رسمت المطربة المصرية مي فاروق طريقًا خاصًا بها في عالم الموسيقى ميّزها عن أبناء جيلها، من خلال اللون الطربي التي أبدعت في أدائه، لتعيد غناء عدد من الأغنيات المميزة لعمالقة الفن العربي، أبرزهم كوكب الشرق أم كلثوم، قبل أن يصبح لها إنتاجات موسيقية خاصة بها تتناسب مع طبيعة القاعدة الشعبية من جمهورها الذي عشق صوتها وارتبط به، وبعد فترة من الغياب تعود ابنة دار الأوبرا المصرية من جديد للوقوف على مسرحها في حفل يُقام الجمعة المقبل، بقيادة المايسترو الكبير سليم سحاب.
وأكدت مي فاروق لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن عودتها للوقوف على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية يمثل عودة إلى الجذور وبيتها الذي نشأت وتعلمت فيه، قائلة: "أشعر بالسعادة والفخر لعودتي للغناء في الأوبرا مرة أخرى بعد غياب، ومتشوقة للوقوف على خشبة المسرح أمام جمهوري، فقد تعلمت في كورال أطفال الأوبرا، لذا أتمنى أن يكون هذا الحفل مفاجأة للجمهور وأظهر فيه بشكل مختلف ومميز".
وأضافت: "ارتباط اسمي بدار الأوبرا المصرية كان مصدر فخر بالنسبة لي، ولم أتأخر بسبب هذا الارتباط، لذا لا أرى أن تسليط الضوء على موهبتي تأخر، فهي حسابات ربانية وكل شيء يحدث في موعده، وطوال حياتي الفنية التزمت بقواعد أسير عليها في هذا المجال، كالحفاظ على موهبتي وشكلي واحترام الجمهور، واجتهدت الفترة الأخيرة بشكل كبير للغاية لأقدم هذه الموهبة بشكلها الصحيح إلى جمهور الوطن العربي، وهو ما حدث بالفعل، وتمكنت من تحقيق شعبية جيدة في مصر والوطن العربي كله".
الغناء لكوكب الشرق مسؤولية
علاقة قوية جمعت بين الفنانة مي فاروق والراحلة أم كلثوم، إذ تألقت مي في تقديم أغنيات كوكب الشرق حتى صار الأمر بالنسبة لها مسؤولية تحملها للأجيال الحديثة، وحول ذلك تقول: "أرى أن غنائي للراحلة أم كلثوم رسالة ومسؤولية على عاتقي، فالأجيال الجديدة لم يسمعوا أغنياتها وعندما يتم تقديمها بشكل مُبسط سينتشر هذا اللون وسيعرف الجمهور عظمة أم كلثوم وتأثيرها في الفن العربي، كما أنني أحب تقديم هذا اللون بجانب أعمالي، لذا غنائي للراحلة حبًا في اللون والسعي وراء انتشاره".
وأضافت: "الموسيقى التي أحب تقديمها خلال الفترة المقبلة هي تلك التي تبدو مختلفة عن الزمن الذي نعيش فيه وتحمل قيمة ورائحة من روائح الطرب والأصالة، لأنني أسعى في نشر هذا اللون وسط العبث الموسيقي المنتشر حاليًا بين الأجيال الجديدة".
سليم سحاب الأب الروحي
حول مشاركة الموسيقار الكبير سليم سحاب في حفلها بدار الأوبرا المصرية، قالت: "المايسترو سليم سحاب بمثابة الأب الروحي بالنسبة لي، فهو أول شخص جعلني أقف على مسرح في دار الأوبرا وتعلمت منه الكثير، وأدين له بالفضل في مشواري الفني".
وأوضحت: "كانت نصائحه لي دائمًا الحفاظ على موهبتي لأنها نعمة كبيرة من الله والعمل على تنميتها وتطويرها، وهذه النصيحة دائمًا في ذهني وأحرص على تنفيذها، لذا فهو سعيد وفخور بكل خطواتي الفنية ويشجعني دائمًا ومشاركته معي في الحفل فخر واعتزاز كبيرين".
خطوة التمثيل مهمة.. وأسعى لاكتشاف أشياء جديدة بداخلي
يسعى العديد من المطربين إلى الاتجاه لعالم التمثيل بجانب الغناء، وحول هذه الخطوة بالنسبة لها، قالت مي فاروق: "أتمنى خوض هذه التجربة وعندما تُتاح لي الفرصة سأستغلها لأنني أحب اكتشاف أشياء جديدة بداخلي وبالتأكيد هذه الخطوة ستكون مفيدة ومهمة بالنسبة لي".
وأضافت: "طموحاتي كثيرة ولكن أهم شيء بالنسبة لي هو الحفاظ على ثقة جمهوري، وأن أكون قدوة حسنة يتعلم منها الأجيال، وأُقدم شيئًا مُختلفًا ومميزًا لي يعرفني الجمهور منه ويعيش اسمي وفني على مدار السنين ويتذكر الأجيال من هي مي فاروق وماذا قدمت للفن".