بينما سلمت بتقارير عديدة بشأن هدفها المرجو "القضاء على حماس"، قد يستغرق سنوات، عقدت دولة الاحتلال الإسرائيلي عزمها لاغتيال قادة حماس وعناصرها في جميع أنحاء العالم، واستدعى رئيس "الشاباك" في فيديو مسرب أحداث اغتيالات "عملية ميونخ"، باعتبارها ستكون منهاج الاحتلال في البحث عن قادة المقاومة في كل مكان.
ميونخ الجديد
قال مسؤول إسرائيلي كبير في جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، إن إسرائيل عازمة على القضاء على حركة حماس في جميع أنحاء العالم، حتى لو استغرق الأمر سنوات.
وفي تسجيل مسرب بثته هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" الأحد، قال رئيس الشاباك، رونين بار، إن "هذه هي ميونيخ الخاصة بنا، في كل مكان: في غزة وإسرائيل ولبنان وتركيا وقطر وفي كل مكان".
وإشارة "بار" لميونيخ هي إشارة إلى حملة الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت من خلال الموساد قيادات فلسطينية، بزعم مشاركتهم والتخطيط لما عرف باسم "عملية ميونخ" ضد الإسرائيليين في دورة الألعاب الأولمبية عام 1972 في ألمانيا.
وتحدث رئيس الشاباك عن أن الكابيت هو من حدد هدف القضاء على حماس، قال بار "المجلس الوزاري (الكابينيت الإسرائيلي) حدد لنا هدفًا، وهو، بكلمات بسيطة، القضاء على حماس، ونحن مصممون على القيام بذلك"، بحسب ما جاء في التسجيل الصوتي.
وتحدث "بار" عن "عمليات رئيسية" تقوم بها أجهزة الأمن الإسرائيلية بشكل "مخفي عن الأنظار"، مُضيفًا "هناك أشياء كثيرة تتحرك تحت سطح الأرض"، بحسب التسجيل.
حماس ترد
من جانبها، عدّت حماس تهديدات رئيس الشاباك تعكس "المأزق السياسي والميداني" الذي تعيشه إسرائيل، كما تمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة الدول الآتي على ذكرها في التسجيل.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو، في بيان، إن "هذه التهديدات تعكس المأزق السياسي والميداني الذي يعيشه العدو بفعل صمود الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة".
وأكد أن تهديدات إسرائيل "لا تخيف أحدًا من قادة حركة حماس"، وطالب بملاحقة دولية لإسرائيل ومحاسبتها بتهمتي "التطاول" و"الغرور"، لما انطوت عليه تهديداتها من "انتهاك صارخ لسيادة الدول الشقيقة التي ذكرها قادة العدو ومساس مباشر بأمنها".
وبخلاف غزة يقيم قادة حماس في لبنان وتركيا وقطر أو يزورونها بشكل متكرر.
هل تنجح إسرائيل؟
وعلى مدار سنوات الصراع، يتجدد عنفوانه من وقت لآخر، لم تنجح إسرائيل في اغتيال قادة بارزين في حركة حماس، إلا أنها بدعم أمريكي غربي نجحت، أخيرًا ضمن نطاق التصعيد الجاري، ردًا على هجمات 7 أكتوبر، في تصفية عدد من قيادات المقاومة الفلسطينية بينها قيادات بارزة في حماس.
وقبل يوم أعلن جيش الاحتلال أن قواته قتلت قائد كتيبة، الشاطئ التابعة لحركة حماس في غارة جوية.
وفي بيان مقتضب، قال المتحدث باسم جيش إسرائيل دانيال هجاري، الأحد، إن القائد هيثم خواجاري، كان مسؤولًا عن تنفيذ غارات داخل الأراضي الإسرائيلية خلال هجوم 7 أكتوبر المباغت للمقاومة من غزة على إسرائيل.
وقبل نحو أسبوعين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اغتيال ثلاثة قادة في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة.
قال المتحدث "هجاري" في بيان إن طائرات مقاتلة تمكنت من قتل المسؤولين العسكريين الثلاثة بعد معلومات وفرها جهاز الاستخبارات والأمن الداخلي "الشاباك".
وقبل أسبوع، أعلنت حركة حماس اغتيال أربعة من قادتها بينهم عضو بارز في مجلسها العسكري، وفي بيان نشرته 26 نوفمبر الماضي، قال الذراع العسكري لحماس "تزف كتائب القسام ثلة من قادتها الأبطال وهم الشهيد القائد أحمد الغندور (أبو أنس) عضو المجلس العسكري وقائد لواء الشمال"، إضافة إلى "الشهداء القادة" وائل رجب، ورأفت سلمان وأيمن صيام "الذين ارتقوا في مواقع البطولة والشرف في معركة طوفان الأقصى".
وفي عام 1997، فشل عملاء الموساد الإسرائيلي في تسميم زعيم حماس آنذاك خالد مشعل، أثناء تواجده في الأردن، في وقت كان بنيامين نتنياهو يتولى رئاسة الوزراء، واضطرت "إسرائيل"، وقتها، لمنح الأردن الترياق اللازم لإنقاذ حياة مشعل، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.