"الإفريقي لا يعرف ماذا يفعل العرب والعكس".. من هذا المنطلق يسير المخرج والمؤلف الفرنسي حسن كاسيكوياتي في رحلته عبر دول العالم لينقل الثقافات المختلفة ويعرّف الجمهور العربي على المجهودات الفنية التي يتم تقديمها في القارة الإفريقية، لذلك كان حريصًا على التواجد في النسخة الـ 24 لمهرجان "أيام قرطاج المسرحية" الذي يتعاون معه منذ 20 عامًا.
يؤكد "حسن" الذي يعمل كمدير فني للمهرجان الفرنكفوني في فرنسا لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أنه جاء إلى تونس رفقة والده وعدد من المخرجين التونسيين ممن لهم توجه نحو المسرح الإفريقي، قائلًا: "أبي يعمل ممثلًا، وهو صاحب أول فرقة مسرحية في بوركينا فاسو، وجئت معه إلى تونس لتعزيز سبل التعاون الخاصة بالمسرح ونقل الخبرات لأن الاهتمام هنا كبير بهذا العالم".
إعادة التواصل مع العالم العربي
يرى حسن أن هناك خطأً وقع فيه السابقون فيما يتعلق بنقل الثقافة الإفريقية إلى العالم العربي، إذ قال: "قديمًا كان مسرح الحمرا في تونس وهو أحد أكبر المسارح في تلك العاصمة المحبة للفن، يستقبل العديد من العروض الإفريقية، وكان هذا يمثل أمرًا مهمًا لنا، لكن مع الوقت توقفت المسرحيات وأرى أن ما حدث خطأ، لذلك نحاول الآن إعادة التواصل، وبالتالي تجربتي في الأسواق الإفريقية تساعدني في تعزيز سوق قرطاج".
لدى "حسن" خبرة كبيرة في المهرجانات الفنية وإسهام في تطور الثقافة الإفريقية وحول ذلك يقول: "بجانب إدارتي للمهرجان الفرنكوفوني في فرنسا، أعمل أيضًا المدير الفني للعديد من المهرجانات بالعالم في الهند وإسبانيا وأمريكا، حيث تعاونت في إنشاء 22 مهرجانًا في إفريقيا من بينها الكونغو والسنغال ومالي وساحل العاج وبروندي والكاميرون وغيرها، وأعمل أيضًا كخبير دولي للنصح والإرشاد لسوق "ماسا" وهو أكبر سوق في إفريقيا يضم أكثر من 3 آلاف فنان من إفريقيا الكبرى، وهذا أيضًا من أهداف تواجدي في قرطاج المسرحية".
مشكلات المسرح الإفريقي
تطرق "حسن" للحديث عن وضع المسرح الإفريقي والمشكلات التي تواجههم هناك وكيف يمكنهم تخطي أزمات التمويل ووجود المسارح، حيث أوضح: "هناك العديد من المهرجانات المهمة في إفريقيا تعاني، والمشكلة لدينا لا تكمن في نقص المهرجانات، فنحن نخلق مهرجانات جديدة دائمًا ولكن الأزمة الحقيقة هي كيفية تحقيق الاستدامة لتلك المهرجانات، وخلق الموارد الكافية لها لتكون على الطريق الصحيح، خصوصًا أنه يقام كل 12 يومًا مهرجانًا كبيرًا، وفي بعض الأماكن لا يجدون الدعم اللازم، ويحولون القرى التي يسكنون فيها إلى مسارح وعروض ويصورونها أيضًا".
وتابع: "يجب أن يكون هناك تواصل بين العرب وإفريقيا فنيًا، وأنا بدوري كصحفي خدمت في أكثر من دولة من بينها مصر، أصبح لدي علاقات كبيرة في الوطن العربي، ولدي جنسية فرنسية، ودوري كمخرج جعلني أكون حلقة الوصل بين العالمين، ومن هنا تكمن الأهمية الحقيقة لأسواق مثل قرطاج وغيرها".
حالة الإنتاج الفني في إفريقيا
يلفت حسن الانتباه إلى نقطتين مهمين وهما موارد الإنتاج وحالة الإنتاج الفني في إفريقيا، إذ قال: "هناك العديد من الفرق التي تخلق الفرصة المسرحية وأظن أن الإنتاج الفني في إفريقيا جيد، ولكن الأموال التي تتبع هذه العملية الإنتاجية ليست جيدة فنحن لا نحصل على ربح ولكن لدينا عدد كبير من المهرجانات المهمة مثل بوركينا فاسو، حيث أصبحنا نقدم مسرح في كل مكان".