كثيرون مَن لحنوا لي وكتبوا لي كلمات، وأنا دائمًا أحب أن أتعاون مع مَن يعطيني هويتي، لأن وقتها أستطيع أن يكون لي جناحين ونجاحين، لي ولمن يعمل معي".