الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفلسطيني فادي الغول: 80% من أعمالي لدعم الأطفال من آثار الحرب

  • مشاركة :
post-title
الفنان الفلسطيني فادي الغول

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

"ما أشبه الليلة بالبارحة"، يمكن أن تلخص هذه العبارة كيف يعيد الزمان نفسه، وتتكرر المشاهد في حياة الفنان الفلسطيني فادي الغول، الذي كان شاهد عيان على حرب إسرائيل ولبنان عام 1982، مشاهد قاسية على طفل لم يتجاوز عمره 10 سنوات آن ذاك، عاصر بنفسه مجزرة صبرا وشاتيلا، فخلّفت تلك الواقعة آثارًا سلبية في داخله لا تزال محفورة في ذاكرته حتى الآن.

جسدت معاصرتي للحرب بالثمانينيات في عرض "كلارنيت"

 قبل 12 عامًا، ترجم فادي الغول ما رأته عينيه في عمر الصبا من أحداث الحرب المروعة، في عمل مسرحي حمل اسم "كلارنيت"، إذ كشف في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية" عن تفاصيل هذا العرض قائلًا: "جسدت ما عشته من معاناة في طفولتي واجتياح إسرائيل لبيروت والمجازر التي ارتكبتها، والتي تركت أثرًا كبيرًا في نفسي لم أستطع تجاوزه حتى الآن، حيث كنت طفلًا فلسطينيا عاش الحرب، وجسدت ما يحدث على أرض فلسطين وتكراره على مر التاريخ وما يعانيه الشعب الصامد ومعاناة الأطفال الكبرى، فتجددت هذه الواقعة بداخلي، حينما رأيت كيف يتكرر السيناريو مرة أخرى حاليًا، وما نشهده من حرب إسرائيل على قطاع غزة، وما تتعرض له من مذابح وجرائم وإبادة جماعية، واشتعال الحرب الإسرائيلية وإبادتها للأطفال والنساء وسكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن". 

80 % من أعمالي لدعم الأطفال الذين يعانون من آثار الحرب

يحمل فادي الغول رسالة من خلال فنه، إذ يسعى لتخفيف الأثر النفسي الواقع على الأطفال الذين يشاهدون ويعاصرون حروبًا في طفولتهم، فيصب كل اهتمامه بهم وتعزيز الأمل بداخلهم قائلا: "80% من أعمالي أوجهها للأطفال، ويعود ذلك لسبب واضح وهو تأثير الحرب التي عشتها في طفولتي على تكويني ونشأتي، وأحاول التعبير عما يشعر به الأطفال الذين تعرضوا للحرب في طفولتهم، محاولًا إعطاء الأمل لهم وتقديم أعمال فنية مختلفة وموضوعات تلامس الواقع الذي نعيشه والتعبير عنه في أعمالي".

ترجمت أوبريت "أبرياء" لعدة لغات لفضح الاحتلال

على الرغم من مشاركة الغول في عدد كبير من الأعمال سواء أفلام أو مسلسلات أو عروض مسرحية بجانب موهبته في التلحين الموسيقي وتحريك العرائس، إلا أنه جعل من فنه سلاحًا للمقاومة والدفاع عن القضية الفلسطينية وتوصيلها لشعوب العالم بل وترجمة هذه الأعمال لعدد كبير من اللغات حول العالم، فيقول عن ذلك: "قدمت عددًا كبيرًا من الأعمال التي ركزت على القضية الفلسطينية وكان من أهمها بالنسبة لي توثيق ما عشته في طفولتي من خلال عرض مسرحي يتحدث عن حرب إسرائيل في لبنان عام 1982، كما قدمت أوبريت "أبرياء" والذي ترجمت لعدد من لغات العالم وقمت بتلحين موسيقى الأوبريت وكتبت كلمات الأغنية لكي يرى ويسمع العالم عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والأطفال".

القضية الفلسطينية حاضرة بداخلنا حتى الوفاة

رغم محاولات إسرائيل لتهجير سكان قطاع غزة، ولكن تمسّك الشعب بأرضه كان مثالًا يحتذى به في الصمود والمقاومة، فيقول "الغول": "نحن كشعب ملتصقين في حياتنا وأحلامنا بالقضية الفلسطينية، ونحن جزء من هذه الأرض ولن نتركها أو نتخلى عنها، والفنان جزء من الشعب وينتمي لهذه الأرض ويرتبط بجذورها ونحاول كفنانين فلسطينيين التأكيد على القضية وإبرازها في أعمالنا، فنحن نتحدث عن ضميرنا وشعبنا وآمالنا وطموحاتنا، ونرصد معاناة هذا الشعب في الأعمال الفنية والثقافية، وأود التأكيد أن القضية الفلسطينية حاضرة منذ الولادة وحتى الوفاة على أمل التحرر من الاحتلال الإسرائيلي".

رغم الدور الذي بذله فادي في خدمة القضية الفلسطينية بتطويع فنه في تقديم أعمال فنية ولكنه يعتبر ما يحدث على الواقع أكبر من أي وصف أو تجسيد في عمل فني قائلًا :"كل الكلمات والأعمال الفنية التي قدمت من قبل لن تستطيع أن تعبر عما يحدث على أرض الواقع من معاناة يعيشها الشعب الفلسطيني على أرضه، فأنا أشعر بالعجز تجاه وطني، والواقع أكبر من أي كلام أو فعل، ومهما تحدث فلن أستطيع وصف ما يحدث، المقاومة البطولية التي رأيناها وصمود الشعب الفلسطيني على الأرض، تستحق الثناء، ونأمل أن يتغير الوضع الذي تعيشه فلسطين وسكان قطاع غزة ".

دعا فادي الشعوب العربية للتوحد مرة أخرى من أجل القضية الفلسطينية قائلًا: "بعدما رأينا التكتلات بين إسرائيل وأمريكا، فعلينا أن نؤكد على ضرورة توحد الدول العربية مع بعضها، فالعرب ليس لهم إلا بعضهم البعض".

مصر تدعم قضيتنا وجهودها وطنية لا تخفى على أحد

يشيد فادي بالجهود التي تبذلها مصر في دعم القضية الفلسطينية، ومنها إدخال المساعدات الإنسانية من خلال معبر رفح، وعقد قمة القاهرة للسلام، فيقول: "لا يخفي علينا ما تبذله الدولة المصرية من دور في دعم القضية الفلسطينية، والمصريون شعبًا وحكومة جهودهم ملموسة في دعم قضيتنا، ونعرف جيدًا أنهم لن يتخلوا عن أشقائهم من الشعب الفلسطيني، ولا ننكر أن هناك تدخلات عظمى تحاول منع الدعم والمساندة التي تقدم لنا، ولكننا على أمل بأن القادم أجمل، والشعب المصري سيظل داعمًا للشعب الفلسطيني".