أتمنى تكرار تجربة التمثيل بشكل أكبر الفترة المقبلة.. وتنوعي الفني أمر طبيعي في الغرب
الذكاء الاصطناعي بلا إحساس.. وأمر غير محبذ استخدام صوت متوفي دون إذن صاحبه
مصر مركز الإنتاج.. وأستعد لحفل جديد في دار الأوبرا المصرية
تتميز المطربة السورية لينا شاماميان بتعدد مواهبها، إذ تقوم بكتابة الأغاني والإنتاج، بإلاضافة إلى العزف على الآلات الموسيقية وأيضًا التمثيل، كل هذا بجانب موهبتها الغنائية التي جعلتها واحدة من أهم الأصوات المختلفة والمميزة بين أبناء جيلها، إذ يجمع صوتها بين الأسلوب الكلاسيكي وموسيقى الجاز مع الموسيقى الشرقية، وهو ما مكنها من الانتشار عربيًا بشكل كبير، من خلال حفلاتها في جميع أنحاء الدول العربية.
وحول تجربتها الأخيرة على مسرح الأوبرا بتونس، قالت "شاماميان" في تصريحات لـ"موقع القاهرة الإخبارية"، "تجربتي الأخيرة في تونس من أجمل التجارب في حياتي وإذا لم أقدم حفلًا غنائيًا بتونس، أشعر أن هناك شيئًا ينقصني، فهي بالنسبة لي حب كبير واعتبرها معيار الثقافة وحرية الرأي ويوجد بها أجود المسارح في العالم بأجمعه وليس فقط الوطن العربي، لذلك التجربة في تونس لها طعم ومذاق خاص بالنسبة لي وسعدت بحفلي الأخير بها".
اشتياق لعمان
قبل حفلها بتونس على مسرح الأوبرا، تألقت الفنانة السورية على مسرح عمان، البلد التي تعتبرها محطة مشوارها الفني، وحول هذه التجربة وعودتها للوقوف على المسرح العماني مرة أخرى، قالت: "عمان من البلاد التي احتضنتي في أولى خطواتي الفنية، عندما كنت طالبة بالمعهد العالي للموسيقى، وكانت أولى الحفلات التي غنيت فيها كمطربة "صولو " بكورال المحترفين في عمان، كما قدمت فيها حفلات كثيرة أعتبرها مهمة في مشواري الفني، وهذه المرة شعرت باشتياقي الكبير للوقوف على مسرح عمان والالتقاء بالجمهور العماني، خاصةً أنني تغيبت عنه السنوات الماضية بسبب جائحة كورونا، فكانت عودة مميزة وخاصة بالنسبة لي".
رصيد إيجابي لسوريا
تعد السورية لينا شاماميان واحدة من الفنانات التي استطاعت أن تتألق في الوطن العربي بشكل لافت، ما مكنها من تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة في كل الدول العربية، وحول ذلك تقول: "الانتشار في الوطن العربي أمر مهم للفنان، فعندما يكون المطرب قادرًا على التواجد في أماكن جديدة والغناء بلهجات مختلفة يزداد ثراءً، وبالنسبة لي أعتبر تواجدي في الدول العربية والعالم كله أمرًا مهمًا حتى تظل سوريا موجودة في كل مكان، سواء من خلالي أو من خلال غيري من الفنانين، فهذا يعد رصيدًا إيجابيًا لكل سوري".
وعن تعدد مواهبها، تؤكد أنها نعمة كبيرة للفنان، إذ تقول: "بدأت حياتي المهنية كمطربة، وعند دراستي في المعهد العالي للموسيقى درست التأليف، التلحين، الهارمونيك، وكل العلوم الأساسية، لذلك الغرب يعتبرون أن هذا الأمر طبيعي، فينبغي على المغني أن يكتب ما يقدمه بطريقته الخاصة، وهذا الأمر غريب نوعًا ما على المجتمع الشرقي".
رسائل إنسانية
لا يوجد للفنانة السورية معايير خاصة تتبعها في اختيار الأغنيات التي تقدمها لجمهورها، على عكس الكثير من المطربين الذين يضعون ثوابت في الغناء، قائلة: "أشعر أنه ليس هناك ثوابت في الغناء أو معايير خاصة، فأنا أقدم ما أشعر به وأرى أنه يجب تسليط الضوء عليه، فهناك من يقول إن الصيف خاص بالأغنيات المفرحة وتهذيب العلاقات، بينما الشتاء للفراق والحزن، وأنا لا أؤمن بذلك، فليس هناك ثابت، فالثابت عندي هو إحساسي".
وعن السبب وراء اهتمامها بتقديم الرسائل الإنسانية من خلال أعمالها الغنائية، تقول: "أهتم بتقديم الرسائل الإنسانية في الأغنيات التي أقدمها للجمهور لأنني مررت بظروف إنسانية صعبة ولا ينبغي الانفصال عنها، فمنذ صغري وعيت على الحروب وأشياء كثيرة مؤلمة ومخيفة، لذلك كان لدي شعور دائم يجعلني أفكر في الإنسان وانتمائه، بالإضافة إلى السلام وأمنيتي بأن يعم على كل الدول العربية".
مركز الإنتاج
تستعد "شاماميان" لتقديم حفل جديد في دار الأوبرا المصرية، إذ تعد من الفنانات العرب اللائي كوّن شعبية جيدة في مصر وقدمت أغنيات مميزة باللهجة المصرية، وحول ذلك تقول: "مصر هي مركز الإنتاج في الوطن العربي، وهي التي تحدد نوع وشكل الموسيقى، كما أحب كثيرًا الأغنيات المصرية، وأرى أن التواجد في مصر بحد ذاته نجاح لأي فنان عربي".
وأضافت "علاقتي بالجمهور المصري جيدة للغاية، وأشعر بالفخر عند إقبال الجمهور المصري على حفلاتي بمصر فهو شعب ذواق للفن، لذلك أهتم كثيرًا بتقديم أغنيات باللهجة المصرية والمشاركة في تترات المسلسلات المصرية".
تجارب تمثيلية
كان للمطربة السورية عدة تجارب صغيرة في عالم التمثيل، منها مسلسل عربي مشترك يحمل اسم "السباحتان"، تراه تجربة مهمة بالنسبة لها، وحول فكرة تكرار تجربة التمثيل، قالت: "أحب أن يخدم التمثيل تجربتي في الغناء، أنا درست التمثيل مع الغناء وأتمنى تكرار تجربة التمثيل مرة أخرى وبشكل أكبر".
وأكدت أن للسوشيال ميديا فضلًا كبيرًا في الدعاية للفنان وتسهيل مهمته في التواصل مع الجمهور، لكنها يحكمها المادية مثلها كأي جهة إعلامية، إذ تقول: "كلما وضعت أموالًا في السوشيال ميديا وصلت بشكل أكبر إلى الجمهور، وعلاقتي بها متذبذبة، فأحيانًا أحبها وأتفاعل معها بشكل كبير وأوقات أخرى أبتعد عنها".
وعن فكرة الذكاء الاصطناعي ودخوله عالم الغناء، قالت: "لم أشعر به خاصة أنه بلا إحساس ومخارج الحروف فيه غير مضبوطة، وليس أمر محبذ بالنسبة لي أن أستخدم صوت شخص توفي دون إذنه".
أرشيف وبصمة
وأشارت لينا إلى أنها تتمنى على المستوى الشخصي أن تكون في أفضل حالة، سواء من الناحية النفسية أو العقلية، العاطفية والجسدية، بينما على المستوى الفني تتمنى أن تتألق بتقديم حفلات كثيرة في الوطن العربي والعالم، وأن يكون لديها أرشيف من الأغنيات المتميزة بلهجات مختلفة وتترك بصمة مميزة لدى الجمهور.