مع دخول الهدنة في غزة يومها الأخير، الاثنين، لا تزال أطنان المساعدات التي دخلت إلى القطاع على مدار الأيام الماضية، غير كافية مُقارنة مع أثر الحصار والعدوان على الفلسطينيين، بينما تستدعي الحاجة لفتح معابر أخرى.
وفي أعقاب إتمام تبادل الدفعة الثالثة من الأسرى، الأحد، أعرب كلا الطرفين عن استعدادهما لتمديد الاتفاق لتبادل المزيد من الأسرى والسماح بمرور المزيد من المساعدات، لكن نتنياهو اشترط إطلاق سراح 10 رهائن إضافيين كل يوم.
ليس كافيًا للاستجابة الإنسانية
أعربت، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، "الأونروا"، عن حاجة فلسطينيي القطاع إلى المزيد من المساعدات، في ظل وضع إنساني قاسٍ فرضه الحصار والعدوان.
قال المدير العام للأونروا، فيليب لازاريني، يوم الأحد، إن الوضع الحالي للمساعدات في غزة "لا يكفي للاستجابة الإنسانية إذا أردنا عكس أثر الحصار المفروض على قطاع غزة". أضاف "لازاريني"، أن هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات في غزة. بحسب ما ذكرت شبكة "سي بي إس" الأمريكية.
وتنص بنود اتفاق الهدنة، على وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في جميع مناطق قطاع غزة، والسماح بدخول مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، بالإضافة إلى الوقود، إلى كل مناطق القطاع، بلا استثناء شمالًا وجنوبًا.
200 شاحنة تعبر رفح يوميًا
أشار لازاريني إلى زيادة كبيرة في عدد الشاحنات التي تدخل غزة، في الوقت الراهن، في ظل سريان الهدنة، والتي قد تصل إلى نحو 200 شاحنة تعبر معبر رفح يوميًا.
قال: "في اليوم الأول كان لدينا ما معدله 40 شاحنة، وهو عدد قليل للغاية مُقارنة بالاحتياجات الهائلة في قطاع غزة، والآن أود أن أقول إنه خلال الأيام القليلة الماضية، كان لدينا ما متوسطه 160 إلى 200 شاحنة تعبر رفح وتدخل إلى غزة"
أضاف "ومع ذلك، أعتقد أن الـ 200 شاحنة لا تكفي للاستجابة الإنسانية إذا أردنا عكس أثر الحصار في قطاع غزة، نحن نحتاج أيضًا إلى التدفق التجاري".
الوضع أسوأ في غزة
ووصف المدير العام للأونروا، فيليب لازاريني، الوضع الإنساني في غزة بأنه "أسوأ بكثير" مما سبق ورصده في المرة الأولى، وقت قام بزيارة للقطاع.
وقال لازاريني: "لقد عدت الأسبوع الماضي إلى غزة للمرة الثانية، الوضع أسوأ بكثير مما رأيته في المرة الأولى".
واستشهد المسؤول الأممي بالوضع الإنساني داخل أحد مراكز التدريب المهني التابعة للأونروا، كاشفًا عن نحو 45 ألف شخص يعيشون داخله، في وضع إنساني وصحي كارثي.
قال "قمت بزيارة مركز التدريب المهني التابع للأونروا، نحن نؤوي 45 ألف شخص هناك، التقيت بأب مع أطفاله الخمسة، يعيشون في مسكن مؤقت تبلغ مساحته أربعة أمتار مربعة، وينامون على الأرض، دون مرتبة أو بطانية، بينما الشتاء قادم".
ضرورة فتح معبر إضافي
وتقول الأونروا إنها في حاجة إلى 120 طنًا من الوقود يوميًا لعمل المرافق الأساسية، داعية إلى ضرورة فتح معبر إضافي لتوصيل ما يكفي من المساعدات.
قال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في تصريحات صحفية، الأحد، إن الوكالة تحتاج إلى 120 طنًا من الوقود يوميًا لبدء المرافق الأساسية، مضيفًا أن 200 شاحنة مساعدات إنسانية تحتاج إلى الدخول يوميًا لمدة شهرين متتاليين، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
"الناس في شمال غزة ومدينة غزة يعانون من المجاعة"، "الأمراض المعوية والجلدية أصبحت أكثر انتشارًا من ذي قبل."
أضاف "أبو حسنة" أن هذه الحاجة تجاوزت الطاقة الاستيعابية لمعبر رفح الحدودي البالغة 130 شاحنة، وسيلزم فتح معبر إضافي لتوصيل ما يكفي من الوقود وسلع الإغاثة.
وأعلنت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، يوم الأحد، أنها أرسلت 50 شاحنة مساعدات إلى غزة والشمال.
وفي إعلان سابق، قالت "الهلال الأحمر" إنها استقبلت 187 شاحنة مساعدات يوم السبت، وأنها تتوقع أن تدخل 200 شاحنة أخرى إلى غزة الأحد.