تسببت الخلافات والصراعات الداخلية بين صفوف الحزب الجمهوري الأمريكي، في تراجع كبير لقدرة الحزب ولجانه الانتخابية على جمع التبرعات، استعدادًا للانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل 2024.
وكشف تقرير عن هيئة الانتخابات الفيدرالية، أن اللجنة الوطنية للحملات التابعة للحزب الجمهوري بمجلس النواب جمعت ما يزيد قليلًا على 5 ملايين دولار خلال شهر أكتوبر الماضي، وهو ما يُمثل نحو نصف ما حصلت عليه في الأشهر الموازية من السنوات الأخيرة.
ويُعد هذا الرقم منخفضًا بشكل ملحوظ، مقارنة بما حققته اللجنة في نفس الفترة من الأعوام السابقة، إذ ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن قيمة التبرعات بلغت نحو 10 ملايين دولار في أكتوبر 2019، و9.8 مليون دولار في أكتوبر 2021.
وأرجعت المجلة الأمريكية ذلك إلى حالة عدم الاستقرار التي شهدها مجلس النواب خلال الأشهر الماضية، إذ استغرق الجمهوريون 3 أسابيع كاملة في محاولة انتخاب رئيس جديد للمجلس، بعد خلع، كيفن مكارثي، من منصبه في الثالث من أكتوبر.
كما أثرت حالة الفوضى تلك سلبًا على قدرة الحزب على جمع الأموال، نظرًا لأهمية دور رئيس المجلس في توجيه التبرعات وتسخير علاقاته مع كبار المانحين، وهو ما فقده الحزب لأسابيع خلال الشهر الماضي.
وبحسب "بوليتيكو"، تواجه اللجنة الوطنية للجمهوريين صعوبات مالية كبيرة، في ظل تخلفها عن نظيرتها الديمقراطية بنحو 10 ملايين دولار، كما أن إجمالي التبرعات التي جمعها الجمهوريون منذ بداية العام لا تكفي لسد الفجوة مُقارنة بالدورات الانتخابية السابقة.
وفي المقابل، أعلنت اللجنة الديمقراطية عن جمعها أكثر من 100 مليون دولار منذ بداية العام الحالي، إذ حصلت على 8.1 مليون دولار في أكتوبر، متجاوزة بذلك رقمها القياسي خلال أي سنة انتخابية سابقة؛ مما يؤكد تفوق الديمقراطيين حاليًا على منافسيهم من حيث تمويل الحملات.
وتوضح المجلة الأمريكية أن أزمة القيادة التي عصفت بالحزب الجمهوري واستمرت لعدة أسابيع، جاءت في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لاستعداداتهم الانتخابية، وألحقت ضررًا كبيرًا بقدرتهم على جمع الأموال اللازمة لخوض سباق 2024 الرئاسي والتشريعي.
كان "مكارثي" يمتلك قوة هائلة في جمع التبرعات مع شبكة واسعة من المانحين، إلا أن خليفته "جونسون" لم يكن لديه سجل حافل عندما يتعلق الأمر بجمع الأموال، ولكن في الأيام التي أعقبت توليه هذا المنصب مباشرة، قالت لجنة الكونجرس الجمهوري إنها حققت أقوى عملية جمع تبرعات عبر الإنترنت في هذه الدورة.