بينما تخلل مشاهد الإفراج عن محتجزين إسرائيليين لدى حماس، بعض الود بين عناصر المقاومة الفلسطينية وأسراهم، صدمت الاحتلال، ورأى في بعض المواقف أنها "تشويه" لصورة ترغب إسرائيل في ترسيخها لحشد مزيد من دعم الغرب وشحنه ضد حماس. عبر تقارير طبية تزعم تل أبيب أن أسراها كانوا تحت تأثير مهدئات أشعرتهم بالسعادة.
مزاعم مهدئات السعادة
زعمت وزارة الصحة الإسرائيلية، أن حركة حماس قامت بإعطاء المحتجزين لديها مهدئات، "ليب سعداء" أثناء مرافقتهم من مقرات احتجازهم إلى أماكن التسليم رفقة الصليب الأحمر، ضمن صفقات تبادل الأسرى.
قال الدكتور هاجر مزراحي، رئيس القسم الطبي بوزارة الصحة الإسرائيلية، إنه بمراجعة العائدين من أسر حماس وجد أنهم تلقوا مهدئات مثل كلونيكس وفيتامينات أخرى ليبدو سعداء، بحسب ما أفادت صحيفة "أورشليم بوست" الإسرائيلية.
أشار مزراحي، في مؤتمر صحفي بحضور ممثلين عن لجنة الصحة في الكنيست، اليوم الثلاثاء، إلى أن المستشفيات المشاركة في استقبال الرهائن المفرج عنهم "وثّقت عددًا كبيرًا من جرائم الحرب" يزعم أن حماس ارتكبتها فيما يتعلق بصحة المختطفين.
أضاف أن بعض الجرائم المزعومة شملت "التجويع ونقص العلاج الطبي والأغلال الطويلة".
لجنة الكنيست تعد تقريرًا
وتعتزم لجنة الصحة في الكنيست، إطلاع منظمات الصحة العالمية على تقرير مُفصل أعدته الوزارة يرصد الحالة الصحية لجميع العائدين من حجز حماس، بحسب ما ذكر رئيس اللجنة يوني المشاريكي، ونقلته الصحيفة.
فقدوا أوزانهم ولم يستحموا
وقدّر طبيب في مستشفى شنايدر الذي استقبل بعض حالات المفرج عنهم، أن جميع الرهائن المفرج عنهم تم تجويعهم وفقدوا ما لا يقل عن 10% من أوزانهم.
قال الدكتور يائل موز، من القسم الطبي في شنايدر: "فقد النساء والأطفال الذين تم تحريرهم من الأسر في غزة ما بين 10% إلى 15% من وزن الجسم". بحسب ما ذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية.
أشار الطبيب إلى معاناة بعض المحتجزين فيما يتعلق بالنظافة الشخصية، قائلًا إن "إحدى الأسيرات استحمت ثلاث مرات خلال 54 يومًا من احتجازها كرهينة، بينما لم يستحم طفل رهينة طوال 54 يومًا في الأسر"، بحسب الشبكة الأمريكية.
تحدث "موز" عن "إيذاء نفسي" يزعم أن المحتجزين لدى حماس قد تعرضوا له بدرجات متفاوتة، مشيرًا إلى أحد المراهقين المحتجزين الذي زُعم أنه قيل له إنه سيظل رهينة لمدة عام على الأقل، بحد زعمه.
المقاومة "أحسنت المعاملة"
ومثلّت تصريحات الإسرائيلية المسنة المفرج عنها، يوخفيد ليفشيز، أبرز ما عدّته إسرائيل تشويهًا للصورة، بعد أن ظهرت في أعقاب أول عملية لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، في 24 أكتوبر الماضي، وهي تؤكد للصحفيين أن المقاومة أحسنت معاملتها وأنها تلقت رعاية طبية جيدة.
وقالت ليفشيتز، وقتها، إن طبيبًا كان يتابع حالتها الصحية بصفة دورية، في موقع احتجازها في غزة، وتأكد أنها تلقت العلاج الذي كانت تتلقاه بشكل دوري قبل أن تتعرض للاحتجاز.
وبدلًا من الثناء على إسرائيل وجهت ليفشيتز اللوم لإسرائيل، واستنكرت موقف جيش الاحتلال من احتجازها وأكثر من مئتين آخرين، على يد المقاومة، وأوضحت أنه "لم يأخذ تهديد (المقاومة) على محمل الجد بالقدر الكافي"، وأن الموقع حيث كانت محتجزة تعرض لأكثر من هجمة إسرائيلية.
من جانبه، أعربت مصادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن صدمتها من تصريحات ليفشيتز، وعدتها تشويهًا للصورة.
ووفق ما نقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية حينها عن قول تلك المصادر إن "كلمات أحد سكان مستوطنة نير عوز التي أطلق سراحها من أسر (المقاومة) تسببت في تشويه الصورة في وقت حساس"، لكنها أضافت أنه ليس من الممكن السيطرة على سلوك الأسرى وأقاربهم.
إسرائيل تمارس عقابًا جماعيًا في غزة
وتتزامن هذه التقارير، مع إدانات أممية للتحركات العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في جنوبي قطاع غزة، التي تسير بوتيرة متسارعة طارحة آلاف الأرواح، وسط اتهامات أممية ودولية بتنفيذ إسرائيل عقابًا جماعيًا في غزة.
ووفق أحدث تقارير وزارة الصحة الفلسطينية الرسمية، ارتفع أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 15800 شهيدًا 70% من بينهم أطفال ونساء، منذ هجوم 7 أكتوبر، إضافة لما يزيد عن 41 ألف من الجرحى، وقرابة الألف أغلبهم أطفال في عداد المفقودين ومرجح أنهم محتجزون تحت أكوام الركام والدمار الذي خلّفه جيش الاحتلال بين المربعات السكنية التي سوّاها بالأرض.