الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بقصف مكثف على المواقع الأثرية.. الاحتلال يستهدف تاريخ غزة

  • مشاركة :
post-title
تدمير المسجد العمري في غزة جراء قصف الاحتلال

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

يستهدف الاحتلال الإسرائيلي، قصف المؤسسات الثقافية والتراثية بقطاع غزة، ضمن مساعيه لإدخال المدينة في حالة من الفوضى وتدمير كل ما يرمز إلى تاريخها وحضارتها، وإنهاء كل معالم الحياة فيها، الأمر الذي يجعلها مكانًا غير قابل للعيش، ومحو كل أثر للفلسطينيين فيه.

المسجد العمري

قالت حركة المقاومة الفلسطينية، اليوم الجمعة، إن قوات الاحتلال قصفت المسجد العمري الكبير الذي يرجع تاريخه إلى العصور الوسطى في قطاع غزة، ما أدى إلى دمار واسع النطاق للمبنى، وصفته بأنه "جريمة بربرية شنيعة".

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام فلسطينية في غزة أضرارًا جسيمة بالمسجد، إذ سقطت بعض الجدران وجزء من السقف، وحدث صدع كبير في الجزء السفلي من المئذنة الحجرية.

وتعرف صحفيو "رويترز" من غزة على المئذنة الموجودة في الصورة على أنها مئذنة المسجد العمري. ولم يستجب متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي لطلب التعليق على الأضرار التي لحقت بالمسجد.

والمسجد العمري، الذي سمي على اسم الخليفة الثاني عمر، هو أقدم وأكبر مسجد في القطاع الفلسطيني الصغير الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر.

مركز رشاد الشوا

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية، التقرير الشهري الثاني الذي يرصد ما تعرّض له القطاع الثقافي في المحافظات الجنوبية من القطاع على مدى شهرين، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل.

وجاء في التقرير أنه آلة الحرب الإسرائيلية قصفت بالصواريخ مبنى مركز رشاد الشوا الثقافي غربي مدينة غزة، الذي يعتبر من أهم المعالم التاريخية والثقافية، إذ كان شاهدًا على جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني بحضور الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات أبو عمار والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون.

تأسس المركز عام 1985، ويقع في حي الرمال ويعتبر أول مركز ثقافي في فلسطين، وجاء رًدا على سياسة الاحتلال الإسرائيلي في محاربة الثقافة ومحو التراث الفلسطيني.

الأرشيف المركزي

وفي نوفمبر الماضي، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مبنى الأرشيف المركزي، وأعدمت آلاف الوثائق التاريخية التي تعد إرثاً لأهالي قطاع غزة، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وكان جيش الاحتلال أبلغ البلدية في اتصال هاتفي بضرورة إخلاء المبنى، حيث تم قصف مبنى الأرشيف الذي يقع في وسط المدينة بميدان فلسطين، ويضم مباني ووثائق تاريخية قديمة عمرها أكثر من 150 عامًا، إضافة إلى الأرشيف المركزي للمدينة وخرائط ودراسات هندسية ودوائر التحكم والمراقبة لآبار المياه وشبكات الصرف الصحي.

وطال القصف طابقين من المبنى المؤلف من خمسة طوابق، وأدى إلى إحراق وثائق تاريخية ذات قيمة كبيرة في الأرشيف المركزي، وإعدام آلاف الوثائق التاريخية التي توثق مبني المدينة ومراحل تطورها العمراني، فيما اعتبره البعض استهدافًا لذاكرة مدينة غزة.

قصف أقدم كنيسة

وفي 20 أكتوبر الماضي، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد ثمانية مواطنين مسيحيين بينهم أطفال وإصابة عدد كبير بجراح في قصف لكنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة والتي تعد ثالث أقدم كنيسة في العالم.

وكنيسة القديس برفيريوس هي أقدم كنيسة في قطاع غزة، وتقع بجانب مسجد في البلدة القديمة، وبُنيت فوق ضريح القديس برفيريوس، وهو ناسك وأسقف غزّي من القرن الخامس.