تشهد الولايات المتحدة الأمريكية فوضى غير مسبوقة داخل صفوف الحزب الجمهوري، إذ يواجه صعوبة كبيرة في اختيار رئيس لمجلس النواب الأمريكي، بعد عزل كيفن مكارثي من منصبه قبل أسابيع.
ووفقًا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكي، فإن 9 مرشحين جمهوريين سيتنافسون في الانتخابات الداخلية للحزب لتولي منصب رئاسة المجلس، في أكثر الانتخابات تنافسًا منذ عزل مكارثي.
لكن ليس من الواضح على الإطلاق أن أيًا من الطامحين الحاليين سيكون قادرًا للحصول على 217 صوتًا اللازمة للمطالبة رسميًا بمنصب رئيس البرلمان، وبينما تواجه الولايات المتحدة خطر أسبوع آخر من الدراما التي سببها الجمهوريون، فإن شللهم جعلهم يقتربون من الموعد النهائي للتمويل الحكومي، منتصف نوفمبر المقبل، لكنهم غير قادرين على تبني تشريع لتجنب الإغلاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين المرشحين كبار المسؤولين الجمهوريين، مثلتوم إيمر، نائب رئيس مجلس النواب، والنائب مايك جونسون، بجانب أعضاء صغار في الكونجرس، مثل بايرون دونالدز وجاك بيرجمان.
ويواجه المرشحون التسعة تحديًا شبه مستحيل في الفوز بأصوات أعضاء الحزب داخليًا، ثم الفوز بالأغلبية في التصويت النهائي داخل أروقة مجلس النواب.
وأوضحت "بوليتيكو" أن تعثر الحزب الجمهوري في اختيار رئيس للمجلس، أدى إلى شلل تشريعي تام في أعمال الكونجرس، إذ لا يستطيع المجلس مناقشة أي قوانين دون وجود رئيس.
وفي الوقت ذاته، يقترب موعد الميزانية الاتحادية، المقرر منتصف نوفمبر المقبل، ودون رئيس للمجلس لا يمكن للكونجرس اتخاذ أي إجراء بشأن الميزانية، ما قد يؤدي لإغلاق الحكومة.
ولم يعلن الجمهوريون بعد مدى السرعة التي سيختارون بها المرشح للمصب، إذ يضغط البعض للانتظار حتى يحصل مرشحهم التالي على 217 صوتًا لتجنب معركة عامة فوضوية أخرى، لكن لم يؤيد جميع المرشحين تعهدهم بدعم من سيتولى رئاسة المجلس في نهاية المطاف، ما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال قيام أقلية من الجمهوريين في مجلس النواب بعرقلة من سيظهر الثلاثاء المقبل.
وجوه بارزة
ودعم كيفن مكارثي، الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي، النائب توم إيمر، وقال عنه في تصريحات نقلتها عنه شبكة "إن بي سي": "إنه يضع نفسه فوق كل أولئك الآخرين الذين يريدون الترشح، نحن بحاجة إلى انتخابه هذا الأسبوع والمضي قدمًا، وليس فقط جمع هذا الحزب معًا، لكن التركيز على أكثر ما تحتاجه هذه البلاد".
واتفق مكارثي مع الرأي القائل بأن "إيمر" سيواجه "معركة شاقة" لتأمين الدعم المطلوب، لكنه شدد على أن الأخير "هو أفضل شخص لهذا المنصب"، مُستشهدًا بخبرته التشريعية وتجربته السياسية كزعيم للحزب.
ومع ذلك، يواجه "إيمر" مشكلة رئيسية واحدة مع قاعدة الحزب الجمهوري، هي أن الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفاءه يعارضون محاولته.
وقال مكارثي: "هذا ليس الوقت المناسب لتجربة التعلم كمتحدث، سيكون توم قادرًا على الدخول في الوظيفة والقيام بها".
وفي المقابل، يحظى النائب الشاب بايرون دونالدز، بدعم متزايد داخل الحزب، لكونه وجهًا جديدًا قد يوحد الجمهوريين على الرغم من قلة خبرته.
ومع استمرار تعنت بعض النواب الجمهوريين، من غير الواضح متى سيتمكن الحزب من اجتياز هذه الأزمة وانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، في أسوأ أزمة يمر بها الحزب منذ عقود.