الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"أنتيجوني".. آلام غزة على المسرح في "أيام قرطاج المسرحية"

  • مشاركة :
post-title
مسرحية أنتيجوني

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

"أعرف أن لا أحد يبالي بما فعلت، لكنني لن أرضخ ولن أستجدي دمعةً من أحد، سأغادر هذا العالم محرومة من كل شيء، مدركةً لحقيقة بما أنه لا وطن إذن لا سلام".. هذا آخر ما قالته بطلة مسرحية "أنتيجوني" للمخرج الأردني الفلسطيني حكيم حرب، والتي عرضت ضمن المسابقة الرسمية بـ مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورتها الـ ٢٤ والتي تختتم فعالياتها 10 ديسمبر.

حرب الذي أعرب عن سعادته الكبيرة لمشاركته في مهرجان أيام قرطاج المسرحية، قال: "هذه ليست المشاركة الأولى لي بالمهرجان إذ أحرص باستمرار على التواجد فيه نظرًا لأهميته على المستوى العربي والعالمي، وأرى أن المشاركة مختلفة هذا العام نظرًا لظروف فلسطين الصعبة".

وتابع: "قدمنا أنتيجوني كأول شهيدة في مسرح العالم، واخترت هذا الاسم اليوناني تحديدًا لمعناه والذي يشير إلى أنه ضد الاستسلام والرضوخ، ويتجسد ذلك في رفض أنتيجوني للسيطرة، وسبق لي أن عرضت المسرحية في الأردن في يوليو الماضي، ويتناغم العرض مع ما يحدث اليوم في القضية الفلسطينية الحاضرة في كل أعمالنا المسرحية، حيث لا نحتاج إلى سبب لتناول القضية الفلسطينية فإننا نتناولها مسرحيًا وسينمائيًا وروائيًا كفرقة رحالة في الأردن لأننا جزء من هذه الأمة، ونعرض هموم الأمة في كل أعمالنا لأن المسرح ليس منسلخًا عن قضايا أمته ونحاول أن نكون قريبين من الأحداث في الشارع وأن ندق ناقوس الخطر لإثارة أسئلة من نوع آخر".

المخرج الأردني الفلسطيني حكيم حرب

يشير المخرج الأردني إلى أنه حاول تقديم رؤية معاصرة للعرض، تتقاطع مع هموم الإنسان العربي فجميع العناصر تدل على أن هذه الأسطورة القديمة الآن تتحدث عما يجرى في فلسطين، حيث قال: "أعمل منذ عام على المسرحية ما بين إعداد النص والتمارين والعروض التي قُدمت في الأردن، وأحرص على المشاركة بها في مهرجانات عدة، إذ أشارك الشهر المقبل في مهرجان بغداد، ولم أكن بحاجة لعرض المسرحية عندما يحدث تطور في القضية الفلسطينية، لأن القضية واحدة وأنتيجوني تعبر عن موقفنا مما يحدث".

وأضاف: "ما يحدث الآن شيء مخجل كما أوضحنا في المسرحية، فنحن لسنا في أمان بوجود هذا المشروع الاستعماري الذي يهدف إلى ما وراء في فلسطين إذا ما هزمت غزة فنحن على أبواب كارثة كبيرة، سيعود النزوح والهجرة مرة أخرى، وأمامنا فرصة حقيقية أن يتغير العالم وما يحدث من الشعوب في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وأمريكا مهم لأن الصورة اتضحت وحجم زيف الإعلام الصهيوني أصبح واضحًا ويقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة كمثقفين، فالفن لديه قوة تعادل قوة الرصاصة أحيانا، ونحن قادرون أن نوضح للعالم حجم هذا الظلم وما يحدث من إبادة جماعية".

وتابع قائلاً: "لدينا مشكلة تتمثل بأن خطابنا موجه دائمًا للداخل العربي وعلينا أن نفكر كيف من الممكن أن يوجه للعالم الأجنبي لكي تكون الصورة أكثر وضوحا ودقة".

يرفض حكيم حرب توقف المهرجانات الفنية، إذ يقول: "إذا توقفت المهرجانات فماذا نفعل، وأرى أن الموافقة على توقف المهرجانات يكون فقط إذا ذهبنا لنحارب، غير ذلك على المبدعين أن يقدموا أعمالهم إذ يلعب ذلك دورًا مهمًا في رفع المعنويات لأن الناس مُصابة بالإحباط فيجب أن ندعو للتفاؤل، ونخلق أمل، ومهمتنا الأن أن ندفع الأجيال المقبلة لفهم القضية الفلسطينية حتى لا يبقى هذا الاستسلام موجود، لذا أنا مع بقاء المهرجانات بأجندات خاصة تكشف الحقيقة".

وعن خطواته المقبلة قال: "لدي مهرجان سنوي في الأردن تقيمه فرقتي رحالة، واستدعي من خلاله عدد من الفرق العربية والأجنبية لتقدم عروضها في الساحات والحدائق، واستعد لدورة جديدة بعمل جديد لم استقر عليه حتى الآن".